أثار متحدث باسم مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، الذراع السياسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) غضبا كبيرا بين المعلقين السوريين، على خلفية مطالبته بقتل "مليونين" من سكان إدلب، في شمال غرب سوريا، بحجة أنهم "إرهابيون".
ورغم أن الحديث خلال برنامج تلفزيوني كان عن عدم وصول المساعدات الخاصة بمكافحة وباء كورونا إلى المناطق التي تسيطر عليها قسد في شمال شرق سوريا، إلا أن إبراهيم إبراهيم، المنسق الإعلامي لـ"مسد" في أوروبا، انتقل إلى مهاجمة ما قال إنه إيصال مساعدات إلى إدلب "التي تتحكم بها جبهة النصرة الإرهابية"، وكرر الفكرة عدة مرات خلال حديث في البرنامج.
ويشرف "مسد" على الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، ويهيمن عليه حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يعتبر بمثابة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وهو أيضا يمثل الواجهة السياسية للوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة ودول غربية.
وحين رد عليه المذيع في قناة "سوريا" المؤيدة للثورة السورية؛ بأن منظمة الصحة العالمية تعطي لـ"الناس في إدلب وفي شمال سوريا.. هناك مدنيون.. هل هؤلاء إرهابيون؟"، قال إبراهيم: "طبعا إرهابيون.. المتواجدون في إدلب إرهابيون".
وعاد المذيع ليسأله بأن هناك "أربعة ملايين في إدلب.. هؤلاء جمعيهم إرهابيون؟"، فرد إبراهيم: "إذا لم نقل الكل.. إذا لم نقل 75 في المئة، فمؤكد أن نصفهم إرهابيون.. ويجب قتلهم"، على حد تعبيره.
واعتبر أن جميع "من تسمونهم مدنيين هم عائلات الكتائب" الموجودة في إدلب والتي وصفها بـ"الإرهابية". وقال إنه حتى الرجال في سن الثمانين يدعمون الإرهاب، وأن الأطفال يرفعون أعلام داعش هناك، وفق قوله.
ومع محاولة المذيع إنهاء الحوار بسبب انتهاء الوقت، عاد المتحدث للقول: "إذا كان هناك أربعة ملايين في إدلب، فمليونان هم إرهابيون".
وأثارت كلمات المتحدث باسم "مسد" غضبا وانتقادات في صفوف النشطاء والإعلاميين السوريين، بينهم نشطاء أكراد، ودعوا لمقاضاته في الدنمارك حيث يقيم، بتهمة التحريض على القتل.
من جهتهم، هاجم نشطاء أكراد معارضون لقوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني؛ إبراهيم، واتهموه بأنه ينتمي للحزب المصنف على قائمة الإرهاب في أوروبا.
ولاحقا، أصدر "مسد" بيانا لم يصل فيه إلى حد التعهد بمعاقبة المتحدث باسمه، بل حمّل المذيع مسؤولة استفزاز المتحدث، قبل أن يعود المجلس لإصدار بيان جديد مساء الأربعاء، ليعلن إقالة إبراهيم من مهمته.
ورغم أن إبراهيم هو الذي انتقل للإشارة لإدلب دون سابق حديث عن المدينة، زعم بيان المجلس أن "مقدم البرنامج ألحّ في توجيه عدة اتهامات لسياسة "مسد" بطريقة مستفزة، الأمر الذي أخرج خطاب الزميل "إبراهيم إبراهيم" عن مجراه الصحيح وأبعده عن حقيقة موقف مجلس سوريا الديمقراطية الذي يرفض بشكل قاطع أي خطابات تحريضية ضد المدنيين السوريين"، بحسب البيان.
وقال البيان الصادر عن مكتب الإعلام في "مسد": "سنتخذ كل ما يلزم لمنع تكرار مثل هذه الأخطاء، ونتوجه بالاعتذار لجراحات كل المدنيين في سوريا الذين طالهم الأذى الأكبر طيلة سنوات الحرب المأساوية".
لكن المجلس هاجم في المقابل ما قال إنه "استغلال مثل هذه الأخطاء للتحريض ضده، بينما تستمر سياسات التضليل والتعتيم الممنهج تجاه مواقفه وخطابه الوطني والمخلص للقضية السورية"، على حد تعبير البيان.
خوفا من كورونا.. العفو الدولية تطالب بإطلاق المعتقلين بسوريا
مطالبات للسلطة الفلسطينية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين
تخوف من تفشي كورونا بين أردنيين وفلسطينيين تعتقلهم السعودية