قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "رأي التايمز في استهداف محمد بن سلمان لنقاده: الخداع السعودي"، إن على الغرب الحديث عن انتهاكات المملكة الفاضحة لحقوق الإنسان.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمته "عربي21"، في البداية إلى أن "ولي العهد السعودي قدمه المادحون في داخل المملكة وخارجها على أنه عامل تغيير، وفي الحقيقة فإن الأمير المعروف في الغرب بـ(أم بي أس) يعطي الإشارات كلها إلى أنه يريد تحويل بلاده من بلد محافظ جدا إلى دولة مختلفة فقط".
وتلفت الصحيفة إلى أن أحدث مثال على ذلك هو استهدافه لهاتف مالك شركة "أمازون" وصاحب صحيفة "واشنطن بوست" جيف بيزوس.
وترى الصحيفة أنه "يجب على الولايات المتحدة والدولة الغربية الأخرى ألا تحاول التغطية عليه، فتعاون السعودية في محاربة التطرف الإسلامي ومواجهة إيران أمر ضروري، لكن الرضا بحملات القمع التي يأمر بها محمد بن سلمان هو موقف يدعو على الرثاء، ويؤدي إلى تراجع سلطة الغرب في الشرق الأوسط، وعلى الدول الغربية التحدث بصراحة وتحميل المملكة المسؤولية عن أفعالها".
وتفيد الافتتاحية بأن "سمعة ولي العهد تقوم على تقييده حرية المؤسسة الدينية، ورفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات، لكنه ورط السعودية في حرب كارثية في اليمن، وسجن نقاده، ويشك بشكل واسع أنه يقف وراء جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي وتقطيع جثته، وهو الكاتب الذي تم جره إلى القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018".
وتنوه الصحيفة إلى أن "الاتهامات الحالية مرتبطة بجريمة قتل خاشقجي، ففي الشهر الماضي أعلنت المملكة عن أحكام ضد مسؤولين تمت محاكمتهم سرا ودون الكشف عن أسمائهم، الأمر الذي شجبته منظمات حقوق الإنسان، باعتباره مجرد تمرين في العلاقات العامة، والقرار الذي صدر عن المحكمة ليس نهائيا، وربما استأنف المتهمون وصدر العفو عنهم، بالإضافة إلى أن دور محمد بن سلمان في الجريمة لم يكن محلا للفحص، وقد تحمل المسؤولية عن الجريمة بصفته المسؤول عن البلاد، لا الرجل الذي أمر بها".
وتورد الافتتاحية نقلا عن الأمم المتحدة، قولها إن التقرير الجنائي عن محاولة اختراق هاتف بيزوس يدعو للتحقيق العاجل، مشيرة إلى أن التقرير يثبت أن عملية القرصنة تمت بعد تلقي بيزوس فيديو عبر حساب خاص بمحمد بن سلمان على "واتساب"، ما فتح الباب أمام سحب بيانات الثري المعروف.
وتذكر الصحيفة أن بيزوس تعرض بعد أشهر من عملية الاختراق لعملية ابتزاز من مجلة أمريكية هددت بنشر صور فاضحة له مع صديقة أقام علاقة معها خارج إطار الزواج، مشيرة إلى أنه بدلا من الإذعان لها فإنه خرج وتحدى المجلة علنا.
وتقول الافتتاحية: "لو ثبتت صحة الاتهامات لكشف عن السعودية بصفتها دولة خرقت قوانين الخصوصية، وحاولت استخدام البيانات لتركيع نقادها، ويجب على الولايات المتحدة والغرب تقديم رد مبدئي".
وترى الصحيفة أن "هناك أسباب عدة لبناء علاقات جيدة مع السعودية، فهي مصدر للنفط وموازية استراتيجية لمغامرات إيران النووية، ومشاركة ضد التطرف الإسلامي".
وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول: "لو لم تتم معاقبة محمد بن سلمان على سجن النقاد واغتيال المعارضين فإنه سيتجرأ على مواصلة أفعاله المتهورة، وستكون النتيجة عارا دبلوماسيا سيلاحق العالم الحر، ومن الأفضل الحديث الآن والمخاطرة بتوتر مؤقت في التحالف مع السعودية بدلا من السكوت الدائم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
تلغراف: هل تواصل جونسون مع ابن سلمان عبر "واتساب"؟
بزنس إنسايدر: هكذا رد الذباب الإلكتروني السعودي على بيزوس
إندبندنت: هذا ما تكشفه قصة القرصنة على هاتف بيزوس