نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده مايكل صافي، يشير فيه إلى تفاصيل طرد مراسلة الصحيفة في القاهرة، بعد تقريرها عن انتشار وباء فيروس كورونا في مصر.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الصحفية روث مايكلسن، استندت في تقريرها إلى دراسة كندية، شككت في صحة المعلومات الرسمية عن حجم حالات الإصابة بفيروس كورونا التي سجلت في مصر.
ويقول صافي إن روث، التي تعيش في مصر منذ عام 2014، تلقت نصائح الأسبوع الماضي من دبلوماسيين، قالوا فيها إن الأجهزة الأمنية في البلد تريد منها مغادرة البلاد حالا، بعدما سحب منها التصريح الصحفي، وطلب منها الحضور لمقابلة مع السلطات المعنية لمناقشة وضع إقامتها.
وتذكر الصحيفة أن روث مايكلسن نشرت في 15 آذار/ مارس تقريرا، نقلت فيه نتائج توصل إليها خبراء الأمراض المعدية في جامعة تورنتو، وكذلك المعلومات العامة والحالات الصحية، التي أشارت إلى أن معدلات انتشار الفيروس في مصر، هي أعلى من تلك التي أكدتها الحكومة المصرية.
ويلفت التقرير إلى أن روث أشارت إلى دراسة نشرتها مجلة "لانسيت للأمراض المعدية"، التي قامت بتحليل السجلات وبيانات المسافرين ومعدلات العدوى، التي قدرت أن مصر ربما كانت لديها مع بداية شهر آذار/ مارس حالات بمعدل أعلى من 19310 حالات وأدنى من 6 آلاف حالة، في الوقت الذي كانت فيه الحكومة المصرية قد أكدت في ذلك الوقت أن عدد الأشخاص المصابين لم يتجاوز الثلاثة.
ويفيد الكاتب بأنه في اليوم التالي لنشر القصة، استدعيت مايكلسن إلى لقاء استمر لثلاث ساعات ونصف مع مدير الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، وقالت إنها اتهمت مع صحفي آخر بنشر معلومات عن دراسة غير موثوقة والتسبب بالفزع في البلاد.
وتنوه الصحيفة إلى أن الحكومة المصرية طالبت "الغارديان" بسحب القصة وتقديم اعتذار، مشيرة إلى أن السلطات المصرية سحبت في 17 آذار/ مارس تصريح ممارسة مايكلسن العمل الصحفي.
وبحسب التقرير، فإن الصحيفة عرضت على السلطات المصرية فرصة كتابة رسالة تنشر لتدحض ما جاء في التقرير أو الدراسة الكندية، لكنها لم تتلق أي رد، مشيرا إلى أنه بعد يوم أرسل الدبلوماسيون البريطانيون في القاهرة والهيئة العامة للاستعلامات رسالة إلى روث، تفيد بأن عليها مقابلة سلطة إصدار التأشيرات للصحفيين.
ويورد صافي نقلا عن روث، التي تحمل الجنسية الألمانية أيضا، قولها إن الدبلوماسيين الألمان في القاهرة نصحوها بعدم حضور المقابلة تحت أي ظرف، "قالوا لي: نعتقد أن حضورك اللقاء ليس آمنا، وأنت في خطر وعرضة للقبض عليك، ويجب عليك البحث عن طائرة" وترك القاهرة.
وتشير الصحيفة إلى أن السلطات المصرية كانت ستعلق الرحلات الخارجية في مساء اليوم التالي، الخميس، إلا أن الطائرات كانت مزدحمة، فكان معظم السياح الأجانب يحاولون مغادرة مصر قبل بدء الحظر.
وينقل التقرير عن مايكلسن، قولها إن السفارة البريطانية والجهات التي تعرفها أخبرتها بأن أجهزة الأمن المصرية تسعى لطردها من مصر حالا، وأضافت: "أخبرت المخابرات العامة الدبلوماسيين البريطانيين أن هناك طائرة في المساء ويريدون أن أكون عليها"، ومررت الرسالة ذاتها للمحامي الذي حضر المقابلة مع سلطة إصدار التأشيرات نيابة عنها، وغادرت يوم الجمعة على طائرة نقلت السياح الألمان والأجانب إلى ألمانيا يوم الجمعة.
ويقول الكاتب، إن مغادرة روث مايكلسن يعني عدم وجود صحفي متفرغ في مصر، بعدما طردت السلطات المصرية مراسلة صحيفة "التايمز" بيل ترو عام 2018.
وتورد الصحيفة نقلا عن المتحدث باسم "الغارديان"، قوله: "تعد (الغارديان) صحيفة دولية تبحث عن نشر المعلومات بدقة ونزاهة وفي الأوقات كلها... في هذه الحالة قمنا بنقل نتائج توصل إليها خبراء علم الأمراض المعدية، الذين يحظون باحترام، وعرضنا على الحكومة المصرية الفرصة للتعليق والرد على تقريرنا بالطرق العادية... نأسف لاختيار السلطات المصرية طريق سحب التصريح الصحفي من مراسلة تعمل لصحافة موثوقة ومستقلة مثل (الغارديان)".
وينقل التقرير عن متحدث باسم الخارجية البريطانية، قوله: "تدعم بريطانيا حرية الصحافة حول العالم، وطالبنا مصر بضمان حرية التعبير، وطرح الوزراء البريطانيون هذه الحالة مع السلطات المصرية".
ويفيد صافي بأنه عندما طلبت الصحيفة من الحكومة المصرية التعليق، فإنه تمت إحالتها إلى رسالة أرسلتها الهيئة العامة للاستعلامات الأسبوع الماضي إلى رئيسة التحرير كاثرين فاينر، التي ناقشت فيها أن بحث جامعة تورنتو الذي أشارت إليه المراسلة في تقريرها اعتمد على التكهنات، وبأنه تم رفض نتائج الدراسة من منظمة الصحة العالمية.
وتورد الصحيفة نقلا عن منظمة الصحة العالمية، قولها إنها لم تكن قادرة على التأكد من المنهجية التي اعتمدتها جامعة تورنتو في الدراسة، وأضافت أن بياناتها اعتمدت على المعلومات من المستشفيات التي عادة ما يتم تأخير الإعلان عنها، وقال مسؤول في المنظمة: "هناك إمكانية لوجود حالات بأعراض خفيفة لم تؤد إلى زيارة المستشفى، ولهذا لم يتم الكشف والإعلان عنها"، في الوقت الذي أكدت فيه مصر وجود 336 حالة حتى يوم الاثنين و19 حالة وفاة.
ويلفت التقرير إلى أن حرية الصحافة في مصر تدهورت بشكل كبير منذ سيطرة الجيش على السلطة عام 2013، حين تولى قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي منصب الرئاسة، وقالت منظمة حماية الصحفيين في تقريرها العام الماضي، إن 26 صحفيا اعتقلوا، وتم توجيه اتهامات لهم بالإرهاب ونشر أخبار كاذبة، مشيرا إلى أن الدولة تسيطر على الصحافة المحلية التي تنشر ما تطلبه السلطات.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن سلطات الأمن قامت بمداهمة مكاتب آخر صحيفة مستقلة، وهي "مدى مصر"، العام الماضي، وتم منع الوصول إلى موقعها داخل مصر.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
المونيتور: كيف ستواجه دول شمال أفريقيا فيروس كورونا؟
WP: كيف ستواجه دول العالم العربي المتعبة فيروس كورونا؟
الغارديان: خبراء علميون يشككون بأرقام حكومة مصر عن كورونا