تبدأ إسرائيل اعتبارا من اليوم
الأربعاء بضخ وتصدير الغاز الطبيعي من حقولها الواقعة قبالة سواحل البحر المتوسط
إلى مصر، وفقا لما أعلنه وزيرا البترول والطاقة في
مصر وإسرائيل، طارق الملا ويوفال شاينتز.
وأشادت وزارة البترول والثروة
المعدنية المصرية ببدء تدفق الغاز الطبيعي الإسرائيلي لبلادها، قائلة إن تلك
الخطوة "تمثل تطورا هاما يخدم المصالح الاقتصادية لكلا البلدين".
وقال وزير البترول المصري، في بيان لوزارته، إن "هذا
التطور سيمكن إسرائيل من نقل كميات من الغاز الطبيعي لديها إلى أوروبا عبر مصانع
الغاز الطبيعي المسال المصرية، وذلك في إطار دور مصر المتنامي كمركز إقليمي للغاز".
وبحسب البيان، فقد أشارت الوزارة إلى أن الملا وشاينتز سيعلنان ذلك في مؤتمر وزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط، يوم غدٍ الخميس، في القاهرة.
وعلى هامش المؤتمر، سيعلن وزراء الطاقة في مصر وقبرص
وإسرائيل واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين، تدشين منظمة إقليمية للغاز.
وبموجب اتفاقيات تم إبرامها في
العامين الماضيين وجرى تحديثها في الربع الأخير 2019، تصدّر إسرائيل 85 مليار متر
مكعب من الغاز إلى مصر على مدى 15 عاما مقبلة.
وكانت الاتفاقية الأولية
الموقعة في شباط/ فبراير 2018، أوردت قيام شركة "ديليك" الإسرائيلية
بتصدير 64 مليار متر مكعب من الغاز إلى شركة "دولفينوس هولدنغ" المصرية
(خاصة)، على مدى 10 سنوات، بقيمة 15 مليار دولار.
اقرأ أيضا: لهذه الأسباب غابت ردود الفعل الشعبية المناهضة للتطبيع بمصر
ونهاية أيلول/ سبتمبر 2018،
أعلنت مصر اكتفاء البلاد الذاتي من الغاز المسال، ووقف استيراده من الخارج، ما
يوفر على البلاد نحو 2.5 مليار دولار سنويا.
وعقب توقيع الاتفاقية في 2018،
دافع رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، عن استيراد شركات خاصة في بلاده الغاز
الطبيعي من إسرائيل؛ "لأنه يأتي ضمن خطة لتحول البلاد إلى مركز إقليمي
للطاقة".
وفي 19 شباط/ فبراير 2018، قالت الحكومة الإسرائيلية
إنها وقعت صفقة وصفتها بأنها "تاريخية" لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر،
وذلك بقيمة 15 مليار دولار لمدة 10 سنوات.
وقتها، قال السيسي مُخاطبا الشعب المصري: "احنا
جبنا جون يا مصريين في موضوع الغاز، ولو معملناش كده، كانت راحت لدولة
تانية"، ضمن حديثه عن مساعيه لتحويل مصر إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة.
وقبل نحو عقد من الزمن، كانت إسرائيل تستورد الغاز من
مصر حتى تعرضت خطوط نقل الغاز في سيناء للاستهداف مرات عديدة، وذلك بين
عامي 2011 و2012.
وفي خطوة مُماثلة، بدأت إسرائيل بضخ الغاز إلى الأردن في
مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري، وسط اعتراضات شعبية وداخل مجلس النواب الأردني
على الخطوة.
إلى ذلك، وصفت صفحة
"إسرائيل بالعربية" الرسمية، على موقع "تويتر"، الأربعاء، تصدير
الغاز لمصر بأنه "يوم تاريخي".
وقالت: "إسرائيل تبدأ بضخ
الغاز الطبيعي إلى مصر.. في بيان مشترك أعلن وزيرا الطاقة المصري والإسرائيلي عن بدء
تدفق الغاز الطبيعي من حقل ليفياثان في إسرائيل إلى مصر، الأربعاء، حيث سيتم
استخدام الغاز في السوق المحلي المصري لإنتاج الكهرباء وفي الصناعة".
