تعكف جمعية مصارف لبنان على صياغة خطة إنقاذ مالي لتفادي شطب رأسمال البنوك اللبنانية بالكامل كما هو منصوص عليه في برنامج حكومي.
وانتقدت الجمعية الخطة التي اعتمدتها الحكومة في الأسبوع الماضي وقالت إنها "تمعن في تقويض الثقة" في بلد مثقل بشدة بالدين ويواجه انهيارا اقتصاديا وماليا.
وتهدف الخطة الحكومية، التي ستشكل أساس محادثات بشأن مساعدة مالية مع صندوق النقد الدولي، لإخراج لبنان من أزمة تعتبر أكبر تهديد للاستقرار منذ الحرب الأهلية التي اندلعت بين 1975 و1990.
وقال رئيس جمعية مصارف لبنان، سليم صفير، لرويترز أمس الثلاثاء "تتجاهل الخطة الحكومية القطاع المصرفي تماما" مضيفا أن البنوك تريد مناقشة اقتراحاتها مع خبراء الحكومة "لإعادة تكوين الثقة من أجل إنشاء لبنان جديد".
وذكر أن اقتراحات المصرفيين ستعلن في غضون أسبوع أو عشرة أيام.
وظلت البنوك اللبنانية مقرضا أساسيا للحكومة على مدى عقود وساهمت في تمويل بلد يعاني من الهدر والفساد وتخلف عن سداد دين سيادي لأول مرة في مارس آذار.
وقالت جمعية مصارف لبنان في الأسبوع الماضي إن الخطة الحكومية تلقي باللوم عن الأزمة على عاتق البنوك بشكل مجحف وتتبنى أسلوبا عقابيا في التعامل مع القطاع وبالتالي مودعيه.
ونتج عن الأزمة أنه حيل بين المودعين ومدخراتهم إلى حد كبير وفقدت العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها منذ أكتوبر تشرين الأول حيث تفاقم شح الدولارات.
وبموجب الخطة الحكومية، سيجري شطب رأسمال البنوك اللبنانية مع تلقي إنقاذ مالي كامل من المساهمين.
اقرأ أيضا: دياب يحذر من خطورة الأوضاع في لبنان.. ويعرض خطته المالية
ويبلغ رأس المال المجمع للبنوك اللبنانية 31 تريليون ليرة لبنانية أو ما يعادل 20.6 مليار دولار بسعر الصرف الرسمي 1507.5 ليرة مقابل الدولار أو 8.9 مليار دولار بسعر صرف أقل يبلغ 3500 ليرة مستخدم في خطة الحكومة.
وتدعو الخطة لإعادة رسملة القطاع المصرفي وهي مهمة يقول مصرفيون إنها لن تكون سهلة نظرا للأزمة المالية التي يعاني منها لبنان. وقد تضطر البنوك التي تعجز عن جمع رأس مال جديد للتوقف عن العمل ما يزيد من تضرر الاقتصاد.
وقال صفير إن اقتراح الحكومة بشأن رأس مال البنوك "سلبي للغاية" مضيفا أنه كانت هناك سبل أخرى لحل المسألة. وامتنع عن ذكر تفاصيل بشأن اقتراح البنوك.
وتابع "نتحدث عن وضع خطة جديدة مع الحكومة على أن تحافظ هذه الخطة الجديدة بكل الوسائل على الحد الأدنى من رأس المال (في البنوك) الضروري لبدء دورة اقتصادية جديدة".
وقال "الاقتصاد في سائر أنحاء العالم في وضع سيئ للغاية وهو ما من شأنه أن يجعل جلب مساهمين جدد للاستثمار في النظام المصرفي اللبناني اليوم أو غدا أمرا شديد الصعوبة ويتعين أن نعتمد على ما لدينا".
وتتوقع خطة الحكومة انكماش الاقتصاد اللبناني 13.8 بالمئة في 2020 و4.4 بالمئة في 2021 قبل أن يبدأ تعافيا تدريجيا يشهد نموا اقتصاديا بنسبة 3.1 بالمئة في 2024.
وقال صفير "لا يمكن تحقيق شيء مستدام بدون القطاع المصرفي" مضيفا أن خطة المصرفيين "أكثر واقعية" عن أفكار الحكومة التي قال إنها تعتمد على مساعدة مالية دولية لا تبدو وشيكة حتى الآن.
هكذا انهار اقتصاد لبنان.. هل تسعفه خطة الإصلاح الحكومية؟
فندق شهير بلبنان يغلق نهائيا جراء الأزمة الاقتصادية
صندوق النقد يستعد "لمساعدة سريعة" للبنان