بينما
تتزايد في مصر موجة التضامن الشعبي مع مسلمي "الإيغور" ودعوات المقاطعة
لمنتجات الصين التي تقمع هذه الأقلية المسلمة، يسير الإعلام المصري المؤيد لقائد
الانقلاب عبد الفتاح السيسي عكس هذا التيار، ويدافع عن بكين.
ونشرت
الصفحات والمجموعات المؤيدة للسيسي على "فيسبوك" عشرات المنشورات التي
تبرر سياسات الصين ضد الإيغور المسلمين، وتتهم من يدعون لمقاطعتها بأنهم معادون
لمصر ومتحالفون مع أعدائها.
وفي
أحد هذه المنشورات، قال "باسم الأمير" إن دعوات مقاطعة البضائع الصينية
تقف وراءها كل من الولايات المتحدة وتركيا، عقابا لبكين على دعمها لمصر خلال
السنوات الست الماضية، خاصة في مجال الاستثمارات والبنية التحتية.
اقرأ أيضا: هاشتاغ #الصين_إرهابية.. الأول بمصر ومطالبات بمقاطعة منتجاتها
دفاع
"مستميت" عن الصين
وفي
تقرير لصحيفة "اليوم السابع" بعنوان: "الصين والإيغور وطُعم
السوشيال ميديا"، دافعت الصحيفة بقوة عن الصين، وأكدت أنها دولة عادلة، ولا
تضطهد الأقلية المسلمة بها.
وأضافت:
"لو أن بكين تضطهد المسلمين، فلماذا سمحت ببناء 35 ألف مسجد، منها 24 ألف للإيغور
فقط؟"، مشيرة إلى أن "الخلاف في ملف الإيغور هو شأن سياسي بين دولة
صارمة تنافس على ريادة العالم وبين مجموعات انفصالية، ولا علاقة له بالإسلام".
وشددت
الصحيفة على أن "تركيا تدعم بقوة الإيغور الذين ينحدرون من أصول تركية، لضرب
مصالح الصين في الدول الإسلامية".
وادعت
أن "الصور والفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي لتعذيب مسلمي
الإيغور مفبركة، وأن منع المظاهرة الإسلامية مثل ارتداء الحجاب هو إجراء أمني"،
مشددة على أن "هناك لجانا إلكترونية تدعمها تركيا لتصدر للرأي العام العالمي
مشاهد التعذيب والقتل للإيغور، باعتبارها صراعا دينيا ضد الإسلام".
واختتمت
تقريرها بأن "الصراع الحقيقي بين الإيغور والحكومة الصينية هو بين صراع
النظام والفوضى، بين دولة مستقرة ومجموعات انفصالية، ولا يمكن لأقلية دينية أن
تفرض قوانينها الخاصة على الدولة، بما يتعارض مع الإجراءات الأمنية أو النظام
القائم، ولا ينبغي لنا كمصريين أن نبتلع الطعم بهذه السهولة".
"تلفيق
وفبركة"
من
جهتها، قالت صحيفة "الوطن" إن الحملة على الصين هدفها تشويه سمعة هذا
البلد عبر التلفيق والفبركة.
ونقلت،
كما فعلت معظم وسائل الإعلام المصرية، المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير الصيني
بالقاهرة "لياو ليتشيانج"؛ للرد على الانتقادات التي تتعرض لها بلاده
بسبب أزمة الإيغور، ونفى صحة هذه الأخبار، مؤكدا أن "هناك أيادي سوداء
تقف خلف هذه الحملة المضللة"، على حد تعبيره.
وذهبت
صحيفة "الدستور" إلى حد إجراء حوار مع أحد الزعماء المسلمين في الصين، وهو نائب الطريقة الجهرية النقشبندية، الدكتور علي عبدالله الصيني، الذي أكد فيه أن
"مسلمي الإيغور بخير يمارسون شعائرهم بكل حرية، وأن الدولة الصينية تتصدى
للمتشددين والإرهابيين؛ لمنعهم من إيذاء الشعب الصيني".
"وحشية
الإيغور"
ونشرت
صحيفة "صوت الأمة" تقريرا بعنوان "هل تقف تركيا وراء صناعة
فيديوهات مسلمي الإيغور؟"، قالت فيه إن "الإيغور أقلية عرقية تطالب
بالانفصال عن الصين، ولا توجد مشكلة للصين مع الإسلام كعقيدة"، مشيرة إلى أن "بعض
قيادات الإيغور هربوا إلى الولايات المتحدة، وأسسوا حركة انفصالية في واشنطن تمول
وتحشد للحملة الآن على الصين برعاية الحكومة الأمريكية".
وادعت أنه "لا وجود لأي اضطهاد ديني للمسلمين في الصين، التي يوجد بها العديد من
الأقليات المسلمة تعيش بشكل طبيعي داخل المجتمع، وتمارس عبادتها دون أي مشكلات".