من جهته، قال الأكاديمي وخبير الطاقة الدولي، نائل الشافعي،: "إلى كل مخدوع يظن أن الغاز الإسرائيلي القادم إلى مصر سيتم إسالته ثم تصديره، هذا بيان رسمي من الحكومة الإسرائيلية في صفحتها الرسمية باللغة العربية على الفيسبوك يقول إن الغاز الإسرائيلي المصدر إلى مصر هو مخصص للاستخدام في السوق المحلي المصري."
وأضاف الشافعي، في تغريدة على "تويتر"،: "لاحظوا أن الدولة المصرية لا تجرؤ أن تقول أكذوبة أن الغاز الإسرائيلي سوف يُسال ثم يُصدر، لأن ذلك يخالف عقد التصدير الإسرائيلي إلى مصر، ويعرّضها لعقوبات القانون الدولي. ولذلك ما تقوم به الدولة المصرية هو إطلاق الإعلاميين ليقولوا ذلك بدون مسؤولية".
كما انتقد بشدة الباحث في الشأن القومي العربي، محمد
عصمت سيف الدولة، ما جرى بقوله: "اليوم سيتم تدنيس التراب المصرى ببداية ضخ
الغاز الإسرائيلى المنهوب من فلسطين ليتم إسالته في مصر، وإعادة ضخه مرة أخرى إلى أوروبا
في صفقة مدتها 10 سنوات وتبلغ قيمتها ما يزيد عن 15 مليار دولار، قال عنها نتنياهو
يوم توقيعها إن إسرائيل اليوم في عيد".
وذكر، في تدوينة له على
"الفيسبوك"، الأربعاء، أن "استيراد مصر للغاز
الإسرائيلى هو استمرار، بل تطوير خطير لسياسة مبارك في تصدير الغاز المصري لإسرائيل
بأبخس الأثمان، وهي السياسة التي حاولت ثورة يناير أن تحاكمه وتدينه عليها، ولكنها
لم توفق".
وتابع: "في
الصفقة اعتراف بشرعية الاحتلال، وبشرعية قيامه بنهب وسرقة الغاز الفلسطيني، وهي دعم قوي لدولة الكيان
الصهيوني ولاقتصاده، تمد في عمره، وتطيل من زمن بقائه، وتخفف أعباء الرعاية
المالية من على كاهل الأمريكان والأوروبيين، ناهيك على ما في دعم
الاقتصاد الإسرائيلي من دعم لميزانية جيش الدفاع الإسرائيلي العدو الأول للشعوب
والجيوش العربية، وهو الجيش الذي تعربد قواته وطائراته في المنطقة كما تشاء".
وأشار سيف الدولة إلى أن
"كل دولار سيتم ضخه في الاقتصاد الإسرائيلي سيتحول فورا إلى رصاص وقنابل
وطائرات تقوم بقصف واغتيال وقتل أهالينا في فلسطين كل يوم"، مؤكدا أن
"صفقة استيراد الغاز الإسرائيلي، ليست مجرد صفقة عادية كمثيلاتها، بل هي
الوصول بالتطبيع والعلاقات المصرية الإسرائيلية إلى أعماق لم تصل إليها من قبل،
علاقة وصلت إلى درجة التحالف الاستراتيجي في مجال الطاقة جنبا إلى جنب مع ما يجري
في السنوات الأخيرة من تنسيق أمني عميق في سيناء".
وأردف: "كما
أنها تكبل مصر باتفاقية جديدة ستشكل قيدا إضافيا على قرارها الوطني، فيما لو قررت
إلغائها مستقبلا، وما قد يترتب على ذلك من تعويضات ضخمة وادعاءات صهيونية بتهديد
الأمن القومي لإسرائيل".
واختتم بقوله: "مما
يزيد الطين بلة، هي القيود والحصار الحديدي المفروض على القوى الوطنية المصرية،
التي يحظر عليها أي نوع من التعبير عن معارضتها أو رفضها لصفقة الغاز الأخيرة
وتوضيح مخاطرها للرأي العام"، مشدّدا على أن
"إسرائيل هي المستفيد الأول من تكميم أفواه المصريين".
ووصف الكتاب الصحفي المصري،
علاء البحار، بدء تصدير الغاز الإسرائيلي بأنه "واحد من أسود الأيام في تاريخ
مصر".
لهذه الأسباب غابت ردود الفعل الشعبية المناهضة للتطبيع بمصر
غضب شعبي مع بدء ضخ الغاز للأردن ومصر.. ودعوات للتظاهر
إسرائيل: بدء ضخ الغاز للأردن.. ومصر خلال 10 أيام