عثرت سلطات مطار "هيثرو" في لندن، منتصف العام الماضي، على نحو 190 قطعة بدت وكأنها أثرية، داخل صندوقين معدنيين تم شحنهما من البحرين إلى المملكة المتحدة.
وذكّر تقرير نشرته شبكة "سي أن أن" الأمريكية بأن القطع كانت عبارة عن ألواح طينية، وتماثيل، وأواني من بلاد ما بين النهرين، أي العراق الحديث، ويعود تاريخها إلى حوالي 2000 قبل الميلاد و500 قبل الميلاد.
ولكن، بحسب التقرير، فإنه سرعان ما أثارت هذه الشحنة الشكوك بينما قام خبراء من المتحف البريطاني بتحليل القطع.
وصرح المتحف في بيان صحفي، الثلاثاء، أنها تضم مجموعة كاملة من الألواح المسمارية المعروفة باستخدامها في بلاد ما بين النهرين.
وتعد الكتابة المسمارية واحدة من أقدم أنظمة الكتابة في التاريخ وكانت بلاد ما بين النهرين منطقة قديمة تقع في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وجاء في البيان الصادر عن المتحف: "بدا الأمر كما لو أن نوع كتابات بلاد ما بين النهرين القديمة تم تمثيلها كاملةً في شحنةٍ واحدة، أي مجموعة كاملة جاهزة لمشتر غير مطلع".
وتابع البيان أنه اتضح على الفور أن هناك مشكلة، إذ لم تكن أيا من القطع قديمة حقا.
"لا معنى لها"
ورغم أن بعض الألواح كانت تحمل نقوشا حقيقية، إلا أن بعض القطع الأخرى كانت تحمل نقوشا لا معنى لها عند قراءتها.
كما أشار المتحف إلى أن كل قطعة من الألواح مصنوعة من نوع مماثل من الصلصال، الأمر الذي يعد مستحيلا إذا كانت حقيقية بالفعل.
اقرأ أيضا: سرقة لوحة فنية ثمينة من متحف هولندي مغلق بسبب "كورونا"
أما العلامة الأخرى التي كشفت التزوير هي حقيقة أنه تم تجفيفها باستمرار وعلى درجات حرارة مصدرها أفران حديثة. ولو كانت حقيقية بالفعل لكانت جففت في الشمس، وفقا لما ذكره المتحف.
وأوضح المتحف أن الألواح موجودة منذ 200 عام، ولكن هذه الألواح قادمة من خط إنتاج جديد.
وعلى ما يبدو، من المرجح وجود المزيد من شحنات القطع المقلدة، وتفوق القطع المزيفة عدد القطع الحقيقية. ويجب التعامل بحذر شديد مع الشحنات التي تكاد تكون مثالية لدرجة التصديق.
وبينما أن الخبراء لا يعرفون مكان صنع هذه القطع، إلا أنهم يعتقدون أن ورشة العمل من المحتمل أن تكون في الشرق الأوسط.
ونقلت "سي أن أن" عن الضابط في قوة الحدود بمطار هيثرو، ريتشارد نيكسون، قوله إن عصابات الجريمة المنظمة عادة ما تكون المحرك وراء التجارة المزيفة.
وقال المتحف إنه من المرجح أن الألواح اللوحية تم تسويقها لمشتر غير متوقع بسعر آلاف الجنيهات.
وسيتم استخدام القطع المزيفة لأغراض التدريس والتدريب، كما سيتم عرض بعضها في المتحف البريطاني عند إعادة فتحه.
رئيس وزراء بريطانيا يرزق بطفل من خطيبته
مع أجواء الحظر.. كيف يبدو رمضان لمسلمي بريطانيا؟
مسلمو بريطانيا يطلقون حملة تبرعات للتخفيف من أضرار كورونا