نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا تحدثت فيه
عن الأوضاع الصعبة التي يعيشها السوريون في إدلب، وتحدثت عن سيناريوهات صعبة قد
تحدث في حال انتشار الوباء في المدينة السورية.
وقالت في تقرير لها،
الجمعة، إنه "خلال الأسبوع
الماضي كان هناك عدد من المقالات التي أشارت إلى تهديد فيروس كورونا للاجئين
والنازحين حول العالم".
وأشارت إلى أن
"العديد من اللاجئين والنازحين يفتقدون إلى أي رعاية صحية أساسية، ناهيك عن
نوع المعدات اللازمة للتعامل مع فيروس كورونا المستجد والمرض المرتبط به"،
مضيفة: "تدرك منظمة الصحة العالمية والحكومات هذه المشكلة، ولكن مع انغماس
العالم بمعدلات الإصابة المتزايدة بشكل سريع وفتك هذا الفيروس الجديد، فإن مساعدة
الأشخاص المحتاجين ليست أولوية".
وقالت إنه "من بين جميع
الأماكن في الشرق الأوسط حيث يعاني العديد من الناس، ربما تكون محافظة إدلب
السورية -مخيم اللاجئين
العملاق- الأكثر إثارة للقلق؛ ليس فقط لأن
الفيروس يهدد حياة الناس هناك، ولكنه مثل الصراع السوري، هو تهديد لكل الشرق
الأوسط".
وتابعت المجلة: "لا يحترم الفيروس
حظر السفر والحدود المغلقة أو وقف التجارة، الحقيقة أنه إذا ما اجتاح فيروس كورونا
إدلب، فمن المرجح أن يطيل معاناة السوريين واللبنانيين والأردنيين والأتراك
والإيرانيين والروس والأوروبيين. على الرغم من أن سوريا أبلغت عن خمس حالات فقط من
المصابين بفيروس كورونا حتى هذا الوقت، لكن من الصعب تصديق عدم تفشي المرض وأنه لن
يصل إلى إدلب".
وتابعت، "لأن مصادر العدوى
كثيرة، فهي تشمل الحرس الثوري الإيراني والقوات التركية والطيارين الروس والصحفيين
الأوروبيين وعمال الإغاثة من جميع أنحاء العالم".
وقالت إنه "عندما يتفشى
الفيروس بشكل سريع ستحل الكارثة وسيكون الأمر مروعا. وفي ظل الرعاية
الرثة نتيجة استهداف النظام وحلفاؤه الروس للمستشفيات في المنطقة عمدا، فإن منظمة
الصحة العالمية والأتراك يحاولون بذل ما في وسعهم. تم توفير بعض أطقم اختبارات الفيروس في إدلب، التي تم إعادتها بعد ذلك إلى تركيا لتحليلها، ولكن
هذا الأمر ليس كافيا". وأشارت إلى أنه "بعد أن شهدت تركيا زيادة حادة في عدد
الإصابات، ونتيجة الأضرار التي ألحقها النظام والروس والإيرانيين، فإن فيروس كورونا
سيفتك بالعديد من الأبرياء في إدلب".
وأوضحت أن "الكارثة الإنسانية
المحتملة لن تزهق أرواح الفقراء والبائسين في إدلب فقط بل ستتفشى خارج المحافظة،
لا شك أن الحكومات في جميع أنحاء العالم يتخذون إجراءات صارمة بمن فيهم الدول
المجاورة لسوريا، لوقف هجوم فيروس كورونا من خلال حظر الرحلات الجوية، وإغلاق
الحدود، ووقف التجارة، وفرض حظر التحول، وإغلاق المحلات".
وتابعت أنه "مع ذلك فقد فشل عدد من الحكومات في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة في احتواء الفيروس. جميع الإجراءات
السابقة ليس لها وجود في شمال غرب سوريا ومن الصعب أن نتصور أن الفيروس لم يتسلل
بعد إلى هناك، لكن تفشيه سيضاعف
المشاكل لبقية البلدان القريبة من سوريا".
وقالت إن "الفيروس لن يؤثر
فقط على الدول المجاورة لسوريا بل حتى على أوروبا وغيرها من الدول، فعلى سبيل المثال
تخيل لو أصيب دبلوماسي أو خبير صحة أو جندي أو شخص يعمل في إدلب لضمان مدة وقف
إطلاق النار أو توفير إغاثة هناك، ولم تظهر عليه الأعراض وعاد إلى بروكسل أو جنيف
أو نيويورك. هذه هي الطريقة
التي قد تضاعف من خلالها إدلب أزمة فيروس كورونا بشكل عالمي، على الرغم من الجهود
العديدة لاحتوائه".
وختمت المجلة
الأمريكية تقريرها بالقول: "لقد دمر الصراع الذي دام شبه عقد في سوريا
العديد من الأماكن وساهم في عدم استقرار العديد من المناطق، وغير السياسة في
أوروبا، وها هو الآن يهدد بمضاعفة مشكلة الفيروس من خلال التهديد الرهيب للعالم".
وقالت: "واقعنا الآن يشير
إلى أنه سيقف رؤساء وملوك ورؤساء الوزراء والجنرالات في جميع أنحاء العالم متفرجين
على انفجار فيروس كورونا في جميع أنحاء إدلب لينتهي في بلدانهم، نتيجة هذا
التقاعس، سوف يتحملون المسؤولية الأخلاقية عن الوفيات التي ستحدث في سوريا والشرق
الأوسط وأوروبا، التي لم يكن من الضروري أن تتفشى إذا ما تم أخذ إجراءات سريعة
وحكيمة".
اقرأ أيضا: المونيتور: لماذا لا يستطيع الأسد وقف إيران عن نقل كورونا؟
هؤلاء الخاسرون والرابحون من اتفاق "موسكو" حول إدلب
موقع إيطالي: لهذه الأسباب ستستمر العمليات القتالية في إدلب
هذه احتمالات ثبات الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار في إدلب