نفذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا ما توعد به، إذ أعلن إيقاف تمويل منظمة الصحة العالمية، متهما إياها بالتحيز للصين، وبعدم القيام بدورها على أكمل وجه، ما يثير تساؤلات عن خطورة الخطوة وانعكاساتها.
وتأسست منظمة الصحة العالمية كهيئة صحية عالمية تابعة للأمم المتحدة في عام 1948 في أعقاب الحرب العالمية الثانية بتفويض لتعزيز الصحة العالمية والحماية من الأمراض المعدية وخدمة الضعفاء.
واستلهمت فكرة تأسيسها من المؤتمرات الصحية الدولية في القرن التاسع عشر التي أنشئت لمكافحة الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحمى الصفراء والطاعون، بحسب تقرير نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ويسعى برنامج المنظمة الحالي إلى إيصال الرعاية الصحية الشاملة إلى مليار شخص إضافي، وحماية مليار آخر من حالات الطوارئ الصحية وتحسين صحة وعافية مليار شخص آخرين.
ومن الناحية العملية، تعمل منظمة الصحة العالمية التي تعاني نقصا كبيرا في التمويل، كمركز لتبادل المعلومات والبيانات والتوصيات الفنية بشأن تهديدات الأمراض الناشئة مثل الفيروسات التاجية والإيبولا.
وتدعم المنظمة، التي بلغت ميزانيتها 4.8 مليار دولار في عام 2018، وأصبحت 5.7 مليار دولار عند إدراج حالات الطوارئ، القضاء على الأمراض الموجودة مثل الملاريا وشلل الأطفال وتعزز الصحة العامة العالمية.
وينقل التقرير عن آدم سكوت، الأستاذ المشارك في مركز دراسات الأمن الدولي بجامعة سيدني الأسترالية، قوله: "قد تتسبب الموافقة على قرار وقف التمويل، في إفلاس منظمة الصحة العالمية في منتصف معركتها مع الوباء".
ويضيف سكوت: "وقد يعني أيضا أن على منظمة الصحة العالمية تسريح بعض موظفيها، حتى في الوقت الذي تحاول فيه مساعدة البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في إنقاذ الأرواح".
اقرأ أيضا: مشادة بين ترامب ومراسل CNN.. بماذا هدده؟ (شاهد)
ويلفت سكوت، الحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة منظمة الصحة العالمية لتفشي السارس عام 2003، إلى أن القرار "يعني أيضا أن تكون منظمة الصحة العالمية أقل قدرة على تنسيق الجهود الدولية حول قضايا مثل أبحاث اللقاحات، وشراء معدات الحماية الشخصية للعاملين الصحيين، وتقديم المساعدة الفنية والخبراء لمساعدة البلدان على مكافحة الوباء".
وعلى نطاق أوسع، فإنها إذا قامت الولايات المتحدة بتمديد هذه التخفيضات لمبادرات صحية عالمية أخرى تنسقها منظمة الصحة العالمية، فمن المحتمل أن يتسبب ذلك في فقدان بعض البلدان المنخفضة الدخل القدرة على الحصول على الأدوية الحيوية والخدمات الصحية، ما يؤدي في النهاية إلى خسائر في الأرواح، بحسب سكوت.
وحتى قبل إعلان ترامب، فقد كانت المنظمة تبحث تخفيضات محتملة للبرامج التي تعاني من نقص التمويل بالفعل. ويمكن الشعور بهذه التأثيرات في البرامج المعقدة بالفعل بسبب فيروس كورونا، مثل التطعيم ضد الأمراض المعدية وبناء أنظمة الإنذار المبكر والمرونة للتعامل مع أمراض مثل الإيبولا في البلدان الأفريقية.
وتصف ديفي سريدهار، رئيسة الصحة العامة العالمية في جامعة أدنبره، قرار ترامب بأنه إشكالي للغاية، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تقود الجهود لمساعدة البلدان النامية على مكافحة انتشار "كوفيد-19".
وتضيف، بحسب تقرير "سبوتنيك": "هذه هي المنظمة التي تبحث تفشي الفيروس في بلدان أخرى وتقود الجهود لوقف الوباء. هذا هو بالضبط الوقت الذي يحتاجون فيه إلى المزيد من التمويل، وليس أقل".
90 ألف وفاة بـ"كورونا" حتى اليوم بالعالم.. و1.5 مليون إصابة
ترامب يهدد بتعليق مساهمة أمريكا بموازنة "الصحة العالمية"
وفيات كورونا بأمريكا تتجاوز الـ5 آلاف.. وعزل نيويورك قيد البحث