سلطت دراسة حديثة الضوء على أكثر الفئات المجتمعية تضررا من الناحية
الاقتصادية، بسبب تفشي فيروس كورونا في العالم.
وأكد معهد الدراسات المالية، وفقا للدراسة التي أجراها، أن عددا كبيرا
من صغار العمال من الرجال والنساء هم أكثر المتضررين اقتصاديا في ظل الوباء، كونهم يعملون في
قطاعات أغلقت بالفعل.
وكنتيجة عامة، فإن ذوي الدخول المنخفضة، هم
أكثر من تضرروا بهذه الأزمة، وحذر المعهد من انعكاس الأزمة السلبي على فئة الشباب،
وعلى المساواة بين الجنسين.
وانخفضت الثقة في الاقتصاد إلى أدنى درجة لها منذ 12 عاما، مع استنزاف
فيروس كورونا، كوفيد-19، لثقة المستهلكين، وهي المرة الأولى منذ الأزمة العالمية
عام 2008.
ونقلت "بي بي سي" عن شركة بحوث السوق "جي إف كي"
قولها إن "ثقة المستهلكين انخفضت إلى (-34)، بنسبة حوالي 25 نقطة، مقارنة بما
كانت عليه قبل أسبوعين".
اقرأ أيضا: انقسام أوروبي حول "كورونا بوند" وخطة الإنقاذ الاقتصادي
ولم يخفف ارتفاع مبيعات مواد البقالة، من وقع التوقعات المحتملة
"القاسية" بالنسبة إلى شركات التجزئة، وفق ما قالت الشركة.
تفسيرات الإضرار
توصلت دراسة معهد البحوث المالية إلى أن حالة الإغلاق بسبب الفيروس قد
تضر صغار العمال بشدة أكثر من غيرهم، ويرجع ذلك إلى عدم احتمال حصولهم على عمل في المناطق
المغلقة بنسبة تصل إلى أكثر من الضعفين مقارنة بغيرهم.
وتوصلت أيضا إلى أن تأثير الفيروس قد يضر بأجور النساء، ويرجع ذلك إلى
زيادة عدد النساء العاملات، مقارنة بالرجال، في قطاعي تجارة التجزئة والضيافة، إذ تمثل
المرأة 17 في المئة من العاملين في القطاعات المغلقة، بينما تبلغ نسبة الرجال فيها
13 في المئة.
ولكن المعهد توصل أيضا إلى أن أغلبية صغار العمال المتضررين، وذوي الدخول
المنخفضة، يعيشون مع والديهم أو أفراد من الأسرة، لم تتأثر دخولهم بسبب حالة الإغلاق.
وقال المعهد مخففا من وقع النتائج: "سوف يتمكن كثير من هؤلاء، على
المدى القصير، من التمتع بحماية دخول والديهم، أو أفراد الأسرة الآخرين".
وقال مدير المعهد، بول جونسون، لبي بي سي إن الشباب في سن الـ25 عاما، وما
أقل من ذلك، يعمدون إلى العمل في مجالات الترفيه، والضيافة، والبيع بالتجزئة، وهي القطاعات
التي تأثرت بشدة بالإغلاق الذي سببه كوفيد-19.
وأضاف أن النظر إلى المستقبل يبين أن هناك مشكلتين تواجهان الشباب.
وقال: "هناك الشباب الذين يعملون في تلك القطاعات حاليا، أو كانوا
يعملون فيها قبل تفشي كوفيد-19، وإن لم يتمكنوا من العودة إلى وظائفهم، فسوف يواجهون
نتائج طويلة الأمد".
وتابع: "نحن نعلم أن فترات البطالة تلك، خاصة في سن الشباب، قد يكون
لها تأثيرات طويلة الأمد".
أما المشكلة الثانية - كما يقول جونسون - فهي أن الشباب يفدون إلى سوق
العمل بعد إنهاء دراستهم في المدارس أو الجامعات، وينخرطون في العمل في "أكثر
فترة صعوبة، في ذاكرتنا".
ويتابع: "من المعتاد أن تبدأ البحث عن عمل في شهر أيلول/ سبتمبر، أما
أن تفعل ذلك الآن، فهذا وقت سيئ جدا".
اقرأ أيضا: الصين تفقد 46 مليار دولار من احتياطياتها في شهر واحد
وأظهر استطلاع لآراء الناس أجراه المعهد، خلال الأسبوعين الأخيرين من
آذار الماضي، أن كثيرين يتوقعون الآن أن تسوء أوضاعهم الشخصية، وأوضاع بيوتهم المالية،
خلال الـ12 شهرا المقبلة.
ورغم ما شهدته الأسواق والشركات من انتعاش بسبب ارتفاع الطلب
الاستهلاكي، مصحوبا بموجة تهيؤ الناس للمكوث فترة أطول في بيوتهم، ففي بريطانيا على
سبيل المثال ارتفعت نسبة المبيعات بأكثر من 20 في المئة خلال شهر آذار/ مارس.
إلا أن أحدث البيانات تظهر أن المستهلكين يعتزمون التوقف عن شراء ما هو
غير ضروري خلال فترة الاضطراب الاقتصادي الحالية، ما يرفع احتمالية إغلاق العديد
من المحال.
وتقول "بي بي سي" إن من المتوقع أن 20 في المئة من الشركات الصغيرة قد تغلق في نيسان/ أبريل، بسبب
انهيار طلب المستهلكين، بالرغم من تدخل الحكومة غير المسبوق لدعم الوظائف.
يشار إلى أن وزارة العمل والمعاشات البريطانية وافقت منذ منتصف آذار/ مارس وحتى
نهاية الشهر على 950 ألف طلب إعانة، في ظل توقع لارتفاع الطلبات المقدمة خلال
الأسابيع المقبلة.
الاتحاد الأوروبي يدرس حزمة تحفيز اقتصادية لما بعد كورونا
أثرياء أمريكا يريدون عودة الناس للعمل.. والموظفون حائرون
ترامب يصدّق على حزمة تحفيز بـ 2.2 تريليون دولار