اقتحم محتجون عراقيون، الثلاثاء، بوابات السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء، ما دفع بقوات الأمن لإطلاق قنابل الغاز، في حين ذكرت مصادر بالحشد الشعبي إن عيارات نارية أطلقت من جانب قوات الأمن، أوقعت عددا من المصابين.
وعلى إثر الاقتحام الذي جاء إثر الضربات الأمريكية على عناصر قالت واشنطن إنهم يتبعون للحشد الشعبي، وأدت لمقتل 28 شخصا بالأنبار، أطلق أمن السفارة صافرات الإنذار بمحيطها داخل المنطقة الخضراء تحذيرا من خطر الاقتحام.
من جهته طالب رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، مئات المحتجين الذين هاجموا السفارة الأمريكية في بغداد، بمغادرة حرم السفارة فورا.
وقال عبد المهدي في بيان، إن الضربة الأمريكية على قطعاتنا العسكرية الأحد الماضي، تمت إدانتها من قبل الحكومة بأعلى المستويات" .
وشدد عبد المهدي بالقول إن "أي إعتداء أو تحرش بالسفارات والممثليات الأجنبية هو فعل ستمنعه بصرامة القوات الأمنية وسيعاقب عليه القانون بأشد العقوبات".
وخلال اقتحام السفارة وقعت إصابات في صفوف المتظاهرين، بعد مهاجمة حراسها الأمريكيين، الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع،
وأعلنت هيئة "الحشد الشعبي" العراقية، الثلاثاء، ارتفاع عدد المصابين خلال التظاهرة أمام السفارة الأمريكية إلى 32 مصابًا.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة تظهر مشيعي قتلى الحشد الشعبي وهم يدخلون المنطقة الخضراء من الجسر المعلق باتجاه السفارة الأمريكية في بغداد.
وظهر المشيعون وهم يرفعون الأعلام العراقية وأعلام الحشد الشعبي أمام مبنى السفارة، احتجاجا على القصف الأمريكي الذي استهدف مقار الحشد في محافظة الأنبار.
وأقيمت، صباح الثلاثاء، مراسم شعبية وسط العاصمة بغداد، لتشييع قتلى الحشد الشعبي الذين سقطوا نتيجة قصف أمريكي في محافظة الأنبار.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، الحداد العام لمدة 3 أيام على قتلى "الحشد الشعبي" الذي قضوا في القصف الأمريكي.
وقال المكتب الإعلامي لعبد المهدي، إن الأخير "وجه بإعلان حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الثلاثاء، على أرواح شهداء قواتنا المسلحة من منتسبي اللواء 45 و46 (الحشد الشعبي) ومنتسبي الجيش والشرطة، إثر الاعتداء الآثم الذي تعرضوا له الأحد في منطقة القائم" بمحافظة الأنبار غربي العراق.
اقرأ أيضا: عسكريون أمريكيون يتوقعون ردا انتقاميا من الحشد الشعبي
وذكر مصدر أمني عرقي لـ"الأناضول" أنه تم"إخلاء الموظفين الأساسيين من السفارة الأمريكية"، وفي ذات الوقت، نفى مصدر في السفارة الأميركية لقناة "الحرة" "صحة الأنباء حول إخلاء السفير الأمريكي في العراق أو موظفي السفارة".
لكن وكالة "رويترز"، قالت إن السفير وطاقم الموظفين، تم إجلاؤهم بالفعل إلى مكان آمن، فيما تواصل تطويق السفارة، من قبل المحتجين وهو ما نفته واشنطن لاحقا.
وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر اليوم
الثلاثاء إن بلاده بصدد إرسال قوات إضافية إلى سفارتها في بغداد، ودعا الحكومة
العراقية إلى المساعدة في حماية الأمريكيين.
وأضاف إسبر في بيان "اتخذنا إجراءات حماية
مناسبة، لضمان سلامة المواطنين والعسكريين والدبلوماسيين الأمريكيين في هذا البلد،
ولتأكيد حقنا في الدفاع عن النفس".
