عبر لاجئون سوريون في الأردن ولبنان، أكبر بلدين عربيين يستضيفونهم، عن أملهم بغد أفضل، مع حلول الذكرى التاسعة للثورة السورية، مؤكدين أنها لا تزال تحيا في قلوبهم.
وتدخل الثورة السورية عامها العاشر، على انتكاسات عسكرية كبيرة، في ظل تدخل دولي من قوى مختلفة، في حين لا يزال سوريون متمسكين بمطلبهم الشعبي رحيل النظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد.
تمسك بثوابتها
إبراهيم العلي أبو خليل (35 عاماً) من محافظة درعا الأردنية، ويعمل مزارعا، قال: "نحن في الأردن منذ ست سنوات، وتمنينا من المجتمع الدولي مساعدتنا، لكن لا حياة لمن تنادي".
وأضاف: "لم يساعدنا أحد، وكثر الله خير الأردن الذي احتوانا، وستر علينا، ولولاه لما عرفنا إلى أين سنذهب".
وتابع: "خرجنا من البلاد من أجل الحرية، وما زلنا على ثوابتنا، نريد الحرية، مهما حدث نريد الحرية، ولا نريد النظام (نظام الأسد)، الذي دمر بيوتنا وهجرنا من بلادنا".
أما علاء الحلقي أبو الأمير (27 عاماً)، ويعمل نجار بناء، فقد اتفق مع مواطنه العلي في موقفه الداعم لرحيل نظام الأسد، وقال: "طالبنا بالحرية، وما زلنا نصرّ على هذا المطلب رغم خذلان الجميع لنا... لا بديل عن الحرية وتغيير النظام".
اقرأ أيضا: أنقرة وواشنطن: المنطقة الآمنة تضمن عودة آمنة للاجئي سوريا
وأضاف: "نتمنى من المجتمع الدولي الوقوف إلى جانبنا ومساعدتنا؛ لتحقيق أهدافنا التي خرجنا من ديارنا لأجلها".
فيما اعتبر محمد عناد (45 عاما)، أن "ما يحدث في سوريا احتلال، خاصة في الوقت الحالي".
وقال نصار خلف (42 عاماً) ويعمل ميكانيكي سيارات إن "ثورتنا مضى عليها 10 سنوات، مرت كالكذب، خرجنا على مبدأ واحد هو المطالبة بالحرية، وأصبحنا كالجمل الذي إذا وقع كثر ذباحوه".
وأضاف: "كل الدول تآمرت علينا، وهذا ما نشعر فيه، ولا حلّ إلا بالعودة إلى الوطن مذلولين، لا شيء غير ذلك، وهذا الأمر مرفوض".
وتابع: "نحن نعيش في ذل منذ أربعين عاما.. كل الشعوب تآمرت علينا وأصبح قتل السوري أمرا طبيعيا".
لا بديل عن الحرية
خالد الحوراني (39 عاماً) عامل يعمل بأجر يومي، قال: "لا أعرف ماذا أقول، هجرنا من بلادنا، خسرنا الأرض والأهالي، وتشردنا، وإن أردنا العودة فكيف نعود، لا أمن ولا أمان... توفي والدي هناك ولم أتمكن من رؤيته أو دفنه".
وأضاف: "ثورتنا قامت على مبادئ ثابته ولن تتغير هذه الثوابت، ولا بديل عن الحرية".
أما عاصم قاسم (33 عاماً) وهو جزار من إدلب، قال: "نحن شعب أراد الحياة والتخلص من نظام مجرم، ولكن للأسف تكالبت علينا الأمم، حتى أصبحنا بلا وطن وبلا قيمة، صفر على الشمال.. لا نسوى شيئا".
وقال: "نحن شعب مدمّر، كلنا فقدنا إخوة وأولادا وأهلا وأحبابا، إلى متى؟ نحن لن نعود قبل أن يذهب نظام الأسد".
ويعتبر الأردن المجاور لحدود سوريا الجنوبية بطول 375 كم، من أكثر الدول استقبالًا للاجئين السوريين الهاربين من الحرب.
