سجلت تركيا على مدار يومين ماضيين، ارتفاعا بمعدل المتعافين على حساب الإصابات، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الوباء بالبلاد بدأ يأخذ منحنى أفقيا.
وأمس السبت، أعلن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، أن عدد المتعافين خلال الـ24 ساعة الماضية في تركيا بلغ 3 آلاف و845، متجاوزا عدد المصابين الذي بلغ ألفين و861.
وأكد أنّ إجمالي حالات الشفاء تجاوزت الـ25 ألفا، قائلا: "ثمة تراجع في عدد الإصابات بالمرض".
وفي وقت سابق، قال الوزير التركي، إن بلاده تحرز تقدما في مكافحة وباء كورونا، والمعطيات اليومية تشير إلى السيطرة على الفيروس.
وفي ظل التدابير التي اتخذتها الحكومة التركية في مكافحة الوباء، من تقييد للحركة بين المدن، ومنع للتجوال لأعمال معينة، فضلا عن الحظر نهاية الأسبوع، وغيرها من الإجراءات، فقد اتبعت وزارة الصحة طرقا معينة في التعامل مع المصابين في المستشفيات ما ساهم في ارتفاع معدل المتعافين.
وفي حوار مع الكاتب عثمان مفتو أوغلو، في صحيفة "حرييت"، كشف وزير الصحة التركي، العلاجات المستخدمة مع المرضى، مشيرا إلى أنهم لا يعتمدون على نوعية علاج واحدة فقط.
اقرأ أيضا: إصابات كورونا بتركيا تتجاوز 100 ألف واستقرار بمعدل الحالات
وقال الكاتب التركي، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن المؤكد والأساس، أن الجهود البطولية التي يبذلها "جيش الطواقم الصحية" في تركيا، هو العامل الأول في مكافحة الفيروس.
ونقل عن وزير الصحة، أن هناك عاملا فعالا آخر في نجاح الطواقم الطبية، وهو استخدام بروتوكول معين في معالجة المصابين.
وأشار قوجة، إلى أنه "بفضل طرق العلاج المتبعة، فقد فقدنا عددا قليلا جدا من المرضى منذ اليوم الأول، وقللنا فترة العلاج للمصابين، وارتفع عدد المتعافين في الأيام الماضية بشكل ملحوظ".
وفي ما يي موجز بنقاط خمس لهذا النجاح الذي تحقق في معالجة مصابي كورونا بتركيا:
أولا: التعامل المبكر مع المصابين بعقار الكلوروكين/ الهيدروكلوروكين
وقال وزير الصحة: "نطالب كل من لديه شكاوى من حمى والتهاب بالحلق، أو السعال وغيرها من الأعراض، بالحضور إلى المستشفى، وعلى عكس الدول الأخرى التي تبلغ مواطنيها (خذ مخفض حرارة، وابق في منزلك)".
وأضاف نبدأ بالعلاج بالكلوروكين، دون النظر إلى نتائج الاختبار.
ثانيا: المضاد الحيوي "أزيثرومايسين"
وإلى جانب "الكلوروكين"، لفت الوزير إلى استخدام المضاد الحيوي "الأزيثرومايسين"، لكن "بطريقة واعية، وكنا مبكرين في استخدامه عن بعض الدول الأخرى"
وأكد أنه كان عاملا هاما، أثر على معدل نجاحنا في العلاج.
ثالثا: "فافيبيرافير" مهم للغاية
وأوضح، أنه يتم استخدام دواء "فافيبيرافير"، الذي استخدمته الصين لأول مرة لعلاج المصابين الموجودين في العناية المكثفة.
وأشار إلى أن تركيا تستخدم هذا الدواء في مرحلة مبكرة، عندما يبدأ المريض بالشكوى بضيق التنفس، وانخفاض كثافة الأوكسجين، وفي المرحلة الأولى من تليف الرئة.
وأكد على أن تركيا بهذه الطريقة، حققت نجاحا "مسبقا"، لأنها استراتيجية مهمة، من أجل المرضى بالعناية المكثفة، ومن هم تحت أجهزة التنفس.
رابعا: دعم المريض بالأكسجين المضغوط
وأضاف الوزير التركي: "وخلافا للممارسات المعروفة والروتينية، نقوم بتقديم الدعم بالعلاج بالأكسجين عالي الضغط لمرضانا، الذين يعانون من ضيق التنفس في وقت مبكر جدا".
وأكد على أنها واحدة من الاستراتيجيات الرائدة والمختلفة التي تعتمد عليها، لافتا إلى الانخفاض الكبير في عدد الوفيات من المصابين بالفشل الرئوي، بفضل هذا التطبيق.
اقرأ أيضا: سي أن أن: هذه استراتيجية تركيا للتغلب على كورونا
خامسا: تغيير وضعية المريض بهذه الطريقة
وأوضح قوجة، أنه بالإضافة لدعم المريض بالأكسجين المضغوط، من أجل زيادة تركيز الأكسجين بالدم، يتم اتباع خيار ثان ومختلف، وهو تسهيل تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الرئتين، من خلال تغيير وضعية المريض وتنويمه على بطنه، للمرضى الذين يمكثون في العناية المكثفة، والذين يعانون من ضيق شديد في الجهاز التنفسي.
وأشار، إلى أنهم رصدوا ارتفاع كثافة الأكسجين بالدم وجزء كبير من الرئتين إلى مستويات مرضية، نتيجة التغيير البسيط في الوضعية.
ولفت إلى أن هذا التطبيق البسيط الذي تستخدمه تركيا منذ بداية الوباء، بدأت بعض الدول بتنفيذه في الأسبوع الماضي.
متى تبلغ ذروة كورونا في تركيا.. وهل مصيرها كأوروبا؟
"أوز" يحذر من عودة "كورونا" بعد الصيف ويشيد بجهود تركيا
إجراءات مرتقبة بإسطنبول.. هذه مناطق مهددة بشكل أكبر فيها