فجّرت وسائل إعلام غربية، مطلع آذار/ مارس الجاري، مفاجأة مدوية، بالكشف عن اعتقال السلطات السعودية، لمجموعة من الأمراء، في مقدمتهم شقيق الملك سلمان، الأمير أحمد بن عبد العزيز، وولي العهد ووزير الداخلية السابق محمد بن نايف.
وتباينت الأقاويل حول الأسباب التي دفعت ولي العهد، محمد بن سلمان، المتحكم بمفاصل الدولة، إلى اعتقال عمّه، وعدد من أبناء عمومته.
ما هي هيئة البيعة؟
في كانون أول/ ديسمبر 2007 (عهد الملك عبد الله)، أمر الأخير بتأسيس "هيئة البيعة"، على أن تتكون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، أو أحفادهم، بالإضافة إلى اثنين يعينهما الملك - أحد أبنائه وأحد أبناء ولي العهد.
المهمة التي أنشئت من أجلها هذه الهيئة، تتلخص في تقديم المشورة للملك باختيار ولي العهد.
وعيّن الملك عبد الله، أخاه غير الشقيق الأمير مشعل بن عبد العزيز رئيسا لهذه الهيئة، قبل أن يتوفى في أيار/ مايو 2017.
ثلاثة رفضوا ابن سلمان
في 21 حزيران/ يونيو 2017، وعلى نحو مفاجئ، صدر أمر ملكي بإعفاء ولي العهد الأمير محمد بن نايف من جميع مناصبه، وتعيين ولي ولي العهد حينها، محمد بن سلمان بدلا منه.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية، أن أعضاء هيئة البيعة، وعددهم 34 اجتمعوا، ووافق 31 منهم على مبايعة ابن سلمان وليا للعهد.
اللافت أن أيا من وسائل الإعلام السعودية الرسمية، أو غير الرسمية، لم تذكر أسماء الأمراء الثلاثة الذين رفضوا أن يكون محمد بن سلمان وريثا للعرش بعد وفاة والده، إضافة إلى أن التصويت يكون سريّا.
اقرأ أيضا: هكذا سيؤثر "ضعف الحكمة" عند ابن سلمان على بنية المملكة
تهميش
كان لافتا أن حقبة محمد بن سلمان، شهدت تهميشا كبيرا لهيئة "البيعة"، إذ لم يعد لها أي نشاط كما في السابق، كما أنه لم يتم تعيين أي رئيس لها خلفا للأمير مشعل.
واللافت أن أول خلاف طفا إلى السطح كان في عهد الملك عبد الله، بعد وفاة الأمير سلطان، وتعيين الأمير نايف وليا للعهد عام 2011، وحينها استقال الأمير طلال من الهيئة احتجاجا على تجاوز الملك لمجموعة من الأمراء، وعيّن نجله خالد بدلا منه.
وتنص المادة الخامسة عشرة من نظام الهيئة الداخلي، على أن يرأسها أكبر الأعضاء سناً، وحاليا من المفترض أن يشغل هذا المنصب الأمير ممدوح بن عبد العزيز، الذي يعد أكبر أبناء عبد العزيز بعد الملك سلمان.
الأعضاء
إضافة إلى محمد بن سلمان، وبحسب ما اطلعت عليه "عربي21"، فإن اللافت هو أن أحد أعضاء الهيئة، كان ممن ورد اسمهم ضمن المعتقلين مؤخرا، وهو الأمير نايف بن أحمد بن عبد العزيز.
ومن الأمور اللافتة، أن الملك سعود لا يوجد له حاليا أي ابن في هيئة البيعة، بعد وفاة نجله بندر عام 2016، رغم تبقي 25 ابنا له على قيد الحياة.
ولا يزال أربعة من أبناء الملك عبد العزيز يتواجدون في هيئة البيعة، وهم الأمراء: "ممدوح (81 عاما)، وعبد الإله (81 عاما)، ومشهور (78 عاما)، ومقرن (75 عاما).
والأميران مشهور وممدوح، هما الشقيقان المتبقيان من أبناء الملك، بجانب الأمير أحمد والملك سلمان.
أما بقية الأعضاء، وعددهم 30، فهم لا يتبوؤون أي مناصب حساسة في الدولة، سوى أمير الرياض فيصل بن بندر، والأمير الفريق الركن فهد بن تركي بن عبد العزيز، قائد قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن.
ومن الأسماء البارزة في الهيئة، الأمير محمد بن فهد، الذي كان نشاطه ملحوظا خلال عهد والده (1982- 2005)، إضافة إلى الأمير خالد بن سلطان، وزير الدفاع السابق.
إضافة إلى الأميرين خالد الفيصل (أمير منطقة مكة)، وخالد بن طلال (شقيق الوليد بن طلال).
وبقية أعضاء هيئة البيعة، هم:
فيصل بن ثامر، مشعل بن ماجد، عبد العزيز بن نواف، فهد بن تركي، سعود بن نايف، فهد بن بدر، محمد بن مشاري، منصور بن متعب، تركي بن عبد الرحمن، عبد العزيز بن مشعل.
إضافة إلى "خالد بن عبد الله، سعود بن عبد المحسن، بندر بن مساعد، فيصل بن بندر، طلال بن منصور، محمد بن سعد، محمد بن ناصر، فيصل بن خالد، بدر بن محمد".
ما مآلات التوتر بين حلفاء أبوظبي والرياض بعدن؟
تدهور أسعار النفط ينذر بكارثة كبيرة على الاقتصاد العراقي
هل تساهم الاعتقالات الأخيرة بالسعودية بتفتيت العائلة الحاكمة؟