نشرت شبكة "بي بي سي" البريطانية الأحد، تقريرا شاملا عن كيفية مهاجمة فيروس كورونا للجسم، في ظل تواصل تفشيه بأنحاء مختلفة في العالم.
وذكر التقرير أنه بالنسبة للأغلبية،
يكون المرض طفيفا، ولكن البعض يتوفون، متسائلا: "إذن، كيف يهاجم المرض الجسم؟
ولماذا يتوفى البعض؟ وكيف يُعالج المرض؟".
وأشار إلى أن فترة الحضانة، هي التي
يوطد الفيروس فيها وجوده في الجسم، مبينة أن الفيروسات تعمل بدخول الخلايات التي
يتكون منها الجسم، ثم الاستيلاء عليها.
ويمكن لفيروس كورونا، المعروف علميا
باسم سارس-كوف-2، غزو الجسم عندما تستنشقه إلى داخل جهازك التنفسي (عندما يسعل شخص
بالقرب منك)، أو عند ملامستك لسطح ملوث ثم لمس وجهك بعد ذلك.
يصيب الفيروس أولا الخلايا المبطنة
للحلق، والقصبة الهوائية والرئة، ثم يحولها لـ"مصانع لفيروس كورونا"، وتنتج
كميات ضخمة من الفيروسات الأخرى التي تصيب المزيد من الخلايا.
اقرأ أيضا: "كورونا" يحصد المزيد من الوفيات والإصابات في العالم
وفي المراحل الأولى، لن يمرض الشخص وقد لا يصاب البعض بأي أعراض على الإطلاق، وتختلف فترة الحضانة، وهي الفترة بين العدوى بالفيروس وظهور الأعراض، بصورة كبيرة من شخص إلى آخر، ولكنها في المتوسط خمسة أيام.
ويصاب ثمانية من بين كل عشرة أشخاص
بأعراض طفيفة لفيروس كوفيد-19، والأعراض الأساسية هي ارتفاع درجة الحرارة والسعال.
وأوجاع الجسد، والتهاب الحلق والصداع
أعراض محتملة، ولكنها ليست أكيدة، بينما يعد ارتفاع درجة الحرارة والشعور بالتوعك
العام، ناتجا عن استجابة الجهاز المناعي للعدوى بالفيروس، حيث يدرج الجسم أن
الفيروس عدو يغزوه، ويرسل إشارات للجسم بأن هناك ما يتسبب له في الضرر، وذلك عن
طريق إطلاق مواد كيماوية تعرف باسم "سايتوكينس".
وتدعو هذه المواد الكيماوية الجهاز
المناعي لاستجماع طاقته لمقاومة الفيروس، ولكنها أيضا تتسبب في أوجاع الجسد
والآلام وارتفاع درجة الحرارة، ويكون السعال الناجم عن الفيروس جافا في بادئ
الأمر، كون ذلك ناجما عن تهيج الخلايا إثر إصابتها بالفيروس.
قد يبدأ البعض لاحقا في السعال
المصحوب بالبلغم، وهو مخاط سميك يحتوي على خلايا الرئة التي قتلها الفيروس، ويمكن
علاج تلك الأعراض بالراحة في الفراش، والكثير من السوائل والباراسيتامول. ولن يكون
المريض بحاجة لرعاية المستشفى.
ولكن البعض سيصابون بصورة أكثر خطورة بمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، هذا ما نفهمه الآن عن هذه المرحلة، ولكن
بدأت دراسات في الظهور تشير إلى أن المرض يمكنه التسبب في المزيد من أعراض نزلات
البرد مثل الرشح.
مرض حاد
إذا تطور المرض، فسيكون ذلك ناجما عن
اتخاذ الجسد رد فعل زائد إزاء الفيروس، وتسبب هذه الإشارات الكيميائية لسائر أعضاء
الجسم الالتهاب، ولكن يجب أن يتم ذلك بتوازن، فالالتهاب الأكثر من اللازم قد يتسبب
في أضرار للجسم.
وقالت الأستاذة نتالي ماكديرموت من
كينغز كوليدج لندن "يتسبب الفيروس في اختلال الرد المناعي، ويصاب الجسم
بالتهاب أكثر من الحاجة، ولا نعلم كيف يتم ذلك"، ويسمى الالتهاب الذي يصيب
الرئة بالالتهاب الرئوي.
