اعتبرت أوساط عديدة في الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة الأمريكية أن إنهاء المرشح اليساري المخضرم، بيرني ساندرز، لحملته الانتخابية، الأربعاء، وإفساحه المجال لجو بايدن، يعني عودة الرئيس السابق، باراك أوباما، إلى المشهد السياسي.
وذكر تقرير لموقع "ذا هيل" أن أوباما لم يرد الإفصاح علانية عن دعمه لبايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس في إدارته، بهدف الحفاظ على رصيده لدى الجناح التقدمي في الحزب.
وبإنهاء ساندرز لحملته في الانتخابات التمهيدية، أصبح بايدن -فعليا- المرشح لمحاولة منع الجمهوري دونالد ترامب من الفوز بفترة رئاسية ثانية في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وانتزاع مفاتيح البيت الأبيض منه، وهو ما يمكن لأوباما لعب دور مهم في تحقيقه، لا سيما من خلال توحيد صفوف الديمقراطيين، واستمالة الأصوات السلبية أو المحايدة.
وصرحت العديد من وجوه الحزب بذلك علنا، بل إن "دوغ لاندري"، أحد مساعدي المرشحة السابقة للرئاسة، هيلاري كلينتون، نشر تغريدة عبر تويتر أرفق بها صورة لأوباما تظهره على شكل "رجل خارق"، مع تعليق قال فيه: "حان الوقت.. أطلق العنان للبطل الخارج".
ورغم أن حظوظ ساندرز بالفوز كانت ضعيفة بالفعل، إلا أن تصميمه ومضيه بحملته الانتخابية، وبخلق حالة تقدمية داخل الحزب ترفض السياسات "المواربة" للخط التقليدي، كان يثير قلقا واسعا إزاء تسببه بترسيخ الانقسام بين الديمقراطيين وتمهيد الطريق أمام ترامب لولاية ثانية.
وينقل التقرير عن مصادر مقربة من الرئيس السابق تأكيدها استعداده للعودة إلى الواجهة، "لكنه وبايدن يدركان أيضا اعتبارات أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد التي تسيطر على المشهد في البلاد".
اقرأ أيضا: "أوباما" كلمة سر تفوق بايدن بالثلاثاء الكبير.. هذه أحدث النتائج
وأوضحت المصادر أن الكيفية التي سيظهر بها أوباما أمام الجمهور تتم دراستها حاليا في ظل هذه الظروف، بما في ذلك كيفية استثمار ذلك في حشد الدعم والتبرعات لحملة بايدن.
ورغم تفضيل أوباما الاكتفاء بممارسة أنشطة خاصة وإلقاء محاضرات مدفوعة الثمن وإنتاج فيلم سينمائي طوال السنوات الأربع الماضية، إلا أن مصدرا مطلعا أخبر "ذا هيل" أن بايدن كان يستشيره بخصوص إدارة حملته الانتخابية وتحديد هوية الشخص الذي سيرافقه كمرشح لمنصب نائب الرئيس.
بصمات أوباما في انسحاب ساندرز
صرح ساندرز، الأربعاء، بأن "أزمة كورونا" هي من بين الأسباب التي دفعته إلى التخلي عن السباق، لكن تقريرا لموقع مجلة "ذا ويك" أشار إلى احتمال لعب أوباما دورا مباشرا في ذلك.
ونقلت "كرستين ولكر"، مراسلة شبكة "NBC News"، عن مصدر مقرب من أوباما أن عدة مكالمات هاتفية جمعته بساندرز قبيل إعلانه القرار، كما تحدث الأخير مرارا مع بايدن في الفترة ذاتها، وفق ما نقل "إد أوكيفي" مراسل "CBS News" عن مصادر خاصة.
ولا يزال فحوى تلك المكالمات غير معروف تماما، لكن بصمات أوباما كانت حاضرة، بشكل غير مباشر، في مراحل سابقة من الانتخابات التمهيدية، إذ إنه لم يعترض أو يعلق على استخدام اسمه بشكل مكثف في حملة بايدن، ما مكن الأخير من اكتساح أصوات الأمريكيين الأفارقة، وحرم ساندرز من ترسيخ تصدره في بدايات السباق.
واشنطن تطرح على بغداد حوارا استراتيجيا شاملا.. ماذا وراءه؟
واشنطن بوست: أمريكا غير مهيأة للأزمات الكبيرة
في ظل الوباء.. هل يمكن أن يبقى ترامب رئيسا دون انتخابات؟