من المفروغ منه أن الفنون القائمة على وسائط غير لغوية – بالمعنى التقليدي للُّغة – كالموسيقى والفن التشكيلي، لا يمكن التعبير عنها بشكل دقيق من خلال اللغة.
فلا يمكننا أن نسأل الفنان ماذا أراد أن يقول من خلال لوحته، لأنه قال بالفعل ما كان في نفسه، لكنه قالَه بطريقة غير لغوية. ولمّا كان لا بُدّ من استخدام اللغة العاجزة المحدودة في التعليق على الفنون غير اللغوية، فإنّ القصور سِمة أصيلة في هذا المقال، يتعين على كاتبه الاعتراف بها بادئ ذي بدء.
في معرض أحمد صبري (حكايات الزجاج المكسور) الذي تستضيفه قاعة المشربية للفنون من 8 ديسمبر إلى 9 يناير يقطع الفنان علينا كل السبُل التي قد تعيننا حتى على التعليق القاصر الذي كنا نطمح إليه، وهو يفعل ذلك أولاً من خلال اختياره ألاّ يضع للوحاته واسكتشاته المعروضة أية عناوين، وثانيًا من خلال طبيعة لوحاته نفسها العصيّة على التأويل. لم يترك لنا من حطام اللغة إلا عنوان معرضه (حكايات- الزجاج- المكسور).
في كل لوحة نجد تكوينات حيّة، تفيض بالحياة في واقع الأمر، فكل عنصر مفرد فيها مستعار من ظاهرة من ظواهر العالَم البيولوچي المنظور، لكن هذه العناصر تجتمع معًا في كُلٍّ جديدٍ لا نظيرَ له في واقع هذا العالَم .
* نزوعٌ رحِمِي، وحبل سُرّي يشُدّ إلى الخارج:
في هذه اللوحة مثلاً هناك في الركن الأيسر العلوي تلك الهامة التي يغطيها الشَّعر بالكامل، وربما نحار فيما إذا كان تحت هذا الشَّعر يختبئ رأس إنسانةٍ بعينين وأنف وفم، أم أنه حيوان بحري لا فقاري ربما ينتمي إلى الرأس-قدميّات.
نتجه يمينًا من هذه الهامة فنجد ساقًا طويلةً دقيقةً تتسع في نهايتها لتنغرز فيما يشبه قطعةً من تربة برّيّة أو بحرية تنبُت منها إلى أعلى تكوينات قرنية نباتية من اليمين، وورقية نباتية من اليسار.
وهذه القطعة تهيمن على ما يشبه تكوينًا صخريًّا أو عظميًّا تبرُز منه إلى اليسار ساقٌ صغيرةٌ حيّةٌ بدورها يصعب نسبتُها إلى أي شيء واقعي، وأسفلَها تكوين قوقعي مقلوب.
أما أسفل التكوين الصخري/ العظمي فهناك ما يشبه حبلاً مجدولاً يزداد فَتلُه كلما اتجهنا معه يمينًا لنخرج من اللوحة. إنه يشبه الحبل السُّرِّي حين يمسكه طبيب التوليد أو القابلة ويلفُّه في عزمٍ ليشُدّ به المشيمة.
أسفل نهاية هذا الحبل من جهة اليسار هناك تكوين مغزلي كأنه رسم تخطيطي تشريحي لعضلة حية، وراءه جزء مكشوف من كيان دُودِيّ مخطط بدرجات البنفسجي، مختبئ أسفل نهاية الحبل، وأسفلَه تكوين أبيض مشقوق عرضيًّا بخطّ بُنّي داكن، كأنه غلاف كَيتينيّ لحشرة أرضيّة، أو هيكل متكلس لحيوان بحري، وتنبتُ من أسفلِ هذا التكوين الأبيض تكويناتُ ملتوية كجذور النبات باللون الزيتي تتجه يمينًا، كما تخرج من أسفلِه جهةَ اليسار سيقانٌ لدنة بلَوني السيمون ودرجة من البُنّي، نكتشف في أسفلها أنها على الأغلَب سيقان حيوان رخوي بحري سميك في هيئة مقلوبة لقنديل البحر.
