زادت زيارة قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني إلى بغداد، ولقائه بقادة الكتل السياسية الشيعية، من تعقيدات تشكيل الحكومة العراقية، برئاسة عدنان الزرفي، بعد فشل سلفه محمد توفيق علاوي مطلع آذار/ مارس المنصرم.
وفي السياق ذاته، رأى المحلل السياسي نجم القصاب في حديث لـ"عربي21" أن إيران لها تأثيرات على القرار السياسي والسيادي والأمني والاقتصادي، وإذا رفض الزرفي فالعراق مقبل على مزيد من التصعيد من الولايات المتحدة ودول الخليج وأخرى إقليمية".
وتابع القصاب، قائلا: إن "العراق كان ولا يزال البقرة الحلوب لإيران، وتريده أن يقفز على العقوبات الأمريكية ضدها من أجل سرقة موارده".
لكنه أكد أن "إيران بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني غير قادرة على فرض سطوتها على النواب سواء الشيعة أو السنة".
وأوضح أن "سليماني كان في السابق يغير البوصلة السياسية باتصال هاتفي، بتقديم هذه الشخصية وسحب تلك، أما الآن فإن قاآني وشمخاني وغيرهم ليس لديهم السطوة والتأثير، لأن لب الموضوع هو عدم سيطرة قادة البيت السياسي الشيعي على نوابهم".
وكانت وكالة "أسوشييتد برس" أكدت أن زيارة قاآني تأتي في وسط شكوك في قدرته على التوصل لتوافق بالمشهد السياسي العراقي المنقسم بشكل حاد، خاصة بسبب ضعف لغته العربية وافتقاره للعلاقات الشخصية مع الرموز المهمة.
نفي للزيارة
بدوره نفى النائب مختار الموسوي عضو تحالف "الفتح" بقيادة هادي العامري، زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، بالقول: أنفي قاطعا وصول قاآني إلى العراق ولقائه بقياداته سياسية".
وبخصوص حظوظ الزرفي، قال الموسوي إن "الرفض لا يزال قائما على تمرير رئيس الحكومة المكلف عدنان الزرفي، من قيادات الكتل السياسية الشيعية، وأعتقد أنه ليس لديه قبول بين أعضاء البرلمان من هذه الكتل".
وبحسب قول النائب عن التحالف القريب من إيران، فإنه "حتى الآن المعطيات بين الكتل السياسية كلها تشير إلى عدم تمرير الزرفي، لكن الأمور بشكل عام غامضة بسبب أزمة كورونا وانشغال الجميع بها".
أما المحلل السياسي نجم القصاب، فقد رأى أن "القرار الآن ليس بيد زعامات البيت السياسي الشيعي، وإنما بيد أعضاء البرلمان، ومن دعم تكليف عدنان الزرفي هم نواب الكتل السياسية، ولا سيما الشيعية منها".
وأكد القصاب أن "الكثير من نواب البرلمان أعطوا دعما للزرفي أن يمرر ويصوت عليه في البرلمان"، لافتا إلى أن "سيطرة قادة الكتل على النواب لم تعد كالسابق بعد تعديل قانون الانتخابات مؤخرا".
اقرأ أيضا : قائد فيلق القدس الإيراني يصل بغداد في زيارة سرّية
وببيّن المحلل السياسي أنه "بموجب القانون الجديد، أصبحت القائمة منفردة، ويعني ذلك وصول النائب إلى البرلمان ليس بعباءة الزعامة السياسية ولا الدينية، وإنما الزعيم هو من يحتاج إليه".
كما أن "استبدال مفوضية الانتخابات التي كانت تابعة للزعامات السياسية، وحدوث التظاهرات الشعبية، كلها غيرت الكثير في الواقع السياسي العراقي"، وفقا للقصاب.
وشدد المحلل السياسي على أن "الزعامات السياسية الشيعية باتت مرفوضة من الشارع الشيعي، والدليل على ذلك الانتفاضة التي حصلت ضدهم مؤخرا وحرق مقرات أحزاب وفصائل".
وبخصوص إيران، أكد القصاب أن "نقمة الشارع لاتزال قائمة ضدها، وفي الوقت الحالي يرى الشارع أنها كانت سببا في انتقال فيروس كورونا للبلد، لأنهم يعتقدون أن الوباء لم ينتقل لولا استمرار شركة ماهان الإيرانية بنقل المسافرين من الصين وإيران وسوريا إلى النجف وكربلاء بالعراق".
يشار إلى أن ندى شاكر النائبة عن تحالف "النصر" الذي ينتمي إليه الزرفي، قالت في حديث سابق لـ"عربي21" إنه "مشاورات رئيس الحكومة المكلف حقق تقدما كبيرا في إقناع القوى السياسية، ولا سيما الشيعية منها".
وأشارت إلى أن "الزرفي أقنع الأطراف بضرورة أن يكون للعراق علاقات متوازنة بين الشرق والغرب، لأن ذلك هو الأصلح للبلد"، لافتة إلى أن "القناعة أصبحت عالية جدا لدى الكتل السياسية بوجهة نظر رئيس الحكومة المكلف".
وعزت النائبة ذلك إلى أن "نواب البرلمان بالدورة الحالية ما عادوا كسابقيهم، فإنهم ربما تحرروا من كونهم تبعا لرؤساء الكتل، وأصبحت لهم توجهاتهم الوطنية وتأييد ما يرونه يصب في مصلحة البلد، وهذا يشمل الأطراف الرافضة، لأنهم يريدون عبور الأزمة الحالية".
ثلاثة مرشحين بدلاء.. قوى عراقية تتحرك لإلغاء تكليف الزرفي
الخلاف السياسي يمتد لسلطة القضاء بالعراق بعد تكليف الزرفي
طالبت بإقالته.. هل يطيح غضب القوى الشيعية برئيس العراق؟