أكد خبراء أتراك، أن إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر نفسه، حاكما لليبيا، يهدف لتقسيم البلد الأفريقي، والالتفاف على اتفاق الحدود البحرية بين طرابلس وأنقرة، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن اعلانه هو بمثابة "يأس" بعد هزائمه الأخيرة.
وقال السفير التركي المتقاعد أولوش أوزولكير، إنه وبعد تقديم تركيا الدعم اللوجستي والاستخباري اللازم لحكومة السراج بطرابلس المعترف بها دوليا، تغيرت موازين القوى في ليبيا.
القبائل وتغيير مواقفها
وأضاف في حوار مع صحيفة "حرييت"، وترجمته "عربي21"، أن القبائل التي كانت في السابق تقف في صف حفتر، غيرت مواقفها بعدما رأت المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق بدعم تركي.
وأشار إلى أن حفتر وبعد معاينته للتقدم العسكري الملحوظ في الغرب الليبي لحكومة الوفاق، رغب بفرض أمر واقع، مستغلا انشغال العالم والمنظمات الدولية بمكافحة جائحة كورونا.
اقرأ أيضا: إعلان حفتر يهدد "تحالف الشرق".. وبوادر انقسام في الأفق
وأضاف أن خطوة حفتر، تأتي مقدمة لتقسيم ليبيا لقسمين (شرقي وغربي)، وهو ما ترفضه تركيا ومن قبلها المجتمع الدولي وغالبية الليبيين.
بدوره قال الخبير العسكري، عبد الله أغار، لصحيفة "حرييت"، إن الخطوة التي قام بها حفتر، تأتي لصالح الدول التي انزعجت من مذكرة التفاهم المبرمة بين تركيا وحكومة السراج، وخاصة الإمارات واليونان.
وأضاف أن خطوة حفتر ما هي إلا محاولة لإضفاء الشرعية على حضوره وقواته، تمهيدا لتنفيذ مشروع التقسيم الذي بات هدفا أساسيا له، ليصار بعده لنقض التفاهمات والاتفاقات بين أنقرة وطرابلس.
واستدرك بالقول، إن رفض الدومل الداعمة او تحفظها على إعلانه، شكل صفعة له، ومنحت حكومة الوفاق المعترف بها دوليا قيمة مضافة وقوة .
من جهته، أشار الأكاديمي التركي، نهاد أوزجان، إلى أن حفتر يريد أن يضفي على نفسه الشرعية، وأنه السياسي والزعيم الشرعي الوحيد لكل ليبيا، بعد أن كان "زعيم حرب أهلية".
وأضاف أن بعض الدول المؤيدة قدمت له المشورة في هذا الاتجاه، كما أنه يريد أن يسرق المكاسب التي حققتها حكومة السراج، بإعلان نفسه المالك الرسمي لليبيا.
الكاتب التركي، اتشيتينار اتشيتين، قال إنه خلال الأيام الماضية، تمكنت حكومة الوفاق وبمشهد متسارع من السيطرة على غرب البلاد، ما ساهم في كسر الهجمات العنيفة التي كان يشنها حفتر على العاصمة طرابلس.
اقرأ أيضا: الإمارات تعلق على إعلان حفتر.. وترفض "التدخل التركي"
الفوضى على الأبواب
وأضاف في تقرير على صحيفة "خبر ترك"، وترجمته "عربي21"، أن الوضع في ليبيا يتخذ بعدا بالغ الخطورة، في ظل التناقضات الدولية والإقليمية في البلد الأفريقي.
وشدد على أن بلد عمر المختار، على وشك الانقسام، وأصبحت الفوضى على الأبواب بعد تنصيب حفتر نفسه حاكما هناك .
وأشار إلى أنه وبالوقت الذي اتخذ فيه حفتر خطوته، أبدت موسكو (الحليف السابق) انزعاجها من ذلك، وأدانت ذلك علنا، ما عرضه للعزلة الدولية.
إعلان يأس
وأكد على أن حفتر بعد الهزائم الأخيرة التي تلقاها، يريد تعويض فشله بالسيطرة على السلطة بالسلاح،ومن خلال التنصل من اتفاق الصخيرات السياسي.
وأضاف، أن تركيا لم ولن تفتح قنوات حوار مع حفتر، كما فعلت منذ البداية، وستواصل دعم حكومة الوفاق التي يترأسها السراج، ولن توافق على شرعنة وجود حفتر في المستقبل بالمحافل الدولية.
ورأى أن خطوة حفتر، عنوانها اليأس الذي يشعر به، وخشيته من مصير مشابه للقذافي، بالوقت الذي بدأت القبائل التي كانت تدعمه بالتخلي عنه.
ولفت إلى أن زعماء القبائل يتهمونه بقتل شبابها دون جدوى في عدوانه المتواصل على طرابلس، حيث لم يعد يمر يوم دون تشييع جنازات .
اقرأ أيضا: بعد تنصيب نفسه حاكما للبلاد.. هل استعجل "حفتر" نهايته؟
ونوه إلى وجود توتر كبير بين حفتر ورئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح، لافتا إلى أن بعض الإمارات الخليجية، مازالت تقدم له الدعم العسكري والمالي، كما أن رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي اتخذ خطوات للوراء، إلى جانب فرنسا التي بقيت صامتة.
وأكد على أن تركيا التي قدمت الدعم لطرابلس منذ أيلول/سبتمبر الماضي، يبدو أنها المنتصر الرئيسي في ساحة ليبيا.
وختم بالقول، إن مشاركة تركيا في العملية الليبية، وإسهام الاتفاقات الموقعة مع طرابلس في المعادلة الإقليمية أصبح أمرا ملموسا ومشاهدا.
صحيفة: أبو ظبي تستغل كورونا لتعزيز أنشطتها العدائية بالمنطقة
دول عربية تعتزم المشاركة بمناورات تركية بـ"المتوسط".. تفاصيل
موقع تركي: أمريكا أنشأت معسكرا لتدريب قوات حفتر ببنغازي