فإذا ما عُدنا إلى التكوين القوقعي الحلزوني ذي اللون الزيتي الذي تعطيه الخطوط السوداء إحساس الأماكن المظلمة الظليلة من الحلزون، فسنجده يشدُ ذيل حيوان هجين له رأس حَمَل، في حركة دءوبة لكنها تبدو بطيئة متثاقلة، تشي ببطئها عينه الحزينة المنكسرة، حيث ينظر بؤبؤ عينه إلى أسفل وإلى الخلف، كما يشي بالتثاقُل طرفاه الأماميّان المرتفعان عن الأرض كأنهما مقيّدان في سَرجٍ أو معطفٍ يحيط بجذعه وله شيء يشبه القلنسوة يعلو هذا المعطف كأنه يغطّي سَنام جَمَل، مخطط طوليًّا بالأبيض والبُنّي.
الفقرة السابقة طويلة، مما يهدد قدرة القارئ على المتابعة! لكن هذا الطُّول لابُدّ منه، وما نقاط انتهاء الجُمَل فيها إلاّ وقفات اعتباطيّة أوحَت بها العناصر المختلفة المؤتلفة المشتبكة في اللوحة.
إذا ابتعدنا عن التفاصيل فسنكتشف أن كُلّ ما وراء الحيوان الهجين (الحَمَل/ الجَمَل) يشبه كائنًا ثقيل الحضور مرعبًا، تشكّل الجذور النباتية باللون الزيتي ذيلَه، وتخرُج من أنفه ساق الحيوان البحري الرأسقدميّ الطويلة، وكأنه يهُشُّ بشَعر رأس الحيوان البحري على الحَمَل كُلّما تباطأ في حركتِه، أو يهدده بالضرب.
ألوان اللوحة هادئة إجمالاً، تتبع پالِتّة متراوحة بين درجات البُنّي ودرجات الزيتي والأخضر والأبيض المُطفَأ المُترَب والوردي الباهت جِدًّا والأصفر، مع ظهور لافت وغريب للبنفسجي قُرب منتصف اللوحة، في أطراف قطعة التُّربة التي تكلل رأس التكوين الصخري/ العظمي، أو تمثّل غطاء رأس الكائن الثقيل المُرعب.
في محاولة محكومة قطعًا بالفشَل لتأويل اللوحة، يبدو كلُّ ما أمام الحبل المجدول كأنه مشيمة جنينٍ إنساني.
إنه حقيقة الجزء اللامرئي من الكيان الإنساني، المُستسِرّ والمستتر من أصولِه في رَحِم أمّه، حيث يتّصل بأسلافِه القدامى في عالَم الأحياء المعقَّد القديم، مِن التكوينات النباتية التي لا تتحرّك إلاّ لِمامًا، إلى الرخويات ولاسيّما الرأسقدميات، وصولاً إلى الثدييات متمثلةً في الحَمَل الحَمُول الصبور الحزين الذي يحاول شَدّ هذه المشيمة الأحيائية المعقَّدَة إلى داخل الرحِم، مقاومًا في يأسٍ الشَّدّ المضادّ الذي يبذله الحبل السُّرّي المجدول إلى الخارج. ربما يكون في اللوحة نزوعٌ رحِمِيٌّ يحاول أن يلوذ بالأصل المطمئنِّ رغم ما تمارسُه حتمية الحياة من ضغوطٍ على الموجود البشري.
* لفافة معوية في جذع شجرة:
في اللوحة التالية يتسرب إلينا إحساس بأن التكوين في مجمله يقف راقصًا في وجوده الفريد. فالخلفية هنا يملأها لون متجانس، ولا توجد عناصر لا تشتبك في التكوين العملاق بطل اللوحة، تمامًا كما في اللوحة السابقة.
