أمهل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأربعاء، قوات نظام الأسد حتى نهاية شباط/ فبراير الجاري للانسحاب من محيط نقاط المراقبة التركية في سوريا، مؤكدا أن الهجوم الأخير على قوات بلاده في إدلب يعد "بداية لمرحلة جديدة".
وقال أردوغان، في خطاب أمام أعضاء حزبه، العدالة والتنمية، بالبرلمان التركي: "إذا لم ينسحب النظام السوري إلى خلف نقاط المراقبة التركية خلال شباط/ فبراير الجاري، فإننا سنضطر لإجباره على ذلك".
وتابع بأن الرد على أي انتهاكات للنظام سيكون بعد الآن باستهداف قواته بشكل مباشر، مؤكدا أن قوات تركيا الجوية والبرية "ستتحرك عند الحاجة في كل مناطق عملياتنا، وفي إدلب، وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة".
اقرأ أيضا: أردوغان لبوتين: سنرد بحزم على أي هجمات مماثلة من النظام
وأضاف: "عند تعرض جنودنا أو حلفائنا لأي هجوم، فإننا سنرد بشكل مباشر ودون سابق إنذار وبغض النظر عن الطرف المنفذ للهجوم"، مطالبا روسيا بـ"تفهم حساسياتنا في سوريا بشكل أفضل".
وقال: "إذا كان من غير الممكن ضمان أمن جنودنا في إدلب، فإنه لا يمكن لأحد الاعتراض على عدم استخدام حقنا في القيام بذلك بأنفسنا".
وأضاف أن من يسأل عن سبب تواجد قوات بلاده في سوريا "إما جاهل أو يكن عداء متعمدا للشعب والجمهورية التركية".
وبشأن "صفقة القرن"، قال الرئيس التركي إن الهدف الوحيد للخطة هو "إضفاء الشرعية على سياسة 70 سنة من الاحتلال والتدمير الإسرائيلي".
وتابع: "لن ندعم أبدا خطة لا يرضى بها أشقاؤنا الفلسطينيون".
والاثنين، قتل سبعة جنود أتراك ومدني، جراء قصف مدفعي مكثف للنظام السوري في إدلب.
وأوضحت وزارة الدفاع التركية في بيان، أن قواتها ردت فورا على مصادر النيران، مؤكدة أن تواجدها بالمنطقة هو لمنع نشوب اشتباكات في إدلب، وأن النظام أطلق النار ضدها رغم أن مواقعها كانت منسقة مسبقا.
ورغم تفاهمات متعددة لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وآخرها في كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن قوات النظام وداعميه تواصل شن هجماتها على المنطقة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1800 مدني، ونزوح أكثر من مليون و300 ألف آخرين إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ 17 أيلول/سبتمبر 2018.