نشرت صحيفة "ديلي ميل" تقريرا، تقول فيه إن دراسة أشرفت عليها أستاذة علم الأوبئة النظري في جامعة أوكسفورد، سونيترا غوبتا، كشفت عن أن فيروس كورونا المستجد من المحتمل أن يصيب نصف البريطانيين، وأنه بدأ ينتشر بينهم منذ كانون الثاني/ يناير، في وقت تتزايد فيه حالات الإصابة بالفيروس، وكذلك أعداد الوفيات.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن النموذج الذي استخدمته جامعة أوكسفورد يكشف عن انتشار مبكر للفيروس، أي قبل أسبوعين من تسجيل أول حالة وقبل شهر من أول حالة وفاة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن النتائج تعطي صورة عن أن الفيروس كان لديه الوقت الكافي للانتشار وحصول الكثير من البريطانيين على المناعة، إلا أن غوبتا، التي قادت الدراسة، تؤكد أهمية الفحص للتأكد من نتائج نظريتها، وقالت: "نحن بحاجة للمباشرة في عمليات مسحية واختبارات مصلية للتأكد من مستوى الوباء وأين وصل".
ويلفت التقرير إلى أن هذا جاء وسط تسجيل 87 حالة وفاة في إنجلترا، منها 21 في مستشفيات الصحة الوطنية (أن أتش أس)، فيما سجلت إسكتلندا حالتي وفاة، وأكدت ويلز وأيرلندا الشمالية حالات وفاة، مشيرا إلى أنه توفي قبل يوم 54 بريطانيا، ما يشير إلى تضاعف الوفيات، فتم تسجيل 71 حالة جديدة يوم الثلاثاء، وسجلت 1427 حالة جديدة، ليتجاوز عدد المصابين 8 آلاف شخص.
وتقول الصحيفة إن حجم الوباء غير معروف؛ نظرا لقرار الحكومة المثير للجدل توفير الفحوصات للمرضى في المستشفيات فقط، مشيرة إلى أنه ربما وصل حجم الوباء إلى 400 ألف حالة.
وينوه التقرير إلى أن الشرطة البريطانية أجبرت على منع حفلات شواء قام بها أشخاص تجاهلوا التعليمات، ومنع التجمع لأكثر من شخصين خشية انتشار الوباء، لافتا إلى أنه في مشاهد مثيرة استخدمت الشرطة المايكرفون لتفريق عدد من الناس الذي خرجوا للتشمس في المناطق الخضراء، الذين لم يتقيدوا بتعليمات رئيس الوزراء بالالتزام في البيوت وعدم الخروج إلا للأمور الضرورية.
وتذكر الصحيفة أنه من سيارة الشرطة طلب ضابط من المتنزهين في منطقة شيفرد بوش في لندن، بالعودة إلى بيوتهم، قائلا: "إنها ليست عطلة، بل التزام في البيوت، وهذا يعني أنك لا تستطيع المجيء إلى هنا والتشمس، من فضلكم غادروا".
ويشير التقرير إلى أن وزير الصحة مات هانكوك أطلق حملة لجيش من المتطوعين، قوامه 250 ألف شخص، للمساعدة في مواجهة الفيروس، وقال إنه يريد رؤية متطوعين لدعم الخدمات المحلية، في وقت أعلن فيه عن إنشاء مستشفى نايتنجيل في مكان المعارض إكسل في شرق لندن.
وتفيد الصحيفة بأن نتائج دراسة أوكسفورد تختلف مع النموذج الذي حللت فيه كلية إمبريال في لندن انتشار المرض، مشيرة إلى قول غوبتا: "استغرب القبول بنموذج إمبريال".
وبحسب التقرير، فإن الدراسة قادت الحكومة لفرض قيود لئلا يؤدي الفيروس إلى قتل حوالي 250 ألف شخص، مشيرا إلى أن مات هانكوك قال إن البيت أصبح خط الدفاع الأولي لمواجهة كورونا، وطلب من الناس الالتزام في بيوتهم لتخفيض عدد حالات الوفاة التي قد تنتج من انتشار الفيروس.
وتنقل الصحيفة عن هانكوك، قوله إن تصريحات بوريس جونسون، يوم الاثنين، ليست نصائح، بل تعليمات يجب الالتزام بها، وقال في خطاب له أمام مجلس العموم، إن الفيروس ينتشر بسرعة في العالم وفي بريطانيا، وأضاف: "الإجراءات التي اتخذناها يوم أمس (الاثنين) لا ترغب أي حكومة في اتخاذها، لكنها ضرورية، وتعليماتنا واضحة: ابقوا في بيوتكم".
ويورد التقرير نقلا عن هانكوك، قوله إن السكان مسموح لهم بمغادرة بيوتهم لأربعة أسباب: التسوق للضروريات، مثل الطعام والدواء، وممارسة الرياضة مرة واحدة في اليوم، والضرورة الطبية وتقديم المساعدة للضعفاء، والسفر من وإلى العمل.
وتذكر الصحيفة أن هانكوك حذر من تعرض من يخرقون التعليمات للغرامة، من 30 جنيها إلى أكثر لعدم الالتزام، وقال: "نخوض جهدا وطنيا عظيما لهزيمة الفيروس، وكل شخص لديه القدرة على حماية نفسه والصحة الوطنية".
ويستدرك التقرير بأنه رغم دعوة رئيس الوزراء المواطنين لترك بيوتهم لأمور محدودة، إلا أن مدير الشرطة تحدث عن مكالمات من المواطنين يسألون عن الأمور المسموح لهم بعملها، مشيرا إلى أن صورا على وسائل التواصل كشفت عن أن هناك الكثير من الناس في العاصمة لا يزالون يستخدمون قطار الأنفاق للتنقل، ما دعا عمدة لندن، صادق خان، لتوجيه نداء، يقول فيه: "لا أستطيع استخدام كلام أقوى من هذا: يجب علينا التوقف عن الاستخدام غير الضروري لوسائل النقل العامة الآن، وتجاهل هذه التعليمات يعني خسارة المزيد من الارواح".
وتلفت الصحيفة إلى أن الشرطة حذرت من تنفيذ قواعد مشددة كتلك التي طبقت في إيطاليا؛ لأن القوى الأمنية تنقصها القوة البشرية لفرض حظر تام، كما في إيطاليا، وهي بحاجة إلى 20 ألف عنصر في لندن وحدها، وحذرت الشرطة من أنها ستترك التركيز على الجرائم الأخرى لو طلب منها التركيز على فيروس كورونا.
وينقل التقرير عن عمدة لندن، قوله إن الشرطة قد تضطر في حال استمرار الناس في تجاهل التعليمات لفحص هويات العمال، واستخدام سلطتها لتفريق التجمعات وفرض غرامات، أو حتى اعتقال من يجب أن يكونوا في العزل الشخصي.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أن خان طالب أرباب العمل بالسماح للموظفين بالعمل من البيوت إلا في حالة الضرورة القصوى.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
ديلي بيست: كيف أدى فيروس كورونا إلى انقسام أوروبا؟
الغارديان: لهذا على بريطانيا التراجع عن سياستها بمواجهة كورونا
NYT: لماذا فشلت إيران في مواجهة انتشار فيروس كورونا؟