في قاع اللوحة ما يشبه كومةً من ورق الشجر، لكنها جزء عضوي من ساق شجرة مائلة تتكئ على هذه الكومة المتماسكة، والساق والكومة بلون بُنّي مُحمَرّ يتخلله الأسود في خطوط تضفي على الساق حيويةً وعلى ورق الشجر حدودًا واضحة.
تتحول الساق بعد ذلك إلى تركيب من الرمادي الفاتح والأبيض والأسود، وهو تركيب ذو طابَع كاريكاتيري، والأبيض فيه يوحي بفراغات منحنية في جسد جذع الشجرة، كما لا تخطئ العين عند اتصال الساق الصلبة البنية المُحمَرّة بالتركيب الكاريكاتيري ما يشبه عينًا بشرية كاريكاتيرية ناظرةً إلى أعلى في فزَع، فضلاً عمّا يشبه أنفًا وفمًا مفتوحًا ملتويًا يشارك العين فزعها، كأنّ هناك كيانًا إنسانيًّا يسكن هذه الشجرة، ينظر إلى ما يحدثُ لها في مستوياتها العُليا فَزِعًا غيرَ مُصَدِّق.
في الركن الأيسر السفلي من اللوحة نجد تكوينًا عضويًّا مثلَّثًا، يتّصِل من طرفه الأيمن بالتركيب الكاريكاتيري المذكور، ويشبه لفافةً معويَّةً حيوانيةً/ إنسانيةً متّصلةً بالمساريقا Mesentery، تتراوح ألوانُها بين الزيتي ودرجة فاتحة من البُنّي، وبينهما شريط من البُنّي المحروق يمتدّ في دِقّة تشريحيّة بين اللفافة المعوية نفسها وبين المساريقا!
أمّا ما يكلل التركيب الكاريكاتيري في جذع الشجرة فهو تكوين يشبه من بعيدٍ حيوانًا مفصليّ الأرجُل، قد يكون من القشريّات كالكابوريا أو الاستاكوزا! منتصفه وتديٌّ مستدقٌّ إلى أعلى ذو لونٍ بُنّيٍّ صريح، وطرفاه أقدامٌ برتقاليةٌ غير متماثلة الطول على الجانبين، لكن الأقدام على الجهة اليسرى ما تلبث أن تكوّن كتلة برتقالية متجانسة تتصل باللفافة المعوية وبجذع شجرة بني، ربما يكون امتدادًا للجذع الأصلي في قاع اللوحة.
وثَمَّ تركيبٌ آخر وتديٌّ رماديٌّ أضخم يعتلي قمّة هذا التكوين وينظر إلى نفس الجهة التي يشير إليها منتصف الحيوان القشريّ كأنهما بوصلتان متراكبتان! وتخرج من قاعدة هذا التركيب الوتدي الأضخم إلى اليمين أصابع تفترش قاعدة جذع شجري – أو ربما هو امتدادٌ آخر للجذع الأصلي إلى اليمين – وتلتفّ الأصابع حول هذا الجذع وتحزمه (وهو مشهدٌ آخَر يذكّرنا بتشريح المشيمة في الجنين البشري)، إلى أن يخرج من بينها الجذعُ رماديًّا متفرع الأغصان عاريًا من الأوراق كأصله وكالفرع الأيسر.
في هذا التكوين تبرز وشائج القربى بين ممالك الأحياء لدرجة أننا لا نستطيع أن نقطع على وجه اليقين بأنّ عنصرًا معيّنًا في اللوحة نباتيٌّ ذو شكلٍ خاصٍّ مُحَوَّر أو حيواني، وقُصارانا أن نرجّح دون يقين. ويعمد (صبري) إلى التفاصيل التشكيلية المستعارة من تشريح المشيمة الحيوانية ليؤكّد هذه الوشائج، أو هكذا يمكننا أن نرى على الأقلّ.
