سادت حالة من الغضب لدى بعض قبائل الجنوب الليبي، جراء قطع المياه والكهرباء من قبل موالين للواء الليبي، خليفة حفتر وسط تهديدات من قبل أحد مشائخ هذه القبائل باللجوء إلى طلب الحماية الدولية، وهو ما أثار تساؤلات عن نتائج هذا الغضب وتأثيره على تواجد قوات حفتر في جنوب البلاد.
وحمل رئيس المجلس الأعلى لقبائل ومدن الجنوب الليبي، علي أبوسبيحة، حفتر مسؤولية انقطاع الكهرباء والمياه عن مناطقهم، كون صمامات المياه والغاز متواجدة في مناطق سيطرة قوات الأخير، مؤكدا تضرر الجنوب كله بهذه التصرفات وجراء ما وصفها بالحرب اللعينة".
حصار وقتل
وقال "أبوسبيحة"، وهو أحد المؤيدين لحفتر إن " فزان (الجنوب) تضررت كثيرا بقطع المياه والكهرباء، ولا يعقل أن يموت أبناؤها معك (حفتر) في الجبهات وتقطع عن أهلهم الكهرباء ويموتوا عطشا وجوعا لموت حيواناتهم ومزارعهم التي لا دخل لهم سواها بعد تطور الحرب اللعينة ومحاصرتها من خصومك بوقف حركة السيارات الكبيرة الناقلة للبضائع لنا"، حسب بيانه.
اقرأ أيضا: الأمم المتحدة تدين قطع المياه عن طرابلس منذ أسبوع
ومؤخرا سادت حالة من السخط على تصرفات حفتر وقواته في الجنوب الليبي وكذلك الشرق نتيجة فشل الجنرال الليبي في السيطرة على العاصمة ومقتل أبناء قبائل هذه المناطق يوميا على يد قوات حكومة الوفاق، ما جعلهم يتساءلون عن مصير ما تبقى من أبنائهم ومصير معركة الحسم.
وطرح هذا السخط مزيدا من التساؤلات من قبيل: هل سنقلب الجنوب الليبي ضد حفتر بسبب الحروب وقطع المياه والكهرباء؟ أم يتراجع الأخير ويغازلهم؟.
حرب قذرة
من جهته، أكد الضابط الليبي السابق وعضو مجلس الدولة، إبراهيم صهد أن "حالة السخط بدأت تعم الجنوب تجاه حفتر منذ تكرر اعتداءات ميليشيات الأخير على الممتلكات وقيامهم بإشاعة الفوضى هناك، بعدما تأكد لهم كذبة وعود الأمن والاستقرار التي كررها عليهم".
وفي تصريحاته لـ"عربي21" أضاف: "حالة السخط هذه ليست خاصة بالجنوب وفقط بل بلغت مداها من الحرب القذرة التي يوجهها حفتر والتي استعمل فيها كل الأسلحة والمرتزقة لقتال الشعب الليبي وتجاوزت كل الحدود بقطع إمدادات المياه ومتطلبات الحياة الأساسية وهو ما يعتبر جريمة حرب وقد سبق له فعلها وسط تغاضي المجتمع الدولي عنها"، وفق كلامه.
انسحاب من قوات حفتر
في حين أكد المدون والناشط السياسي من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة أن "هذا السخط من قبل مجلس فزان ورئيسه قد يولد رفض جماعي لتواجد حفتر وقواته في المنطقة الجنوبية، وربما يمارس هذا حالة من الضغط على القبائل الجنوبية الموالية لحفتر من أجل سحب أبنائها من جبهات القتال ما يعني خسارة عدد كبير من مقاتليه".
اقرأ أيضا: حفتر يستخدم أوراقا جديدة للضغط على طرابلس.. هل ينجح؟
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "هذا الانسحاب وكذلك طرده من الجنوب سيكون بمثابة قطع خطوط الإمداد لقواته، وغلق خط قدوم المرتزقة الأفارقة، وهذا متوقع جدا نظرا لأن قدوم حفتر وقواته إلى المنطقة زاد من معاناة الجنوب الذي يعاني أصلا من تردي في كافة النواحي الاقتصادية والخدمية والأمنية"، كما قال.
نكسات متكررة
ورأى الصحفي الليبي من الجنوب، موسى تيهو ساي أن "أبوسبيحة ومجلسه تعرضوا لنكسات عديدة من قبل حفتر كشفت له شعارات الأخير الجوفاء والتي صدع بها رؤوس داعميه، وقد وعد هؤلاء بالأمن والأمان ورغد العيش لكنه الآن يقطع عنهم الماء والكهرباء".
وأضاف لـ"عربي21": "رغم تأييد هؤلاء لحفتر وإرسال أبنائهم للقتال معه، إلا أنهم تأكدوا أن الجنرال العسكري لايبالي بهم أو بأطفالهم ومزارعهم أو حتى بقتل المدنيين".
تهديدات جوفاء
من جهته، قلل المدون والكاتب من الشرق الليبي، فرج فركاش من أثر تصريحات أبوسبيحة، متوقعا أن قضية غلق المياه في هذا الوقت يخدم مصالح حفتر في خلق توتر وتذمر في العاصمة وما جاورها ضد خصومه في حكومة الوفاق".
واستدرك قائلا: "لكنه أيضا يخلق توتر في أماكن سيطرة حفتر ونتوقع ألا يستمر الوضع طويلا كون الوضع الصحي والانساني في ظل أزمة كورونا خاصة في العاصمة لا يسمح باستمرار ذلك، وهناك جهود تبذل في الخفاء من قبل شخصيات محسوبة على النظام السابق عسكرية ومدنية لإعادة ضخ المياه، كما نتوقع أيضا ضغوطات دولية على حفتر لإعادة فتح المياه"، حسب ما قاله لـ"عربي21".
حفتر يواجه خسائر متلاحقة بمحيط طرابلس.. ما السبب؟
مقتل قادة كبار في قوات حفتر.. كيف سيؤثر ذلك على قواته؟
دعم إماراتي جديد لـ"حفتر".. هل شجعه على فتح جبهات أخرى؟