سياسة عربية

مسيرة "افتراضية" بموريتانيا دعما لـ"عبيد" سابقين

جاء أول إلغاء حقيقي للعبودية في موريتانيا عام 1982- جيتي

نظم موريتانيون مسيرة "افتراضية" دعما لعبيد سابقين، بعد إلغاء مسيرة كانت تقام سنويا نظرا لتفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".

وكانت تنظم سنويا من قبل "الميثاق من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين" الذي قرر أن ينظم مسيرة افتراضية هذا العام.

و"ميثاق الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين" هو تجمع يضم فاعلين سياسيين ومدنيين من شريحة "الحراطين" من مشارب سياسية وفكرية مختلفة، وقد تأسس الميثاق سنة 2014 بهدف رفع "التهميش" عن تلك الشريحة وتحسين ظروفها من جميع النواحي.

وينقسم المجتمع الموريتاني عرقيا إلى مجموعتين: عرب وزنوج، بينما تنقسم المجموعة العربية إلى عرب بيض (البيظان) وعرب سمر (الحراطين)، تضم المجموعة الزنجية 3 مكونات هي البولار والسونيكي والولف.

وقال رئيس التجمع، العيد ولد محمد، إنهم قرروا تنظيم مسيرة افتراضية هذه السنة للمطالبة بالإصلاح العقاري لضمان المساواة.

 

اقرأ أيضا: برقية تهنئة من رئيس موريتانيا للأسد.. الأولى منذ توليه منصبه

وأضاف في تسجيل نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي "التجمع جاء لنصرة المظلومية التاريخية التي تعرض لها لحراطين، والمتعلقة بالعبودية وآثار العبودية، والمجال العقاري يظهر فيه تهميش هذه المكونة".

وتفاعل العديد من السياسيين والنشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع المسيرة الافتراضية.

ودون العديد من السياسيين والنشطاء تحت هاشتاغ "#الإصلاح_العقاري_في_موريتانيا_ "، مطالبين بإنصاف شريحة الأرقاء السابقين بالإصلاح العقاري في موريتانيا.

 

 

 

 

وأعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، الإسلامي المعارض، دعمه للمسيرة.

وقال في بيان له إن دعمه للمسيرة "يأتي تحقيقا لقيم الحزب ومنطلقاته في العمل على إقامة العدل وتحقيق الحرية، واستمرار لمواقفه الريادية في محاربة العبودية ومخلفاتها، وفي السعي لإقامة العدل وحماية الوحدة الوطنية".

ويعود تاريخ الجدل حول العبودية في موريتانيا إلى السنوات الأولى لاستقلال البلاد بداية ستينيات القرن الماضي، حينما كانت العبودية تنتشر بشكل علني بين فئات المجتمع كافة، سواء تعلق الأمر بالأغلبية العربية أو الأقلية الإفريقية.

وجاء أول إلغاء حقيقي للعبودية عام 1982، خلال حكم الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة، لكن وبعد مرور سنوات، يقول نشطاء حقوق الإنسان، إن حالات عديدة من العبودية ظلت قائمة، وممارسة بشكل فعلي في أنحاء موريتانيا.

ويتحدث ناشطون موريتانيون عن وجود حالات من الرق في البلاد، من مظاهرها استخدام بعض الأرقاء للعمل في المنازل ورعي المواشي، دون أجر.

لكن الحكومة ترفض ذلك بشدة، وتقر بوجود "مخلفات" للرق، وأقرت في 2015 قانونا معدلا يجرم الاسترقاق، وتنص مادته الثانية على أن الاستعباد "يشكل جريمة ضد الإنسانية غير قابلة للتقادم".