ومن الملاحَظ هنا كما في اللوحة الأولى أن (صبري) يوزّع ألوانه على اللوحة بحيث يكاد يستأثر كل ركن منها بپالِتّة معينة، ففي اللوحة الثانية نجد الزيتي متكتلاً في الربع الأيسر السفلي، والبني المحمرّ في القاع، والبرتقالي في المنتصف، واللبني الباهت في الربع الأيمن العلوي.
وفي اللوحة الأولى نجد الزيتي في النصف الأيمن والأخضر الزرعي في الربع الأيسر العلوي وتدرُّجات الوردي الشاحب في المنتصف، وإن كانت درجات البُنّي تخترق اللوحة بكاملها.
وربما يشي هذا التوزيع اللوني بحرصه على ألاّ يتدخل تدرُّج الألوان في عملية التأكيد على وشائج القُربى بين كائناته الخرافية الهجينة وعناصرها شِبه الواقعية، فيبدو من خلال هاتين اللوحتين أننا أمام فنان مخلص للشكل على حساب اللون، أو أن ما يفعله هنا هو نوعٌ من لزوم ما لا يلزم، فهو يقيّض لكل عنصرٍ لونًا يفصِله عن بقية العناصر، لكنه يراهن على قدرته على الربط بين هذه العناصر في تكوين كبير عضوي حي رغم ذلك.
* تشكيل حيواني أحادي اللون:
في هذه اللوحة الثالثة تستمر الكائنات الهجينة في الظهور، لكن تطغي الحيوانية هنا على النباتية، وإن كانت قرون الرأسين اللذَين في أعلى اللوحة تشبه جذورًا نباتيةً هي الأخرى.
ربما تشتبك في هذه اللوحة ثلاثة حيواناتٍ، منها اثنان مُلقَيان على ظهرَيهما، بينما الثالث واقفٌ على أطرافه الأربعة، وطرفاه الأماميان يبدوان أطول من الخلفيين في انقلاب تشريحي سريالي، مُطرِقَ الرأس الذي لا يَبين منه إلا الاستدارة والقرون الجذرية في الركن العلوي الأيمن من اللوحة.
هنا استخدم (صبري) تدرُّجات مختلفة من البُنّي، تصل في قتامتها إلى الجَمَلِيّ في بقعة لونية على ظهر الحيوان الأوسط المقلوب، وتصفو إلى أن تصل إلى الأصفر في بعض أطراف وقرون الحيوانات الثلاثة، لكنه عمومًا حافظ على حدود البقع اللونية فلم يُدخِل درجةً في أخرى، مؤكِّدًا هنا من جديدٍ على إخلاصه للشكل ولزومه ما لا يلزم في توزيع اللون. وكاللوحتين الأُخرَيَين لا نجد أي عنصر في خلفية اللوحة بمنأىً عن هذا التكوين الحيواني المشتبك.
هنا تستمر الكائنات الهجينة في الظهور، لكن تطغي الحيوانية على النباتية، وإن كانت قرون الرأسين اللذَين في أعلى اللوحة تشبه جذورًا نباتيةً هي الأخرى. ربما تشتبك في هذه اللوحة ثلاثة حيواناتٍ، منها اثنان مُلقَيان على ظهرَيهما، بينما الثالث واقفٌ على أطرافه الأربعة، وطرفاه الأماميان يبدوان أطول من الخلفيين في انقلاب تشريحي سريالي، مُطرِقَ الرأس الذي لا يَبين منه إلا الاستدارة والقرون الجذرية في الركن العلوي الأيمن من اللوحة.
هنا استخدم (صبري) تدرُّجات مختلفة من البُنّي، تصل في قتامتها إلى الجَمَلِيّ في بقعة لونية على ظهر الحيوان الأوسط المقلوب، وتصفو إلى أن تصل إلى الأصفر في بعض أطراف وقرون الحيوانات الثلاثة، لكنه عمومًا حافظ على حدود البقع اللونية فلم يُدخِل درجةً في أخرى، مؤكِّدًا هنا من جديدٍ على إخلاصه للشكل ولزومه ما لا يلزم في توزيع اللون. وكاللوحتين الأُخرَيَين لا نجد أي عنصر في خلفية اللوحة بمنأىً عن هذا التكوين الحيواني المشتبك.