وتابع قائلا "مثلما هو الحال في كل
البلدان، نعتمد على قوات الدولة المضيفة، في المساعدة في حماية أفرادنا، وندعو
الحكومة العراقية إلى تحمل مسؤولياتها الدولية لفعل هذا".
بدورها ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية، أن كل
الأمريكيين بسفارة الولايات المتحدة في بغداد آمنون، وأنه لم يتم اقتحام المنشأة.
وقال متحدث باسم الوزارة إن السفير الأمريكي في
العراق مات تولر، كان في رحلة سفر خاصة معدة سلفا منذ أكثر من أسبوع، وإن التقارير
التي ذكرت أنه أُجلي من السفارة زائفة.
وأضاف المسؤول أن السفير في طريق العودة إلى
السفارة، وأنه لا توجد خطط لإخلائها.
وقالت "فرانس برس" إن المحتجين هاجموا البوابة الرئيسية للسفارة الأميركية في بغداد، منددين بالضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت الأحد قواعد لفصيل عراقي موال لإيران، وأحرقوا أعلاما وحطموا كاميرات مراقبة وهم يهتفون "الموت لأمريكا".
وتمكن المحتجون المشاركون في موكب تشييع مقاتلي كتائب حزب الله العراقي الـ25 الذين قضوا في الغارات الأمريكية، من عبور جميع حواجز التفتيش دون صعوبة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين.
وأظهرت صور تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة، أمين عام حركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، وأمين عام منظمة بدر، هادي العامري، ومستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، في التظاهرات أمام السفارة الأمريكية.
وبحسب ما ذكرت "السومرية نيوز" فإن تعزيزات أمنية من الفرق الخاصة بدأت بالتوجه إلى مقر السفارة، ونقلت عن مصدر أمني قوله: "تم إطلاق الغاز المسيل للدموع تجاه المتظاهرين بمحيط السفارة".
اقرأ أيضا: الحكومة العراقية: الهجمات تدفعنا لمراجعة العلاقات مع التحالف
ونقلت "السومرية" عن بيان لـ"الحشد الشعبي" جاء فيه أن "أكثر من 20 مشيعا أصيبوا بالقنابل الدخانية والرصاص أمام السفارة الأمريكية".
وقالت "الأناضول" إن المحتجين يحاولون اقتحام السفارة، فيما صرحت كتائب حزب الله العراقي، في بيان لها، بأنه "لا نية لاقتحام السفارة".
وأظهر مقطع مصور نُشر على "تويتر" وصول المحتجين إلى البوابة الخارجية الزجاجية للسفارة، وفي الجهة المقابلة يتواجد الجنود الأمريكان دون أي تدخل من قبلهم.
وفي تطور جديد، تمكن المحتجون من اقتحام البوابة الرئيسية للسفارة، وإحراق نقاط الحراسة بمحيطها.
وبحسب ما ذكرته قناة "الجزيرة" القطرية فقد تم إطلاق صافرات الإنذار داخل السفارة الأمريكية بالتزامن مع اقتحامها من قبل المحتجين العراقيين.
وقالت "رويترز" إن "حراس الأمن داخل السفارة الأمريكية أطلقوا قنابل صوت على المحتجين خارج بوابة المجمع".
من جانبه قال المتحدث
الرسمي باسم المفوضية للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بيتر ستانو، إن "الاتحاد الأوروبي يدين
الهجوم على قوات التحالف الدولي في العراق، ونعبر عن تعازينا لعائلات الضحايا والحكومة
العراقية والولايات المتحدة".
وأضاف "الاتحاد الأوروبي قلق أيضًا بشأن الهجوم على
السفارة الأمريكية في بغداد"، مؤكدا أن السلطات العراقية واجبها حماية
البعثات الدبلوماسية".
معطلون عن العمل يحاولون حرق أجسادهم في تونس
مقتدى الصدر يدعو إلى وقف اغتيال النشطاء العراقيين
إصابات بين المتظاهرين في اشتباك مع قوات الأمن في بغداد