نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الزيارة الغامضة غير المتوقعة لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى دمشق، حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد .
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه الزيارة تطرح العديد من التساؤلات حول الأمور التي ناقشها شويغو مع الرئيس السوري بشار الأسد، إلى جانب مدى ارتباطها بتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين أردوغان وبوتين.
وأفادت الصحيفة بأن زيارة وزير الدفاع الروسي كانت سريعة وغير متوقعة، خاصة في خضم الأحداث الحالية المتعلقة بفيروس كورونا التي تحتم الحد من الرحلات خارج البلاد، وهو ما يثير العديد من التساؤلات.
فقد كان من الممكن التواصل عبر الفيديو أو غيره من الوسائل الحديثة الآمنة، لكن شويغو مع ذلك خيّر مقابلة الأسد بشكل مباشر في لقاء سريع.
وهذا يعني أن القضايا التي تم مناقشتها مع الأسد سرية للغاية، ولا يمكن مناقشتها من خلال مكالمة هاتفية أو في اتصال فيديو.
وأكدت الصحيفة أن الزيارة استغرقت بضع ساعات فقط، وهذا يعني أن القضايا المطروحة في اللقاء نوقشت وتم الاتفاق عليها مسبقا.
والمثير للاهتمام أن رئيس وحدة المخابرات العسكرية الأدميرال إيغور كوستيوكوف رافق الوزير في هذه الرحلة.
وقد رافقت مقاتلة سو-35 طائرة وزير الدفاع الروسي خلال الرحلة، بينما غطت المقاتلات والمروحيات المجال الجوي عندما كان الموكب يتحرك نحو مقر إقامة بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم ترد أي معلومات رسمية أخرى حول الاجتماع بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو والرئيس السوري بشار الأسد.
اقرأ أيضا : طائرات مسيّرة تستهدف حميميم.. وخروقات جديدة للنظام بإدلب
وفي الاتصالات الرسمية، يذكر أن مناقشة قضايا الانتعاش الاقتصادي في سوريا كانت مذهلة. وحسب المصادر السورية، تم التركيز بشكل إضافي على مناقشة الوضع في "منطقة الجزيرة"، أي المنطقة الواقعة ما بين نهر الفرات. ولكن في المحادثات الأخيرة بين وزير الدفاع الروسي والرئيس السوري، تم التركيز على إدلب.
وحسب مصادر موثوقة، فإن القوات التابعة لوزارة الدفاع الروسية أعطت الجانب السوري كل المعلومات المتعلقة بتنظيم "حراس الدين"، المتهم بوضع كمائن ضد القوافل والدوريات التركية.
ولكن أعلنت هذه الجماعة أنها غير مسؤولة عن هذه العمليات، ويعتبر هذا السلوك غريب من تنظيم "إرهابي"، نظرا لأن الجماعات "الإرهابية" عادة ما تعلن عن تحملها المسؤولية عن أي عملية تقوم بها.
وفي تركيا، يدور الحديث بشأن وجود "قوة ثالثة"، وهي جماعات غير معروفة أعلنت اعتزامها عرقلة تنفيذ اتفاقيات موسكو بين بوتين وأردوغان.
وأوضحت الصحيفة أن الهدف من زيارة شويغو لبشار الأسد هو تنسيق سلوك الأتراك أثناء تطهير الطريق السريع إم-4 والممر الأمني الذي يقع على بعد ستة كيلومترات شمالا. وبشكل عام، من الضروري تجنب أي صدام مباشر جديد بين القوات التركية والسورية.
وذكرت الصحيفة أن روسيا تؤمن بقوة وأهمية الاتفاقيات الدولية. ولهذا السبب، يجب احترام اتفاقيات موسكو من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك الجانب التركي، بشكل تام.
وتتمثل مهمة وزير الدفاع الروسي في المساعدة في تحقيق هذا الهدف، ومنع وقوع أي اشتباك متوقع. في الأثناء، يستمر الأتراك في اتهام الجيش السوري بشكل دوري بشن عمليات القصف.
وبينت الصحيفة أن الأتراك يتمركزون عند الطريق السريع إم-4، ولكن إذا أطلقت أنقرة في المستقبل القريب عملية عسكرية، فمن المؤكد أنها ستبدأ في استخدام الطائرات دون طيار مرة أخرى، التي يمكن للسوريين إسقاطها عن طريق الخطأ.
بالإضافة إلى ذلك، قد ترفض دمشق زيادة عدد القوات التركية في سوريا. ومن الأسباب الأخرى لزيارة وزير الدفاع الروسي إلى سوريا التسوية لما بعد الحرب.
ونوهت الصحيفة بأن تسوية ما بعد الحرب ليست من مهام الدائرة العسكرية، ولكن لابد من الإشارة إلى أن الجيش في سوريا هو الآلية العاملة الوحيدة في الدولة السورية.
ومن غير الواضح ما هي وظيفة وزارة الخارجية بالتحديد، خاصة بعد أن تعرضت صورتها لتقويض خطير. وفي الوقت الحالي، من الضروري البحث عن طرق للعودة إلى الساحة الدولية، على الأقل إلى جامعة الدول العربية.
وفي الختام، أفادت الصحيفة بأنه لن يكون من الممكن التوفيق بين الأسد وأردوغان في وقت واحد. ولكن من الضروري أن يتواصل شخص ما مع أردوغان، الذي يرفض الاعتراف ببشار الأسد رئيسا لسوريا.
ومن السابق لأوانه البدء في محاولة "التوفيق بين الجميع" في سوريا الآن. ويكفي حاليا عدم حدوث أي أمر من شأنه أن يخرق الاتفاقات بين أردوغان وبوتين.
المونيتور: لماذا لا يستطيع الأسد وقف إيران عن نقل كورونا؟
المونيتور: هل تدخل إيران بمواجهة عسكرية مع تركيا في إدلب؟
FT: كيف تكشف المواجهة التركية السورية عن مخاطر لعبة بوتين؟