لكن بينما تبدو اللوحتان الأُولَيان صورتين فوتوغرافيتين ملونتَين لكائناتٍ خرافيةٍ هجينةٍ – وإن كانت ألوانهما هادئةً كما قُلنا – تبدو الثالثة صورة منزوعة اللون، أقرب إلى مُعادِل تشكيلي لصورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود، أٌضيفَ إليها لون أحادي فخرجَت علينا بتدرُّجات هذا اللون Monochromatic لثلاثة حيوانات خرافية مشتبكة.
* أية حكايات للزجاج المكسور؟:
يبقى أن نحاول مقاربة الاسم الذي اختاره (صبري) لمعرضه في ضوء اللوحات الثلاث. في تقديري أنّ الزجاج المكسور يشير إلى ميزتين في لوحات صبري. أُولاهما عناصره شبه الواقعية التي تصل أحيانًا إلى دِقّة تشريحيّة واضحة، مأخوذةً من كائناتٍ لا تُظهِرُنا التجربة الواقعية على أية علاقاتٍ مباشرةٍ بينها، والتي تشتبك في تكويناته البيولوچية الخرافية لتخلق خلقًا آخَر لا علاقة له بالواقع.
أما الميزة الثانية فهي البقع اللونية واضحة الحدود، التي يحرص صبري عليها كما قُلنا ويراهن على توشيجها ببعضها من خلال ليونة الأشكال وحدها.
لكن هذه البقع تبتعد عن المعروف لنا من تشكيلات الزُّجاج المكسور أو المُعشَّق في اللوحتين الأُولَيين، حيث تسود العناصر الشكلية المنحنية التي لم نَعتَدها في الزجاج المعشَّق، بينما تقترب منها كثيرًا في اللوحة الثالثة.
ففي الثالثة بالتحديد يكاد التشكيل يكون تكعيبًا جديدًا، يبتعد عن تكعيبية (پيكاسُّو) و(براك) التي تكسّر الأشكال المألوفة بالفعل، لصالح مكعباتٍ تخدم شكلاً متجانسًا غير مكسورٍ وإن كان مفارقًا بدوره للمألوف.
يراوح مُنجَز صبري في هذا المعرض تخوم السريالية (بعناصره شبه الواقعية المرتبطة في علاقات جديدة خيالية)، والتعبيرية (بالعناصر المؤكَّدَة في عنفٍ تشكيليٍّ يداعب عواطف القلق والإشفاق والحزن، ككومة أوراق الشجر في اللوحة الثانية وتيارَي الشّد المتضادّين للحبل السُّرّي والحَمَل المُقيَّد في اللوحة الأولى)، والتكعيبية (كما في اللوحة الثالثة بالتحديد)، فضلاً عن التجريدية ذات الحدود الصلبة Hard-Edge Abstraction حيث البقع اللونية واضحة في تحدّدها وينتمي كلٌّ منها إلى درجة لونٍ واحدة.
انتهاءً، تضعنا (الحكايات) الساكنة التي يضمها هذا المعرض أمام مخيلة تشكيلية محلِّقة، لا تعرف سقفًا لإبداعها، لكنها كذلك مخيلة واثقة من خطواتها، تغرز رجليها في تربة الواقع لتتشرّب تشريح كائناته وتخلقها خلقًا آخر، وتؤمن بالحق المُطلَق لهذا الخَلق الآخَر في أن ينطق ويذيع وجوده على العالَم، وربما لهذا يُخلي صبري لوحاته من أي عنصرٍ لا يشتبك مع تكويناته الهجينة العملاقة، لتنفرد بالمشهد أمام عيوننا وأذهاننا. والمؤكد أنها مخيلة واعدة بالمزيد من الإنجاز، وأننا ننتظر هذا المزيد بشغف.