ويوجد في الأردن نحو مليون و390 ألف سوري، قرابة نصفهم مسجلون بصفة "لاجئ" في سجلات مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين أن 750 ألفا منهم يقيمون في البلاد قبل عام 2011، بحكم النسب والمصاهرة والعلاقات التجارية.
لاجئو لبنان
وفي الذكرى التاسعة لاندلاع الثورة السورية، لا يزال أكثر من مليون سوري هجروا من مدنهم ومنازلهم يقبعون في لبنان في مخيمات لا تقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف، ينتظرون حلًا سياسياً يسمح لهم بالعودة طوعاً، في ظل أجواء آمنة يوفرها لهم الانتقال السياسي، دون السماح للأسد بالإضرار بهم.
في هذا السياق، قال عادل الزجيل (28 عاما) وهو لاجئ في لبنان: "كان مطلبنا الحرية فقط، وندعو الله أن تعود الثورة السورية إلى بداياتها وننال الحرية".
وأضاف: "الآن نحن مشردون بكل الدول ولا أحد يستقبلنا ووضعنا أصبح سيئا، أنا منذ 9 سنوات لم أر أهلي المتواجدين في تركيا ولا يمكنني الذهاب إليهم، نتمنى العودة إلى بلدنا وتحقيق آمالنا بالحرية".
وأكد لؤي المحمد، النازح من حلب (40 عاماً): "لا يعقل أن يتخلى إنسان عن حريته مهما حصل، مهما خسرنا قتلى وجرحى ومشردين، بالنهاية يجب أن يحصل الإنسان على حريته، ولن نتنازل عنها وخصوصاً الشعب السوري".
اقرأ أيضا: منظمة دولية: لبنان رحلت قسرا نحو 2500 لاجئ سوري
وقالت ثانية بدري (45 عاماً): "نريد العودة إلى سوريا ولكن بعد ماذا؟ بعد أن تدمر كل شيء وخسر الأولاد مدارسهم وخسرنا الوطن ومستقبل أولادنا؟".
وقال جاسم وهو لاجئ أيضا في مخيمات لبنان: "أنا كإنسان أريد أن أعيش وأولادي بكرامتنا وحريتنا".
أما عبدالله فقال: "الكرامة والحرية والإنسانية الجميع يريدها، الجميع يؤيد الكرامة والحرية ونريد أن نكون سعداء".
ونزح إلى لبنان حوالي 1.5 لاجئ سوري، بعضهم يقيمون بطريقة غير شرعية.
وصعّدت الحكومة اللبنانية الخطاب التحريضي ضد اللاجئين السوريين والمطالب بعودتهم إلى سوريا، كما عمدت بعض البلديات إلى تهجير بعضهم قسرا رغم المخاوف المبررة من الملاحقة لدى العديد من اللاجئين واستمرار النزاع في سوريا، بحسب التقرير العالمي لعام 2019 الصادر عن منظمة "هيومن رايتش ووتش".
وجاء في تقرير المنظمة الدولية أن "سياسات الإقامة في لبنان تصعّب على السوريين المحافظة على إقامتهم بالصفة القانونية، ما يعرضهم لتزايد خطر الاستغلال والإساءة وتحّد من قدرة اللاجئين على الوصول إلى العمل والتعليم والرعاية الصحية".
وأضاف التقرير أن "بلديات في لبنان أجلت قسرا آلاف اللاجئين في إطار عمليات طرد جماعي بدون أساس قانوني أو مراعاة الإجراءات القانونية الواجبة".
وتدخل الثورة السورية عامها العاشر، مثقلة بالكثير من الأزمات السياسية والانتكاسات العسكرية، فضلا عن أزمة اللاجئين السوريين، ومئات الآلاف من المعتقلين في سجون نظام الأسد.
هذه إيجابيات وسلبيات الاتفاق التركي الروسي حول إدلب
لماذا لم تفتح دول الخليج "الغنية" أبوابها للاجئين السوريين؟
بعد استهداف تركيا لحزب الله بإدلب.. هل تتأثر علاقتها بإيران؟