وإذا كان من الممكن الانتقال عبر
الفم إلى القصبة الهوائية وعبر القنوات الدقيقة في الرئة، فإنك ستصل إلى الحويصلات
الهوائية الدقيقة.
في هذه الحويصلات ينتقل الأكسجين إلى
الدم وثاني أكسيد الكربون إلى الخارح، ولكن في حالة الإصابة بالالتهاب الرئوي تبدأ
الحويصلات الهوائية بالامتلاء بالماء، وقد تتسبب في ضيق التنفس وصعوبته.
قد يحتاج البعض إلى جهاز للتنفس
الصناعي حتى يتمكنوا من التنفس، ويعتقد أن هذه المرحلة تؤثر على 14 في المئة من
الأشخاص، وفقا للبيانات التي تم الحصول عليها من الصين.
اقرأ أيضا: إصابات جديدة عربيا.. وكورونا يدفع لمواصلة إجراءات الوقاية
ويقدر عدد الحالات التي تصاب
بالمرحلة الحرجة للمرض بنحو 6 في المئة من الحالات، وفي هذه المرحلة تبدأ وظائف
الجسد في الإخفاق، ويوجد احتمال حقيقي للوفاة.
والمشكلة الآن أن الجهاز المناعي بدأ
يخرج عن السيطرة ويتسبب في المتاعب في مختلف أجزاء الجسم، وقد يتسبب ذلك في
الإصابة بتسمم الدم وينخفض ضغط الدم لمعدلات خطرة، وتتوقف الأعضاء عن العمل بكفاءة
أو تفشل بصورة تامة.
وتؤدي متلازمة الضائقة التنفسية
الحادة التي يتسب فيها التهاب القصبة الهوائية إلى عدم تمكن الجسم من الحصول على
الأكسجين الكافي، حتى يتمكن من البقاء على قيد الحياة، وفي هذه المرحلة قد تتوقف
الكلى عن تنظيف الدم وقد تؤدي إلى أضرار ببطانة الأمعاء.
وقال الطبيب باهرات بانخانيا
"يتسبب الفيروس بدرجة ضخمة من الالتهاب تتسبب في استسلام الجسم، ويتسبب في
فشل أعضاء متعددة في الجسم".
إذا لم يتمكن الجهاز المناعي من
السيطرة على الفيروس، فإنه سينتشر في نهاية المطاف إلى سائر أعضاء الجسد وأجهزته،
ويتسبب في المزيد من الأضرار، وسيتطلب العلاج في تلك الحالة تدخلا طبيا كبيرا، ولكن
الضرر قد يصل لمرحلة قاتلة لا يمكن فيها للأعضاء إبقاء الجسم على قيد الحياة.
الوفيات الأولى
يصف الأطباء كيف توفي بعض المرضى على
الرغم من بذلهم قصارى جهدهم لإنقاذهم، حيث توفي أول مريضان في مستشفى جنيينتان في
ووهان في الصين، حسبما ورد في دورية لانسيت الطبية، وكانا يبدوان في حالة صحية
جيدة، على الرغم من أنهما كانا مدخنين منذ أمد طويل، ما أدى إلى ضعف رئتيهما.
وكان الأول في الحادية والستين، وكان
مصابا بالتهاب رئوي حاد لدى وصوله المستشفى، ومصابا بمتلازمة الضائقة التنفسية
الحادة، وعلى الرغم من استخدام جهاز التنفس الصناعي، فقد أصيبت رئتاه بالفشل وتوقف قلبه عن النبض، وتوفي بعد 11 ساعة من دخوله المستشفى..
والمريض الثاني، كان رجلا في التاسعة
والستين، ومصابا بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وتوفي نتيجة لإصابته بالالتهاب
الرئوي الحاد وتسمم الدم.
حظ عاثر.. يابانية تصاب بكورونا مجددا بعد شفائها منه
هل تحول فيروس كورونا إلى وباء عالمي؟
تصاعد إصابات كورونا في الخليج.. واكتشاف أول حالة بالجزائر