قالت صحيفة "لوس أنجليس
تايمز" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يظهر أبدا تعاطفا مع ضحايا
كوفيد-19 في بلاده.
وفي تقرير أعده كريس ميغيرين
وإيلي ستوكولس قالا فيه إنه "لعدة أسابيع انتشرت مظاهر الحزن في عموم البلاد
حيث مات المئات ثم الآلاف ثم عشرات الآلاف جراء كوفيد-19 وذلك في أكثر الأمراض
القاتلة التي تنتشر في البلد". وأضافا في تقرير ترجمته "عربي21": لكن
الرئيس عندما غادر العاصمة واشنطن،
الثلاثاء، لأول مرة فإنه لن يذهب لزيارة العائلات المحطمة كما يفعل عادة الرؤساء
وقت الأزمات الوطنية، ولن يقدم العزاء لعائلات الضحايا أو يطيب خاطر الناجين. بل سيزور
مصنعا يقوم بصناعة الأقنعة في فونيكس".
وتضيف الصحيفة: "وفيما
قرر حاكم أريزونا تمديد مدة البقاء في البيت حتى15 أيار/ مايو إلا أن بعض التجار
ومسؤولين في الشرطة قرروا تحدي القرار والاستماع لدعوات ترامب الداعية لفتح
التجارة والأسواق من جديد".
وتؤكد الصحيفة أن مخاطر العودة المتسرعة للحياة
الطبيعية بدت يوم الإثنين في التقارير التي قالت إن إدارة ترامب تتوقع زيادة في
حالات الوفيات هذا الشهر. وسيصل عدد الوفيات في بداية حزيران/ يونيو إلى 3.000
حالة يوميا، وذلك بحسب مذكرة داخلية حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز"
أي بزيادة الضعف للرقم الحالي وهو 1.750 تقريبا. وقال البيت الأبيض إن التوقعات
الجديدة قامت على الدراسات المسحية التي قامت بها وكالة الطوارئ الفدرالية".
وحول تعاطف الرئيس مع
المواطنين قالت الصحيفة إنه "صحيح أن الوباء لا يسمح للرئيس بمعانقة الناجين
ويعطي فرصا محدودة للتجمعات التي قد تنشر الفيروس. ولا توجد جنازات عامة يمكن
للرئيس التحدث فيها كما فعل باراك أوباما بعد الهجوم العنصري على كنيسة تشارلستون في ساوث كاليفورنيا في حزيران/يونيو
2015. كما لا يمكنه الانضمام إلى العاملين في الطوارئ بغرفتهم بنيويورك كما فعل جورج
دبليو بوش مع المسعفين الذين كانوا يعملون للرد على هجوم 9/11. ولكن ترامب قبع في
البيت الأبيض وأبعد نفسه عن معاناة الأمريكيين. واستقبل عددا من قادة التجارة
والمشرعين وغيرهم من الزوار وليس من بينهم أي مجموعة من الناجين".
تؤكد الصحيفة: "كان
غياب التعاطف في أعلى حالاته في الأيام الأخيرة من خلال التلاعب في أرقام الضحايا
البالغ عددهم 70.000، فبعدما قال يوم
الجمعة إن "مجمل موتانا، أرقامهم بمعدل مليون شخص هي قوية جدا جدا"،
ولكنه عاد يوم السبت وقال إن الفضل يعود لإدارته لأنها منعت حدوث وفيات كبيرة.
