نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تحقيق أسعار النفط قفزة تجاوزت 40 في المئة، ليتعدى بذلك سعر البرميل الواحد 30 دولارا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن أسعار النفط ارتفعت بعد التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية خفض روسيا والمملكة العربية السعودية إنتاج المواد الخام بمقدار 10 أو 15 مليون برميل يوميًا.
وأضاف الموقع، أن الخبراء يشيرون إلى أن غاية تخفيض الإنتاج لا يمكن تحقيقها إلا من خلال تضافر جهود العديد من البلدان، وكانت الرياض قد دعت بالفعل أعضاء منظمة الأوبك إلى الجلوس مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات، ومن جانبه، صرح ترامب بأنه جمعته مكالمة هاتفية مع صديقه ولي عهد السعودية، الذي أجرى بدوره محادثة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي تغريدة له على تويتر كتب ترامب: "أتوقع وآمل أن يخفضوا الإنتاج بحوالي 10 ملايين برميل في اليوم، أو ربما أكثر بكثير. وقد يؤدي ذلك إلى تحقيق صناعة النفط والغاز لجملة من الأرباح". وأضاف ترامب أن التخفيض يمكن أن يصل إلى 15 مليون برميل بشكل يومي.
وذكر الموقع أن الكرملين نفى ما ورد في تصريح الرئيس الأمريكي بشأن المحادثة الهاتفية التي جمعت بين بوتين والأمير السعودي، وذلك حسب ما أفاد به المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف لوكالة "ريا نوفستي" الروسية.
اقرأ أيضا: النفط يقفز بعد اتصال ترامب بالرياض.. واجتماع طارئ لأوبك+
وأفاد الموقع بأن أسعار خام برنت العالمي فاقت 30 دولارًا للبرميل على خلفية البيان الصادر عن ترامب. وفي مرحلة ما، بلغ سعر البرميل الواحد من النفط 36 دولارا.
ويرى المحلل في شركة فينام، سيرغي دروزدوف، أن ترامب عمل كوسيط بين روسيا والمملكة العربية السعودية حتى يتمكن قادة القوى النفطية من حفظ ماء الوجه. ووفقا لدروزدوف، كانت هناك حاجة إلى خط اتصال بين بوتين وابن سلمان وكان رئيس الولايات المتحدة أفضل خيار.
ونقل الموقع عن دروزدوف قوله: "صحيح أنه لم تُذكر كلمة واحدة عن كيفية مشاركة الولايات المتحدة في ذلك، بيد أن المعلومات الوحيدة الواردة هي أن تكساس، أكبر ولاية منتجة للنفط، لجأت إلى منظمتها لعقد جلسات استماع بشأن تنظيم إنتاج النفط". كما لفت دروزدوف الانتباه إلى حقيقة أن الولايات المتحدة لم تتدخل قط في الوضع داخل سوق النفط بهذه الطريقة.
أما المحلل الرئيسي في أماركتس، أرتيم دييف، يرى أن التخفيض بنسبة 10 أو 15 مليون برميل في اليوم يعد أمرا مبالغا فيه بالنسبة للسعودية وروسيا على حد سواء.
وأضاف دييف أن "حجم السوق الخارجية لروسيا يبلغ حوالي 5 ملايين برميل في اليوم، مقابل 7.5 ملايين برميل للمملكة العربية السعودية قبل انهيار صفقة الأوبك. وبالتالي، إن خفض الإنتاج بمقدار 10 أو 15 مليون برميل لن يقدم للسوق شيئا سوى زيادة مؤقتة في عروض الأسعار".
وأورد الموقع، نقلا عن خبير سوق الأسهم دميتري بابين، أن روسيا والسعودية لن تتمكنا وحدهما من تقليل الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا أو أكثر. كما أن انخفاض الإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا يساعد فقط على استقرار سوق النفط مؤقتًا، مما يمنع تكلفته من التراجع. وبناء على ذلك، لا يمكن لأي طرف لعب الدور الرئيسي في زيادة أسعار النفط إلا من خلال تجاوز الوضع الوبائي واستعادة الطلب العالمي على النفط.
اقرأ أيضا: ماذا عن المنتجين الأمريكيين في مساعي ترامب ضبط النفط؟
في سياق متصل، يعتقد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أن نمو الاستهلاك فقط هو الذي سيغير بالفعل الوضع في سوق النفط، وأن تخفيض إنتاج النفط من قبل دول الأوبك بمقدار 20 مليون برميل أمر مستحيل.
ويرى بابين أنه إذا تجاوز الأوبك أزمته الحالية، وتم التغلب على جائحة كورونا في الأشهر المقبلة، يمكن أن يتعدى سعر البرميل الواحد من النفط 40 دولارا. وخلافا لذلك، قد يتراجع سعر النفط ليصل إلى 20 دولارا للبرميل الواحد، وذلك حسب بابين.
FT: لوبي النفط الصخري بأمريكا يريد معاقبة السعودية
هل ينجح ترامب بعقد هدنة نفطية بين السعودية وروسيا؟
أويل برايس: حرب النفط الحالية قد تؤدي لإفلاس السعودية