انعكس الإعلان عن حالات إصابة بفيروس كورونا في العراق، على أسعار السلع الغذائية والمواد الصحية بالأسواق، الأمر الذي أثار تساؤلات حول قدرة البلد على مواجهة الأزمة كونه يعاني من نقص حاد بالزراعة والصناعة.
ووصل عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بالعراق إلى ستة، بعد تسجيل الإصابة الأولى لطالب علوم دينية إيراني الجنسية في النجف، وأربع حالات لأسرة عراقية في كركوك وشاب ببغداد كلهم عائدون من إيران.
غلق المنافذ
الخبير الاقتصادي أسامة التميمي، قال في حديث لـ"عربي21" إن الحكومة العراقية إذا اتخذت تدابير وقائية وإقامة مراكز للفحص في المنافذ الحدودية، فبالتأكيد سيؤثر على تأخير دخول السلع المستوردة، وبذلك ترتفع الأسعار لقلة المعروض بالسوق.
وأوضح التميمي أن "إصابة أكثر من 30 دولة في العالم بفيروس كورونا، بالتأكيد له تأثير على الواقع الاقتصادي بشكل عام، وليس العراق فقط، ولهذا أسعار النفط تقلصت بنسبة 2 بالمئة".
وبخصوص النقص في الزراعة والصناعة بالعراق، قال التميمي إن "العراق شهد مؤخرا حركة في الزراعة، ولا سيما مادتي الحنطة والشعير وبعض الخضروات والدواجن، وهذه لم ترتفع أسعارها حتى الآن".
وأردف: "لكن بالتأكيد المواد التي تدخل من إيران سترتفع أسعارها، لأن الحكومة العراقية ستفرض ضوابط على هذه المواد، وذلك يتسبب إما بتأخرها في المنافذ الحدودية، أو أن بلدان المنشأ هي الأخرى قد تفرض ضوابط".
وعن قدرة العراق على الاستغناء عن المستورد، وخصوصا في ظل مطالبة نواب بغلق الحدود تماما أمام حركة الزائرين والسلع، قال التميمي: "يمكن أن يلجأ إلى حل آخر وهو فحص البضائع بأخذ عينات منها، وهذا يأخذ وقتا وبالتأكيد سترتفع الأسعار في النهاية".
تذمر داخلي
من جهته، قال صاحب أحد متاجر بيع الخضار في بغداد ويدعى سيف، إنه "منذ الأسبوع الماضي نعاني الكثير في ظل تأخر دخول الخضار من إيران، ولا سيما أن البلد يعتمد بشكل كبير عليها".
وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "الكثير من تجار الجملة في بغداد عمدوا إلى رفع الأسعار بسبب قلة المواد المتوفرة، وهذا بطبيعة الحال انعكس على المواطن بشكل مباشر، الذي أبدى تذمره بشكل كبير من أصحاب المتاجر الصغيرة".
وأشار إلى أن "الأزمة هذه سبقتها أيام المظاهرات في أكتوبر/ تشرين الثاني، وأيضا استغل التجار الأوضاع ورفعوا أسعار السلع، وللأسف أن الحكومة تقف عاجزة أمام معالجة مثل هذه الأمور".
وأكد سيف أن "الخطوة في الأزمة الحالية أن الفيروس مميت، وأن البلدان المجاورة ربما كلها ستصاب به، فعلى الحكومة التفكير في إيجاد حلول قبل حلول أزمات أكبر مما نشهده اليوم".
ولم يقتصر ارتفاع الأسعار على المحاصيل الزراعية والسلع الغذائية، وإنما شمل ذلك المواد الصحية مثل الكمامات والمعقمات على وجه الخصوص، التي شهدت طفرة جنونية في الأسعار خلال أيام معدودة.
اقرأ أيضا: كورونا.. حظر التجمعات بالعراق وإصابات متزايدة في البحرين
أسعار جنونية
وفي حديث لـ"عربي21" أكد أحد أصحاب الصيدليات في بغداد، أن "الكمامات ارتفعت إلى أربعة أضعاف سعرها المعتاد، فقد كانت الرزمة الواحدة التي تحوي 50 قطعة بدولارين، أما اليوم فقد تجاوزت الـ8 دولارات، وبعض أنواع الكمامات وصلت القطعة الواحدة إلى 8 دولارات".
ولفت أبو محمد إلى أن الطلب كثيف من المواطنين، بدأ منذ إعلان إيران اكتشاف حالات الإصابة بفيروس كورونا، والآن بعد دخول الوباء إلى العراق الكل هرع إلى الصيدليات لشراء المستلزمات الوقائية المطلوبة، مثل: الكمامات، والمعقمات، والقفازات الطبية.
وأشار إلى أن "المواد هذه تنفذ بشكل كبير من الصيدليات والمذاخر، وخصوصا أن الكثير منها صناعته صينية"، مشددا على "ضرورة أن يسارع التجار والحكومة إلى إيجاد البدائل وبأسعار مناسبة".
تحذيرات برلمانية
وفي ظل قرار اتخذته محافظة ديالى بغلق المنفذ الحدودي مع إيران وإيقاف تبادل السلع لمدة ثلاثة أيام، حذرت لجنة الصحة والبيئة في البرلمان العراقي من خطورة "كورونا الإيراني".
اقرأ أيضا: 103 إصابات بكورونا في دول عربية.. إجراءات لمنع انتشاره
وقال عضو اللجنة، جواد الموسوي، في تصريح صحفي، أمس الأربعاء، إن "كورونا لم يتحول إلى وباء في إيران، لكن الفيروس الذي ظهر فيها، هو أشد فتكا وقوة من فيروس كورونا في الصين".
وتابع "حيث وصلت نسبة الوفيات إثر الإصابة بـ(كورونا)، في إيران إلى 30 بالمئة، فيما وصلت نسبة الوفيات بفيروس كورونا في الصين إلى 2 بالمئة".
وطالب الموسوي، بضرورة غلق الحدود بشكل تام مع إيران، وإيقاف أي تجمعات قد تسمح بانتقال الفيروس، وتعطيل الدوام الرسمي في الجامعات والمعاهد والمدارس 14 يوما لمنع تفشي الفيروس.
وأعلن وزير الصحة العراقي، أمس الأربعاء، أن العراق حظر كل التجمعات العامة، ومنع المسافرين من الكويت والبحرين من دخول البلاد، ليرتفع عدد الدول التي وضعت على قائمة منع الدخول إلى تسع، في ظل تنامي المخاوف من انتشار فيروس كورونا.
وقال الوزير جعفر علاوي، في بيان له، إن المواطنين منعوا أيضا من السفر للدول التسع، وهي الصين وإيران واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافورة وإيطاليا والبحرين والكويت.
وأمر علاوي كذلك بتعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وإغلاق دور السينما والمقاهي والنوادي والمنتديات الاجتماعية من 27 شباط/ فبراير وحتى 7 آذار/ مارس المقبل.
كورونا يهدد بتفكك تحالف أوبك.. ووزير النفط السعودي يعلق
تفشي كورونا يثير الذعر في بورصات الخليج.. "خسائر فادحة"
ما هو تأثير فيروس كورونا على السياحة في دبي ودول الخليج؟