كشف قيادي في الجيش السوري الحر، أن تركيا قدمت لفصائل المعارضة شحنات جديدة من الأسلحة، احتوت على صواريخ غراد ومضادات دروع "تاو"، وذلك بعد خرق النظام وبدعم روسيا للهدنة المتفق عليها بين أنقرة وموسكو.
وأسفرت الغارات الجوية للنظام السوري
خلال الأيام الماضي، على ريف حلب الغربي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، إلى مقتل عشرات
السوريين ونزوح الآلاف.
وذكر القيادي في الجيش السوري الحر
عمر سلامة في حديث لـ"عربي21" أن "تركيا أكدت أنها لن تترك الفصائل
تواجه مصيرها ولن تتخلى عنها"، مضيفا أنها "تعلم وترى بطش النظام
وروسيا، لذلك تقدم الدعم لمن يدافع عن السوريين".
وتابع سلامة: "لدينا مؤشرات
إيجابية حول هذا الأمر"، لافتا إلى أن "تركيا حاولت التواصل مع أمريكا
لأجل إعادة دعم واشنطن للفصائل، وتم عقد لقاءات مع المسؤولين الأمريكا وقدموا
وعودا تدعوا إلى التفاؤل".
دعم المعارضة
من جانبها، ترى الصحفية المختصة
بالشآن التركي إيلا كروان، أن "تركيا لم تتوقف عن دعم المعارضة منذ اليوم
الأول، حتى بعد أن تخلت دول كثيرة عنها، أو فرضت عليها تنازلات كبيرة، أجبرت
المعارضة بسببها التخلي عن دعم تلك الدول".
وتقول كروان في حديث
لـ"عربي21" إن "فشل الهدنة وتصريح تشاووش أوغلو، كان بمثابة الضوء
الأخضر للفصائل لمتابعة عملياتها على الأرض، ولم يصدر إلى الآن تصريح عن نوعية
الأسلحة لا من قبل الحكومة التركية ولا من قبل فصائل المعارضة المدعومة تركيا".
اقرأ أيضا: صحف: لماذا لا يستجيب الأسد لوقف إطلاق النار بإدلب وحلب؟
واستدركت بقولها: "لكن في حال
وجود دعم، ستكون آثاره واضحة، وسيحدث فرقا واختلافا في الموازين"، موضحة أن
"العمل العسكري سيكون محصورا بنطاق ضيق، لضمان تطبيق باقي بنود الاتفاق، وهو
أيضا تذكير باستعداد تركيا للتصعيد إن دعت الحاجة".
وأكدت أن تركيا تزيد من اهتمامها
ودعمها لملف المهجّرين بشكل كبير مقارنة بفترات سابقة، مشيرة إلى أنها "تقوم بمشاريع
البنى التحتية من افتتاح لمشافي كبيرة وجامعات وتوسيع المدارس، والأهم هو استبدال
الخيم بالبيوت، إذا كان ذلك مقتصرا على الخيم، وما ذلك إلا تأكيد على أن المنطقة
آمنة ومضمونة تركيا، وهذا ما يمنح أنقرة ولاء سكان المنطقة ويجلب الاستقرار
للمنطقة"، بحسب رأيها.
عدم توافق
من جانبه، يعتقد الصحفي السوري إيهاب
البكور، أن "الدعم التركي للمعارضة لم يكن بذلك القدر الذي يمكنها من إحراز
تقدم وسيطرة على مناطق واسعة"، مستدركا: "لكن نرى بين الفينة والأخرى
تضارب أو عدم توافق بين وجهات النظر الروسية التركية، يترجم على أرض الواقع بإمداد
عسكري تركي لقوات المعارضة، إما من أجل صد هجمة للنظام أو عمل عسكري يكون بمثابة
رسالة موجه لروسيا".
وقال البكور في حديث
لـ"عربي21": "أولا تحاول تركيا جاهدة عدم إخلاء أو تغيير نقاط
المراقبة وخاصة النقاط التي أصبحت محاصرة من قبل قوات النظام، وذلك من أجل حفظ
هيبتها ومكانتها، كما تحاول أن تدخل الجيش الوطني العامل في شمال حلب إلى مناطق
سيطرة هيئة تحرير الشام من أجل أن يكون لديها ذراع مشرعا دوليا يمكنها من خلاله
الضغط على روسيا، خاصة من خلال دعمه بالأسلحة النوعية التي لا يمكن أن تزودها
تركيا لهيئة تحرير الشام".
وأضاف أنه "بذلك يكون الجيش
الوطني هو اليد العاملة لتركيا في أهم منطقة تشكل محور النزاع مع روسيا
وإيران"، مشيرا إلى أن تركيا تعرف حق المعرفة أن الفصيل المعارض الذي يحوي
العنصر البشري والعتاد القادر على صد تقدم النظام وروسيا هو هيئة تحرير الشام،
فيما إذا ساندها الجيش الوطني بالسلاح النوعي، لذلك هي حريصة على التعامل مع
الهيئة بديناميكية".
وبيّن أن تركيا تعطي رسائل مبطنة
لروسيا عسكريا، تقول لها من خلالها إننا قادرون على استرجاع مناطق كبيرة متى نشاء،
وذلك من خلال بعض الإمداد المقدم الواضح في بعض العمليات العسكرية للمعارضة، والتي
استطاعت من خلالها السيطرة على عدة قرى في أقل من نصف يوم.
مع استمرار المعارك والقصف.. 27 ألف نازح من إدلب في 3 أيام
نزوح 31 ألف سوري من إدلب باتجاه الحدود التركية
مقتل 9 مدنيين في غارات لنظام الأسد على ريف إدلب