قالت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر على إيران يعبر عن قصر النظر والتعجل.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "المواجهة المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران توقفت قليلا يوم الأربعاء، فيما وصفه ترامب بأنه (أمر جيد للأطراف المعنية كلها)، فبعدما أظهرت أنها قادرة على ضرب القواعد العسكرية العراقية، حيث يتمركز الجنود الأمريكيون وبدرجة عالية من الدقة، أعلنت إيران أنها (أنهت) ردها على قتل الجنرال قاسم سليماني، وأعلن ترامب أنه لم يصب أي من الجنود الأمريكيين في المواقع المستهدفة، ولهذا وضع جانبا رده الحاسم واستهداف 52 موقعا داخل إيران، وسارع مؤيدوه بالإعلان عن انتصاره، وأنه قتل مهندس المغامرات الخارجية الإيرانية دون مواجهة رد مضر به".
وترى الصحيفة أن "هذا التقييم لا يقوم على رؤية عميقة، بل إنه يعبر عن ضيق نظر وتعجل؛ لأن الهجمات الإيرانية ضد الأهداف الأمريكية وحلفائها ستستمر في الأشهر المقبلة، وفي حالة لم تزد الإدارة من جهودها الدبلوماسية فإن الهدف النهائي الذي تحدث عنه المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي -إخراج الولايات المتحدة من الشرق الأوسط- سيصبح حقيقة".
وتشير الافتتاحية إلى أن "هناك البرنامج النووي الذي قالت إيران إنها ستواصله بعد مقتل الجنرال سليماني، وأكد ترامب في خطابه يوم الأربعاء أنه لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، لكنه وبعد الانسحاب من المعاهدة التي حدت من نشاطات إيران النووية واختار المواجهة معها، فإنه لم يقم بتقديم أي استراتيجية قوية ومتماسكة للتعامل معها أو مع برنامجها النووي، باستثناء دعوته للدول الأوروبية وروسيا التخلي عن المعاهدة".
وتدعو الصحيفة الرئيس لانتهاز فترة الهدوء في المواجهة مع إيران، والبحث عن طرق دبلوماسية واستئناف المفاوضات معها، فهذا الخيار لا يدعمه غالبية الأمريكيين فحسب، بل الدول الحليفة لواشنطن في المنطقة أيضا، مثل السعودية وقطر، اللتين دعتا لضبط النفس، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي ألمح فيه ترامب إلى تبني أمريكا للسلام، إلا أنه أعلن عن خطط جديدة لتشديد العقوبات على إيران.
وتجد الافتتاحية أن حملة "أقصى ضغط" فشلت في تحقيق ما يريده ترامب، وهو جلب إيران إلى طاولة المفاوضات، وإنجاز اتفاقية نووية جديدة بشروطه، وعو ما من شأنه أن يضمن استمرار الهجمات على ناقلات النفط في منطقة الخليج.
وتقول الصحيفة إن "إيران ستحاول الاستفادة من وضعها في العراق، الذي عبر قادته عن غضبهم من العمليات العسكرية على أراضيهم، وقد صوت البرلمان العراقي، في يوم الأحد، على قرار يدعو لطرد 5 آلاف جندي أمريكي من الأراضي العراقية، وما زاد في عقم الإدارة هو الرسالة التي أرسلت إلى الحكومة العراقية التي تعلن بدء الانسحاب، وما تبع ذلك من تنصل منها والقول بأنها مجرد مسودة، وهذا لم يمنع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من الدعوة إلى الانسحاب".
وتلفت الافتتاحية إلى أن "ترامب ساعده بحماقة عندما هدد بفرض عقوبات على العراق، لكن الرئيس بدا في خطابه وكأنه يحضر للانسحاب، قائلا إنه يريد أن يتحمل حلف الناتو دورا أوسع في المنطقة، و(نحن لم نعد بحاجة لنفط الشرق الأوسط)".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالإعراب عن ارتياحها من تجنب الولايات المتحدة وإيران مواجهة عسكرية شاملة، مستدركة بأن "ترامب لا يملك رؤية أو استراتيجية في الشرق الأوسط، فيما يثير استعداده للقيام بهجمات صاروخية أو سحب القوات الأمريكية بناء على نزواته القلقة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
WSJ: هكذا تنظر دول الخليج وإسرائيل للمواجهة مع إيران
MEE: هذه دوافع ترامب الحقيقية لاغتيال قاسم سليماني
الغارديان: هل كان قتل سليماني جزءا من خطة مدروسة؟