نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن السيدات الأوائل اللواتي تظهرن دائما في المحافل الدولية المهمة وتحضرن المنتديات، وتلتقين زعماء أجانب وتستقبلن وفودا، على الرغم من أنهن لا تمتلكن وظيفة رسمية أو توصيفا وظيفيا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي
ترجمته "عربي21"، إن "دور السيدة الأولى للدولة، لا يعني فقط تجسيد
دور عارضة أزياء تروج للعلامات التجارية المحلية".
وأضافت الصحيفة أنه في جميع أنحاء
العالم، تشغل زوجات رؤساء الدول رسميا منصب السيدات الأوائل، ورغم أنهن لا يمتلكن
توصيفا وظيفيا أو واجبات مهنية ورواتب وإجازات مرضية، غير أنهن يلعبن العديد من
الأدوار. بشكل عام، تستطيع السيدة الأولى تنظيم حفلات المآدب للضيوف الرئاسيين
وتصميم المسكن والمحاربة من أجل حقوق الأقليات باختلاف أنواعها.
علاوة على ذلك، عادة ما يراقب الجمهور عن كثب أنشطة السيدات الأوائل، رغم أنهن لا تشاركن في قيادة البلاد، على الأقل بشكل رسمي. في هذا الصدد، في سنة 2017، نشرت الباحثتان ناتالي غونيلا بلاتز وكاثرين فريتز، كجزء من مشروع "مبادرة المرأة" في معهد جورج دبليو بوش، دراسة واسعة النطاق تحدثتا فيها مع السيدات الأوائل لإحدى عشر دولة من العالم، وتطرّقتا إلى السير الذاتية لأربعة عشرة آخرين.
ربة بيت
ذكرت الصحيفة أنه رجوعا إلى التاريخ،
تشارك زوجات رؤساء الولايات المتحدة في مهام توضيب مكان الإقامة وتنظيم حفلات
الاستقبال ومرافقة الأزواج خلال الزيارات، وظهرت مثل هذه التقاليد مع زوجة رئيس
الولايات المتحدة الأول جورج واشنطن، مارثا واشنطن، كونها أول سيدات الولايات
المتحدة في التاريخ، والتي كانت تقيم كل أسبوع حفلات الطعام لأعضاء الكونغرس
وممثلي الهياكل المحلية أو الضيوف الأجانب. ورغم انتقاد هذه الممارسة من قبل
العديد، معتقدين أنها بذلك تنسخ تقاليد الملكية البريطانية، كانت مارثا واشنطن
نفسها مقتنعة بأن حفلات العشاء هذه كانت جيدة للديمقراطية، تتيح للضيوف تبادل
الآراء بحرية ومناقشة المواضيع المهمة.
عضو قائد
أفادت الصحيفة أنه في القرن العشرين،
بدأت النساء في الحصول على مناصب جديدة في المجتمع، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على
دور السيدات الأوائل آنذاك. فعلى سبيل المثال، كانت زوجة ونستون تشرشل، كليمنتن،
أقرب مستشاريه ومنذ زفافهما سنة 1908، شاركت بنشاط في حياة تشرشل وساعدته في كتابة
الخطب وتنظيم الاجتماعات واتخاذ القرارات في المواقف الصعبة. علاوة على ذلك، حاربت
كليمنتن بنشاط من أجل حق المرأة في العمل جنبا إلى جنب مع الرجال. وبدورها، أثناء
الحرب العالمية الثانية، وتحديدا زمن قصف لندن، كانت كليمنتن تقف على أسطح المباني
وقادت فرق الإطفاء ودلت زوجها على الأطراف التي ينبغي أن يتحالفوا معها.
العمل الاجتماعي
تعتبر زوجة الرئيس الأمريكي فرانكلين
ديلانو روزفلت، إليانور، واحدة من أعظم نساء القرن العشرين، وكان نشاطها كسيدة
أولى مصدر إلهام للأجيال التي تلتها من النساء. وخلال رئاسة زوجها وبعد وفاته سنة
1945، حاولت إليانور روزفلت تحسين حياة أولئك الذين في حاجة إلى أكبر قدر من
المساعدة، بما في ذلك النساء والسود والأطفال. في الواقع، لم يشجع تصرف إليانور
روزفلت فقط خلفائها في البيت الأبيض على تبني قضايا يدافعون عنها، بل دفع كل سيدة
أولى تحترم نفسها في أي بلد إلى الانخراط في مشروع اجتماعي.
وبفضل إليانور روزفلت، تبنت ميشيل
أوباما قضية السمنة لدى الأطفال، والآن تحارب ميلانيا ترامب البلطجة الإلكترونية،
بينما تحاول إيلينا زيلينسكايا وضع أسس التغذية في المدارس الأوكرانية. أما
بريدجيت ماكرون، فهي تعلم الأشخاص الذين لم تتح لهم الفرصة للحصول على شهادة
مدرسية.
المحاربة من أجل الحقوق
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن لورا
بوش أشركت المنظمات الحكومية والشركات في حل مشاكل المحتاجين. والجدير بالذكر أن
زوجة جورج دبليو بوش دعت إلى احترام حقوق النساء والفتيات في أفغانستان وحاربت
بنشاط كبير من أجل الديمقراطية في بورما، واجتمعت مع لاجئين من جنوب شرق آسيا، كما
دعت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لحماية رهبان بورما البوذيين من جنود
الجيش البورمي.