حذر جنرال إسرائيلي بارز، من خطورة مواصلة ربط المسار السياسي في البلاد وما يعانيه من تعثر، بالأزمة الصحية التي تسبب بها انتشار فيروس كورونا.
وقال رئيس معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات، جنرال احتياط عاموس، إن "المعركة ضد وباء كورونا تجري منذ ستة أسابيع بقيادة وزارة الصحة وبإدارة مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن ما اتخذ من قرارات بهذا الشأن يعتبر منحازا من الناحية السياسية، ويستدعي لجنة تحقيق مستقبلية".
ونوه يدلين في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إلى أن "نتنياهو ووزارة الصحة، ملزمان بأن يعرضا فورا ما الذي توصلا إليه في ضوء تطور المرض في إسرائيل، وكيف يعتزمان التصرف بعد استئناف النشاط الاقتصادي، رغم انتشار كورونا".
اقرأ أيضا: تظاهرة بـ"تل أبيب" ضد نتنياهو رغم تفشي كورونا (شاهد)
ولفت الجنرال يدلين إلى أن التعامل مع أزمة كورونا دفعت إلى استخلاص الدروس والعبر، أولها أنه "لا يمكن لمدير عام وزارة الصحة ورئيس الوزراء، أن يتخذا القرارات في مثل هذه الأزمة وحدها، وكان المطلوب وجود كابينت كورونا (الكابينت الإسرائيلي؛ هو المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر) يتشكل من وزراء على خبرة كافية، إذ لا يجب السماح للزاوية الصحية بأن تواصل التحكم وحدها بدفة السياسة".
وأضاف: "(ثانيا) الجهاز الصحي، حتى لو صمم سياسة صحيحة، فقد فشل في التنفيذ؛ فالوزارة ليست مؤتمنة على المشتريات، والفحوصات الواسعة، والتحقيقات الوبائية السريعة، والتحكم بمناطق العدوى العالية، وعليه فإنه يجب نقل هذه المهام لهيئات تعرف كيف تدير منظومات كبرى، مع ترك وظيفة الموجه المهني لوزارة الصحة".
وقال يدلين، إنه "(ثالثا) دون منظومة فحوصات واسعة وسريعة، لا توجد إمكانية للقطع الناجع لسلاسل العدوى، بما يضمن تنفيذ استراتيجية لتحرير الاقتصاد من الخناق".
وفي الوقت الذي أعلنت فيه الصحة عن ارتفاع عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في "إسرائيل" إلى 173، والإصابات إلى 13654 حالة، فقد رأى الجنرال (رابعا) أن "التركيز على وفيات كورونا فقط؛ تشويه فكري يجب إصلاحه؛ فماذا بالنسبة لمرضى السرطان والقلب والسكري ممن لم يعالجوا؟".
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون يبحثون تبعات كورونا العسكرية والأمنية
أما الدرس الخامس لتحسين الأداء، فقد نبه فيه إلى أنه في "ضوء وضع الفحوصات، فإن من الصعب الاعتماد على معطيات تفشي المرض، والرسم البياني الهام هو الرسم البياني للمرضى الخطيرين والخاضعين للتنفس الاصطناعي".
وأضاف: "وزارة الصحة أخافتنا حين عرضت أجهزة التنفس وكأنها كل شيء، وبشكل عملي، 5 في المئة فقط من أجهزة التنفس قيد الاستخدام، ومساحة الأمان التي أخذت غير مسبوقة، مقارنة بكل أزمة أخرى".
وشدد -في درسه السادس- على أهمية "المصداقية في مثل هذه الأزمات، وعدم إخافة الجمهور بإطلاق تحذيرات غير واقعية، كالتحذير من وصول أعداد الوفيات إلى مستوى إيطاليا، أو عدم الوضوح بشأن توفر معدات السلامة".
وأكد رئيس معهد بحوث الأمن القومي في درسه الأخير، أنه "بدون تخطيط دقيق فستدفع إسرائيل ثمنا باهظا؛ صحيا واقتصاديا؛ حتى في الخروج من الحجر".
كاتبة إسرائيلية: أضرار كورونا على الفلسطينيين ستنعكس علينا
صحفي إسرائيلي: فيديو يتسبب بفضيحة لنتنياهو أمام وزرائه
"يديعوت" تشكك بنجاح خطة نتنياهو الاقتصادية بزمن كورونا