قالت صحيفة "معاريف" العبرية الجمعة، إن مصادر سياسية إسرائيلية، تُقدّر بأن دخول رئيس "أزرق أبيض" بيني غانتس المرتقب لمنصب وزير الجيش في حكومة الطوارئ، كفيل بأن يرفع في إسرائيل الاستعداد لتنفيذ صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"
أن غانتس يحمل التزاما عميقا بهذه المسألة، خصوصا أنه كان رئيس هيئة الأركان حينما
تم اختطاف هدار غولدن وأورون شاؤول، مؤكدة أنه حتى قبل أداء الحكومة اليمين الدستوري،
جرى البحث الأول من نوعه منذ الحرب على غزة 2014، بين رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو واللجنة الوزارية المختصة بالأسرى والمفقودين.
ورأت أن هذا البحث يؤشر إلى الجدية الإسرائيلية
للتقدم بشكل ملموس بشأن الصفقة مع حركة حماس، مشيرة إلى أن "إسرائيل ستدفع
أثمانا في إطار الصفقة المحتملة (..)، غير أن الواقع الحالي يُظهر أن الساحة
السياسية تستقر، وأن مسؤولية الصفقة تنقسم بين رئيس الوزراء ووزير دفاعه، ما يخلق
ظروفا أفضل للتقدم الإسرائيلي".
واستدركت الصحيفة: "نتائج الاجتماع الأخير بين
نتنياهو واللجنة الوزارية المختصة بالأسرى والمفقودين، بشأن المفاوضات مع حماس، لا
تعبر في هذه المرحلة عن أي تقدم جديد (..)، باستثناء ما تم الإشارة إليه الأسبوع
الماضي من وجود اتصالات متقدمة لإنجاز الصفقة".
واعتبرت الصحيفة أن "الكرة الآن في يد حماس،
والتقدم الإضافي منوط برد فعل الحركة"، مؤكدة أنهم في الأيام الأخيرة يبقون
على صمت مطبق في موضوع صفقة تبادل الأسرى.
وذكرت الصحيفة أن "مصادر سياسية إسرائيلية
تعتقد أن المسافة لإنجاز الصفقة لا تزال واسعة، ولكن التجربة الماضية تفيد بأنه
يتحقق اختراق في الطريق، والوتيرة كفيلة بأن تتطور بسرعة"، منوهة إلى أن
الفكرة التي بلورتها إسرائيل قبل شهر تجاه الصفقة، تقضي بتقديم تسهيلات إنسانية
واسعة لغزة لمواجهة وباء كورونا، إلى جانب مبادرات طبية وأعمال أخرى كفيلة باختراق
الطريق إلى الصفقة.
اقرأ أيضا: فتح الطريق لصفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل؟!
وتابعت "معاريف": "هذه المبادرات
فتحت نافذة فرص نادرة، يجب استغلالها، بعد سنوات من الجمود التام".
من جانبه، رأى المختص بالشأن الإسرائيلي مأمون أبو
عامر، أن "الإعلان الإسرائيلي عن اجتماع نتنياهو باللجنة المختصة بالجنود
المفقودين، لمناقشة مصير الجنود الأسرى لدى حماس، جاء كإشارة رسمية أولى على وجود
اتصالات بين الطرفين منذ انتهاء حرب 2014، التي سقط خلالها جنديان إسرائيليان
أسيرين لدى كتائب القسام في غزة".
وأشار أبو عامر في مقال اطلعت عليه
"عربي21" إلى أنه "منذ ذلك الوقت، تبنت الحكومة الإسرائيلية سياسة التعتيم
المطلق على المسألة، وأقامت جدارا من الصمت المطبق على المسألة، وتبنت الحكومة موقفا
واحدا لا رجعة فيه؛ أن الجنود قد قتلوا، وأن ما لدى حماس فقط جثث أو أشلاء، وأنها لن
تفاوض على أشلاء مقابل أسرى فلسطينيين فقط لتبادل جثث مقابل جثث لشهداء فلسطينيين".
وتابع: "بالرغم من محاولات حماس كسر الصمت الإسرائيلي،
سواء بالبيانات أو الفيديوهات التي تعطي إشارات واضحة يقيمها ذوو الجنود الأسرى، إلا
أن الجانب الإسرائيلي طوال سبع سنوات مضت رفض التعامل مع رواية حماس، وفرض حظرا شاملا
على وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنواعها كافة، على مناقشة الموضوع أو تقديم تحليلات حول
الموضوع، طوال السنوات السبع اكتفت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بالنقل باقتضاب شديد
عن وسائل إعلام عربية أو فلسطينية حول التصريحات التي تصدر من طرف حماس بهذا الصدد".
وأكد أبو عامر أنه "عند إجراء إحصاء كمي ونوعي لما
ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية من مقالات وتقارير خلال الشهر الأخير، فإن المراقب
يجد فارقا كبيرا في عدد المقالات والتقرير والتحليلات في هذا الشهر مقارنة مع السبع سنوات الماضية كلها".
وبحسب تقدير المختص بالشأن الإسرائيلي، فإن ذلك يشير
إلى أن "نتنياهو بدأ مرحلة جديدة في التعامل مع المسالة، وأن جدار الصمت قد انهار"،
معتقدا أن الإعلان هذه المرة يشير إلى وجود ما يمكن الحديث عنه.
معاريف: اتصالات متقدمة لإنجاز صفقة تبادل أسرى مع حماس
هذه تحديات أشكنازي في حال توليه وزارة خارجية الاحتلال
نتنياهو وغانتس يوقعان اتفاقية لتشكيل حكومة طارئة.. تفاصيل