حذر مجموعة من الباحثين الأمريكيين، من الارتفاع الكبير للوفيات والإصابات جراء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، في حال رفعت الإغلاقات والإجراءات المواجهة للفيروس، وعادت الحياة إلى طبيعتها، متوقعين هذه "الانتكاسة" في نهاية الشهر الجاري، بعد بدء بعض الدول في تخفيف القيود.
وقال الباحثون في تقرير نشرته صحيفة "ذي
نيويوركر" الأمريكية وترجمته "عربي21"، إن "معظم الولايات الأمريكية ليست في
وضع جيد يسمح لها بإعادة فتح اقتصاداتها، والسيطرة في الوقت نفسه على انتشار عدوى
كوفيد-19"، مشيرين إلى أن أحد السيناريوهات يرجح ارتفاع متوسط الوفيات بشكل
أكبر من الحالي.
وأكد التقرير أن إعادة الحياة لطبيعتها ورفع القيود
في الوقت الراهن يشكل خطرا كبيرا، موضحا أنه لا يوجد الكثير من البيانات، لأن
الحالات التي يتم تأكيدها اليوم، تكون فعليا قبل أسبوعين، نظرا لوجود تأخير في
النظام، ورؤية غير مكتملة للغاية، لما حدث في الماضي من انتقال للفيروس.
واستدرك التقرير بقوله: "لكن رغم هذا الغموض،
فإننا لا نعرف حقا ما الذي سيفعله المجتمع في المستقبل، وكيف ستكون الآثار القوية
لانتقال الفيروس"، منوها إلى أن تخفيف القيود وفتح اقتصادات الدول، سيزيد من
فرص الاتصال والانتقال.
اقرأ أيضا: تأكيد أممي بتعرض المسلمين لاعتداءات بذريعة "كورونا"
ورأى أنه رغم إعلان عدد من الدول عن إجراءات لتخفيف
القيود وفتح الشركات، إلا أن الكثير من الناس سيتردد في الذهاب، لفقدانهم الثقة في
نقطة الحفاظ على المسافات الاجتماعية، التي تقلل فرص العدوى وانتقال الفيروس،
متسائلا: "متى سيكون من الآمن إنهاء الإغلاقات التي فرضتها جائحة
كورونا؟".
وشدد التقرير على أن إعادة الفتح لن تحقق أي مكاسب
على الإطلاق في وقف العدوى، لأنه سنرى استرخاء تدريجيا من الناس تجاه الالتزام
بتعليمات التباعد الاجتماعي، لافتا إلى أن هناك زيادة في نسبة الإصابات الأمريكية
بالفيروس تقارب عشرة بالمئة كل أسبوع.
وذكر أن الانتقادات الموجهة من معارضي الإغلاقات،
أنه "في البداية فرضت الإجراءات لتسوية المنحنى، والآن المنحنى تقريبا شبه
مسطح، فلماذا لا يمكننا إعادة فتح الاقتصاد؟"، معتقدا أن "مناقشة كيفية
إعادة الفتح مهمة جدا، لكن من المهم أن نعرف أن الصورة غير متسقة تماما".
وألقى التقرير باللوم في أزمة كورونا وتحديدا في
الولايات المتحدة، على مسألة "غياب القيادة"، مبينا أن "بعض الدول
التي ستخفف قيودها قد تجد نجاحا، لأنهم ينفذون الإجراءات بشكل صحيح، ما سيؤدي إلى
انفتاح وتحفير محدود للاقتصاد، لكن هذا الوضع لن يكون مثل الحياة الطبيعية
القديمة".
وتابع: "أعتقد أننا سنبقى عالقين في الولايات
المتحدة، ما لم نذهب بشكل استباقي إلى نمط يبدو أنه نجح في أماكن أخرى، وسيكون من
الأفضل أن نستثمر أكبر في الاختبار، لتضييق الخناق على مرض كورونا، قبل إعادة فتح
الاقتصاد".
ذا انترسيبت: ترامب يقدم معلومات "سخيفة" عن كورونا دون دليل
"تريبيون": كارثة اقتصادية على الأبواب لهذه الدول جراء "كورونا"
متى ستلغى قوانين التباعد الاجتماعي بسبب فيروس كورونا؟