يعيش عشرات آلاف النازحين في المخيمات القريبة من الشريط الحدودي التركي شمالي إدلب، على وقع خطر داهم، مع اقتراب قوات النظام السوري من المناطق التي نزحوا إليها.
وما يزيد من مخاوفهم، عدم توفر وجهات آمنة للنزوح، وسط اكتظاظ المخيمات في مخيمات ريف حلب الشمالي، وكذلك المدن والبلدات وعدم قدرتها على استيعاب المزيد من النازحين.
والاثنين، واصلت قوات النظام والمليشيات تقدمها في ريف حلب الغربي، مسيطرة على بلدات وقرى جديدة بالقرب من مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي، لتقترب بذلك أكثر من الحدود التركية.
اقرأ أيضا: سوريون يحرقون منازلهم قبل النزوح.. هذا حال الفارين من إدلب
ولم يخف أبو أحمد (55 عاماً) وهو نازح من بلدة معرشورين بريف إدلب الشرقي، خلال حديثه لـ"عربي21" شعوره بالخوف على عائلته مع اقتراب قوات النظام أكثر من مخيمه القريب من بلدة سرمدا شمالي إدلب.
وأضاف بحسرة: "رضينا بالخيمة، لكن استكثرها علينا النظام (...) ينطبق علينا المثل الشعبي، رضينا بالهم والهم ما رضي بينا".
ويتجاوز عدد المخيمات في إدلب لوحدها، بحسب مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد الحلاج، حاجز الـ1250 مخيما، دون المخيمات في منطقتي عمليات "غصن الزيتون، ودرع الفرات".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "الوضع كارثي للغاية، بعد اكتظاظ المخيمات الحدودية العشوائية وغير العشوائية".
وقال رئيس الهيئة السياسية في محافظة إدلب، عاطف زريق، إن أمور النازحين تنتقل من سيئ إلى أسوأ، حيث أسهم اقتراب النظام من مدينة دارة عزة إلى انتقال المخيمات بمحيطها إلى مخيمات عشوائية، في ظل عدم توفر المأوى.
وأضاف لـ"عربي21" أن السيناريو الأسوأ هو أن تفشل المفاوضات التركية- الروسية في إبجاد صيغة لوقف المعارك.
اقرأ أيضا: مع زيادة القصف.. مشاهد مؤثرة لنزوح المدنيين من إدلب (شاهد)
وتابع زريق، بأن الخشية أن لا يتم الاتفاق، وحينها ستتجه الأمور إلى التصعيد، وربما نشهد بالأيام القادمة عمليات عسكرية واسعة بمناطق جديدة من قبل الأسد والقوات الحليفة وبدعم من الميلشيات الموالية له.
وتفاديا لوقوع كارثة إنسانية، طالب نشطاء المجالس المحلية والمنظمات الإغاثية ومنظمات المجتمع المدني بإنشاء مخيمات على نحو عاجل في أرياف حلب الشمالية، لاستقبال النازحين من سكان المخيمات القريبة من مناطق الاشتباك، في حال توسعت رقعة المعارك.
وذكر مكتب إعزاز الإعلامي، على صفحته على "فيسبوك"، أن أكثر من ثلاثة آلاف عائلة وصلت إلى المدينة خلال 24 ساعة فقط، مبينا أن عدد العائلات التي وصلت خلال الأيام العشرة الأخيرة بلغ نحو عشرة آلاف عائلة نازحة.
يذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، كان قد أكد أن أكثر من مليون شخص اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب هجوم النظام وحليفته روسيا لاستعادة محافظتي إدلب وحلب في شمال غرب البلاد.
جدل حول إمكانية حل "تحرير الشام" بإدلب رغم نفي الأخيرة
شتاء إدلب المر.. سوريون بلا مأوى يحرقون القمامة بحثا عن الدفء
أي معوقات أمام وحدة مناطق المعارضة السورية؟