واتهمت
الصحيفة أقلية الإيغور بأنها "تمارس الإرهاب لتحقيق هدفهم الانفصالي، عبر
الحركات الجهادية المسلحة التي شنت عدة عمليات إرهابية ضد المجتمع الصيني منذ عام
1990 وحتى الآن، راح ضحيتها آلاف القتلى والمصابين".
واتهمت
"الحكومة الأمريكية بممارسة الابتزاز للحكومة الصينية، كما فعلت مع مصر في ملف
اضطهاد الأقباط"، مشيرة إلى أن "الصراع التجاري المعلن بين الصين من
ناحية والجانب الأمريكي والأوروبي من ناحية أخرى، هو السبب وراء مزاعم اضطهاد
للمسلمين؛ لشحن المجتمع الدولي والشعوب المسلمة، بغرض تعطيل الصين".
"ذريعة
لتتريك سوريا"
أما
موقع "صدى البلد"، فقال في تقرير له بعنوان "مسلمو الإيغور.. ذريعة
أردوغان لتتريك العالم العربي"، إن ملف الإيغور يظهر فقط عندما يخطط أردوغان
لحرب مقدسة، كما فعل من قبل في سوريا والآن يحاول في ليبيا"، مشيرة إلى أن "التعاطف
مع الأقليات المسلمة يسهل تجنيد عناصر إرهابية من مختلف أنحاء العالم، وأن أردوغان
يحاول جمع التبرعات لحربه القادمة في ليبيا من مسلمي العالم، ليقتل بها مسلمين في
مكان آخر".
"إرهابيون"
بدوره، دافع الإعلامي محمد الباز عن الصين في برنامجه "90 دقيقة" على قناة
"المحور" يوم الأربعاء، فقال إن ما يحدث في الصين هو مشكلة اقتصادية من
الدرجة الأولى، مؤكدا أن الغرب يستخدم العاطفة الدينية لضرب علاقات الصين بالعديد
من الدول الأفريقية التي أجرت معها اتفاقيات اقتصادية مؤخرا.
وأشار
إلى أن حملات الهجوم على الصين تقف وراءها منظمات دولية، مطالبا المنظمات
الإسلامية حول العالم، الذين يروجون لقضية الإيغور، بأن يزوروا الصين ويطلعوا على
حقيقة ما يحدث هناك، ليتأكدوا من عدم صحة مزاعم اضطهاد المسلمين، وأن الدولة
الصينية تكافح الإرهاب كما تفعل مصر.
وتتعرض إثنية الإيغور المسلمة في الصين إلى انتهاكات متعددة من قبل الحكومة الصينية، حيث يتم احتجازهم في معسكرات احتجاز، ويتم محو لغتهم فيها ودينهم وثقافتهم، ويتم إجبارهم على العمل بالسخرة، وفصل الأطفال عن آبائهم، وإجبار نساء الإيغور على النوم بجوار موظفي الحكومة في الغرفة ذاتها.
وأثار لاعب الكرة المسلم ونجم فريق أرسنال، تركي الأصل، مسعود أوزيل، قضية الإيغور بشكل واسع، عبر تغريداته على "تويتر"، التي أثارت حفيظة الحكومة الصينية وغضبها، فيما لاقى حديثه تفاعلا واسعا حول العالم، وتضامنا من المنظمات الحقوقية، حتى إن الخارجية الأمريكية دعمت موقفه.
دفاع أوزيل عن الإيغور تلاه تضامن من عدة شخصيات بارزة في المجتمعات العربية، منها على سبيل المثال المغني السويدي من أصل لبناني ماهر زين، ولاعب الكرة السابق المصري محمد أبو تريكة.
ومنذ عام 1949، تسيطر بكين على إقليم تركستان الشرقية، وهو موطن أقلية الإيغور المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينغيانغ"، أي "الحدود الجديدة".
وفي آب/ أغسطس 2018، أفادت لجنة حقوقية تابعة للأمم المتحدة، بأن الصين تحتجز نحو مليون مسلم من الإيغور في معسكرات سرية بتركستان الشرقية.
وتفيد إحصاءات رسمية بوجود 30 مليون مسلم في الصين، منهم 23 مليونا من الإيغور، فيما تقدر تقارير غير رسمية عدد المسلمين بقرابة 100 مليون، أي نحو 9.5 بالمئة من السكان.
اقرأ أيضا: واشنطن بوست: هذه وسائل الصين المطورة لقمع المسلمين
هاشتاغ #الصين_إرهابية.. الأول بمصر ومطالبات بمقاطعة منتجاتها
إعلام السيسي يهاجم قمة كوالالمبور.. لماذا؟
لهذه الأسباب هزم سلاح الفيديوهات إعلام السيسي في 2019