رغم أن مباحثات إجراء الانتخابات الفلسطينية كانت مصحوبة بأجواء إيجابية مع إصرار رئيس السلطة، محمود عباس، وموافقة جميع الفصائل على إتمامها، إلا أن خبراء ومحللين سياسيين يستبعدون عقدها.
وأرجع
الخبراء ذلك إلى عدم وجود رغبة فلسطينية حقيقية لذلك، وللدور الإسرائيلي المعيق،
والذي يتوقع رفضه لعقد الانتخابات في مدينة القدس.
ومطلع
أيلول/سبتمبر 2019 قال عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه سيدعو لعقد
انتخابات عامة فور عودته، وهو ما كان، حيث كلف رئيس لجنة الانتخابات حنا ناصر،
لبدء مشاورات عقد الانتخابات.
وعلى مدار أسابيع عقد "ناصر" سلسلة اجتماعات مع قيادات وفصائل فلسطينية، أثمرت بموافقة كافة الفصائل عن عقد الانتخابات.
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: هذه أسباب تأخر إصدار عباس لمرسوم الانتخابات
وعقدت
آخر انتخابات رئاسية عام 2005، فيما أجريت آخر انتخابات تشريعية في
2006.
وتحكم
"حماس"، قطاع غزة، فيما تدير حركة "فتح" التي يتزعمها عباس،
الضفة الغربية، منذ بداية الانقسام الفلسطيني، عام 2007.
موافقة
"إسرائيل"
قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عباس زكي، إن اللجنة في حالة انعقاد دائم، لبحث أي تطورات على ملف الانتخابات.
وأضاف
لـ"الأناضول"، "فتح تتمسك بعقد الانتخابات، لكن ننتظر الموافقة
الإسرائيلية على إجرائها في القدس المحتلة"، واستدرك "لا انتخابات دون
القدس".
ولم
يصدر الرئيس عباس بعد مرسوما رئاسيا بعقد الانتخابات، في حين تطالبه فصائل منها
"حماس" بإصدار المرسوم فورا.
لكن
"زكي" قال إن "هناك خشية من إصدار المرسوم، وتبدأ الإجراءات على
الأرض في الضفة وغزة، وتعرقل إسرائيل العمل في القدس".
وأشار
إلى أن عقد الانتخابات دون القدس تفريط في المدينة المقدسة.
وتدرس
القيادة الفلسطينية وحركة "فتح" سيناريوهات عدة في حال رفضت "إسرائيل"
عقد الانتخابات في القدس، بحسب "زكي".
وكان رئيس السلطة الفلسطيينة صرح ،خلال افتتاح اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله، الأربعاء، بأنه لن يقبل بإجراء انتخابات رئاسية أو تشريعية فلسطينية دون أن تسمح "إسرائيل" للمقدسيين بالتصويت في قلب القدس وليس بضواحيها.
وأضاف
"يجب أن تجرى الانتخابات لكن ليس بأي ثمن".
وسبق
أن سمحت "إسرائيل" بإجراء الانتخابات الفلسطينية في القدس عام 1996، كما سمحت بإجراء
آخر انتخابات رئاسية عام 2005، وآخر انتخابات تشريعية عام 2006، وسط ضغوط دولية
عليها.
وتزعم
دولة الاحتلال الإسرائيلي أن مدينة القدس بشقيها الشرقي والغربي عاصمة لها وخاضعة
لسيادتها الكاملة، وهو ما يرفضه الفلسطينيون والدول العربية، ولا تعترف به الأمم
المتحدة ومعظم دول العالم.
تشكيك بإجراء انتخابات
الكاتب
والمحلل الفلسطيني طلال عوكل، قال إنه "يستبعد عقد انتخابات فلسطينية خلال
العام 2020".
وأوضح
"هناك أسباب كثيرة تدعو لذلك، ما الذي تغير بالواقع الفلسطيني، والانقسام؟
هل سيتغير شيء؟ أشك، هل التشريعي في حال انتخابه يكون عنوانا لشراكة وطنية شاملة،
ويعيد بناء النظام السياسي؟ برأيي لا".
وقال
إن "إسرائيل تتحكم بكل شيء، هل ستوافق على عقد الانتخابات في مدينة القدس؟
أشك كثيرا، وفي حال موافقتها هناك أبعاد سياسية كبيرة، ولا تسمح أن تخدش هيبتها
هناك".
وتابع
"لذلك أشك أن هناك إمكانية عقد انتخابات".
اقرأ أيضا: عباس: لا انتخابات دون القدس ولن نرضخ للضغوط
ولفت إلى أن الوضع الفلسطيني الراهن لن يتغير في العام 2020، سيبقى الانقسام يراوح مكانه.
ويرى أستاذ
العلوم السياسية في جامعة الخليل جنوبي الضفة، بلال الشوبكي، أنه "لا
يوجد رغبة فلسطينية حقيقية لعقد الانتخابات، وما يجري استهلاك إعلامي".
وأضاف: "تشهد الضفة الغربية وقطاع غزة، وخاصة الضفة تضييقا على الحريات،
وعلى المعارضين، وافتعال الكثير من الملفات العالقة بين طرفي الانقسام".
وتابع: "كل جانب يريد القول إنه مع عقد الانتخابات وفي نفس الوقت ليس لديهم القدرة
على عقدها محملا الجانب الآخر المسؤولية".
ولفت الشوبكي إلى أن وجود الاحتلال معيق أساسي في عقد الانتخابات، حيث تصر حركة "فتح" على عدم عقد الانتخابات دون القدس.
وقال: "إسرائيل من غير المتوقع أن تقبل عقد انتخابات فلسطينية في القدس، التي تنظر
إليها عاصمة دولتها بدعم من الولايات المتحدة".
وأردف
"هذا يؤكد نظرية عدم قدرة إدارة حياة سياسية تحت الاحتلال".
ويلخص
بالقول "إذن لا يوجد رغبة فلسطينية حقيقية لعقد الانتخابات، وإسرائيل لن تقبل
عقدها في مدينة القدس".
بدوره، شكك مدير مركز يبوس للدراسات السياسية بالضفة، سليمان بشارات، في عقد الانتخابات،
مرجعا ذلك إلى أن الحالة السياسية الفلسطينية مرتبطة بعدد من العوامل، أهمها
الحالة السياسية الإسرائيلية، وإمكانية قبول إسرائيل بالسماح بعقد انتخابات
فلسطينية بالقدس المحتلة.
وأضاف
أنه قد تحدث انتخابات تشريعية على الأقل، في حال ممارسة ضغوط دولية وأوربية على "إسرائيل"، لافتا إلى وجود ضغوط على الفلسطينيين لعقد انتخابات.
رئيس لجنة الانتخابات الفلسطينية يسلم رد الفصائل لعباس
قيادي فتحاوي: عباس يشترط مجددا لإجراء الانتخابات
NYT: مجموعة عربية تجتمع في لندن للتطبيع مع إسرائيل