وقال "لو لم نقم بعمل الحد الأدنى لوصلت الوفيات إلى مليون، مليونين، ثلاثة
أو أربعة أو خمسة ملايين في الحد الأدنى". وبعدما نشر جورج دبليو بوش فيديو
يوم السبت دعا فيه الأمريكيين على التخلي
عن التحزب والعمل معا لمحاربة الوباء هاجمه ترامب لأنه ظل ساكتا طوال فترة
محاكمته. ثم زعم في مقابلة مع فوكس نيوز في قاعة لينكولن إنه عومل أسوأ من الرئيس
الذي اغتيل. وقال "دائما ما قالوا لم تتم معاملة أسوأ من لينكولن وأعتقد أنه
تمت معاملتي أسوأ منه". وفي أثناء الإيجازات الصحفية اليومية تجنب ترامب
الحديث عن التعاطف مع الضحايا مع أنها موجودة في الإيجازات المكتوبة. وعندما سئل
في 30 نيسان/ إبريل إن كان سيقود لحظة عزاء وطنية لم يجب مباشرة وأكد بدلا من ذلك
على تصميمه "لا أعتقد أن أحدا يمكنه الشعور بالحزن حول وفاة ودمار لا داعي
له، لا أحد" ثم انتقل للحديث عن ضرورة تخفيف الإغلاقات العامة من أجل إنعاش
الاقتصاد. وقبل يومين سأل صحفي ترامب إن كان قد تحدث مع عائلات فقدت أفرادا بسبب
الفيروس وإن كان تأثر بالقصص التي سمعها
أجاب: "تحدثت مع ثلاث، وربما أربع عائلات لا علاقة لها بي"، مضيفا:
"فقدت صديقا عزيزا وفقدت أيضا ثلاثة أصدقاء
آخرين، اثنين لم أعرفهما جيدا ولكنهما كانا صديقين وتعاملت معهما تجاريا.. كان
موتا سيئا" ثم انتقل لموضوع مريح وهم الشباب الذين لا يتأثرون كثيرا بالفيروس
قائلا: و"لهذا السبب يمكننا البدء والتفكير بإعادة فتح المدارس".
وقبل أسبوعين جلس ترامب مع
عدد من الذين تعافوا من المرض، حيث أخذ يتحدث عن عقار للملاريا يمكن استخدامه
لمكافحة الفيروس. ولم يركز ترامب على وفاة كاريموايتست، الممثلة عن ولاية ميتشغان
قائلا إنها فقدت عددا من أفراد عائلتها لكوفيد-19 وأجاب "هل تمزح".
وترى الصحيفة أن اهتمام
ترامب بصورته وسط المخاطر التي تعاني منها الدولة كان سببا في تراجع شعبيته مقارنة
مع دعوة بوش الالتفاف حول العلم أثناء هجمات 9/11.
ويرى تيموتينفتالي استاذ
تاريخ الرؤساء بجامعة نيويورك إن ردود ترامب "تؤكد عدم التعاطف وعدم الاهتمام
لتطوير إجماع وطني يساعد على التعافي وأنه بحاجة لكي يركز انتباه وعدم استعداده
مشاركة الضوء مع الأبطال الحقيقيين"، مضيفا: "دونالد ترامب ضحية قصوره
ونحن ندفع الثمن".
وقد يعوض عدم تعاطفه مع
الضحايا إمكانية انتخابه مقارنة مع جوزيف بايدن الذي تحدث بشكل واسع وكتب عن مأساة
عائلته والقضايا التي تهم الناخبين. وبعد انتخابه في مجلس الشيوخ عام 1972 ماتت زوجته وابنته في حادث سيارة وتوفي ابن له عام
2015 بعد إصابته بسرطان الدماغ. وعاش ترامب مأساة عائلية عندما مات أخ له كان
مدمنا على الكحول في عمر الـ 42 عاما في عام 1981 لكنه نادرا ما تحدث عنه.
ختتم الصحفيان تقريرها
بالقول إن ترامب "يخشى المرض ويعتبره دليل ضعف ولذلك يحاول تقديم صورة الرجل
القوي والنشط، وعادة ما عنف مساعدين له يعطسون بجانبه. ورفض ارتداء القناع رغم
التعليمات الصارمة في زمن الوباء".
اقرأ أيضا: استمرار انتشار كورونا عالميا.. وترقب للعلاجات (ملخص)
ذا انترسيبت: ترامب يقدم معلومات "سخيفة" عن كورونا دون دليل
فورين أفيرز: جائحة كورونا تُسرع التاريخ لكنها لن تغير شكله
WP: مرة ثانية يكشف ترامب عن تهوره