قالت
الجماعة الإسلامية في مصر إنها تابعت باهتمام كبير المؤتمر العالمي لتجديد الفكر
الإسلامي، لافتة إلى أنها اهتمت بكلمة شيخ الجامع الأزهر، أحمد الطيب، ودعوته التي
أفصح فيها عن رؤية الأزهر لهذه القضية الشائكة، مؤكدة أنها "رؤية متميزة
متوازنة، تأخذ في الاعتبار مقاصد الشريعة من جهة، ومراعاة الواقع ومستجداته من جهة
أخرى".
وأضاف،
في بيان لها، الجمعة، وصل "عربي21" نسخة منه، أن كلمة شيخ الأزهر أكدت
على "أهمية التفرقة بين الثوابت والمتغيرات، وأن الرؤية الإصلاحية الصحيحة لا
ترضى بالتشدد والانغلاق على آراء واجتهادات ربما تكون قد بنيت على واقع مغاير
لواقعنا اليوم، بالإضافة إلى أنها تؤكد على وجوب احترام ثوابت الإسلام وقطعياته
التي لا يجوز العبث بها ولا الالتفاف عليها، كما يحاول بعض المتفرنجين الذين
يديرون ظهورهم للدين".
ويوما الاثنين والثلاثاء الماضيان، انطلق في مصر مؤتمر
دولي نظمته مشيخة الأزهر، تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر
الإسلامي"، بمشاركة نخبة من القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة
على مستوى العالم، وممثلين لوزارات الأوقاف ودور الإفتاء المصرية، والمجالس
الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.
اقرأ أيضا: موقف تاريخي للأزهر من صفقة القرن!!
وفي
الوقت الذي ثمنت فيه الجماعة الإسلامية ما وصفته بالخطاب المتوازن لشيخ الأزهر، أكدت
أن "هذا التوازن هو الجدير بتقوية الثقة في مؤسسة الأزهر وفي اجتهاداته في
تجديد الفكر الإسلامي".
وأشارت
الجماعة إلى أن "هذه الثقة هي التي تمكن الأزهر من أداء دوره وتحمل مسؤولياته
في الاجتهاد والتجديد في كافة الأوساط والدوائر المهتمة بالشأن العام والقضايا
المعاصرة لأمتنا الإسلامية".
وأوضحت
أن "قيام الأزهر بدوره في معالجة قضايا الواقع وهمومه بنظرات معاصرة يحتاج
إلى إشراكه بدرجة أكبر مما هو واقع الآن، ومن ذلك الرجوع إليه فيما يتعلق بسن
القوانين، وبخاصة في مجال قوانين الأحوال الشخصية وعدم إهمال رأيه في ذلك" .
وشدّدت
الجماعة الإسلامية على أن "أول تفعيل للمؤتمر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي
هو أن تبادر حكومات البلاد الإسلامية - وأولها مصر- بأن تتدخل لحماية ثوابت الدين التي يتطاول
عليها بعض الإعلاميين، وأن تسعى لإنتاج خطاب تجديدي وسطي متوازن لا إفراط فيه ولا
تفريط" .
وفي
ختام فعاليات المؤتمر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، حدثت مناوشة كلامية بين شيخ
الأزهر، أحمد الطيب، ورئيس جامعة القاهرة، محمد عثمان الخشت، على خلفية قضية
"تجديد الخطاب الديني"،
فقد
اختلف شيخ الأزهر مع رؤية الخشت لما يمثل "تجديدا للتراث الإسلامي".
إذ
يرى الخشت، الذي كان أستاذ فلسفة في جامعة القاهرة قبيل ترؤسها، ضرورة تجديد
التراث الديني بما يتناسب مع مقتضيات العصر الحديث، وهذا لا يتضمن "ترميم
بناء قديم" بل "تأسيس بناء جديد بمفاهيم حديثة" لتحقيق "عصر
ديني جديد".
وردا
على ذلك، أكد شيخ الأزهر على أهمية التراث الذي "خلق أمّة كاملة" وسمح
للمسلمين "بالوصول إلى الأندلس والصين"، مضيفا بأن "الفتنة الحالية
سياسية وليست تراثية".
وأضاف الطيب: "الحداثيون حين يصدعوننا بهذا الكلام
هم يزايدون على التراث ويزايدون على قضية الأمة المعاصرة الآن، والتراث ليس فيه
تقديس، وهذا ما تعلمناه من التراث وليس من الحداثة".
وقال الطيب إن شخصيتنا كعرب ومسلمين هي "لا شيء
الآن"، وأضاف: "كنت في منتهى الخزي وأنا أشاهد (الرئيس الأميركي دونالد)
ترامب و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو الذين يخططون ويقولون ويتحكمون،
ولا يوجد أحد عربي ولا مسلم، وهذا هو المجال الذي يجب أن نحارب فيه وليس حرب
التراث والحداثة المصنوعة لتفويت الفرص علينا".
الأربعاء.. انطلاق آخر اجتماعات أزمة "سد النهضة"
واشنطن ولندن تدعوان رعاياهما بمصر والسعودية وإسرائيل للحذر
مناورات مصر البحرية.. أهداف سياسية أم تهيئة لتدخل بليبيا؟