أعلنت جماعة "العدل والإحسان" الإسلامية في المغرب، أنها ستنظم رباطا تربويا عن بعد مفتوحا في وجه كل الراغبين في الاعتكاف خلال العشر الأواخر من رمضان، ابتداء من يوم غد الثلاثاء، يشارك فيه أعضاؤها وعضواتها وعموم المتعاطفين معها وسائر الراغبين في المشاركة، من بيوتهم تحت الحجر الصحي.
واختارت الجماعة في بيان لها اليوم، لرباط العشر الأواخر من رمضان هذا العام، أن يجري تحت أنوار قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، البقرة 186.
ويتوزع برنامج الرباط، وفق ذات المصدر، من حيث الزمن على فترة ليلية تمتد إلى الشروق؛ وتشمل إلى جانب صلاة الفرائض، صلاتي التراويح والوتر النبوي، وذكر الله وقراءة القرآن ودعاء الرابطة… وفترة من النهار تنقسم إلى برنامج مُوحّد تتخلّله قراءة الورد القرآني اليومي والسور والآيات الفاضلة، وصلاة الضحى، والاستماع للقرآن وأّذكار المساء والتسبيح، وبرنامج حر يتموج بين البرامج الشخصية الخاصة والتعاون في إعداد طعام الإفطار…
ويتضمن برنامج الرباط التربوي؛ كلمات توجيهية ودروسا تعليمية وتربوية ستعرض عبر أشرطة مرئية لمؤسس الجماعة الراحل عبد السلام ياسين، ومواد يلقيها أعضاء مجلس الإرشاد، ودروسا ومواعظ يعرضها أطر الجماعة من النساء والرجال.
وهي المواد التي ستبث يوميا على قناة الشاهد وصفحة الجماعة على الفيسبوك، في ثلاثة مواعيد؛ بعد صلاة الظهر، وصلاة العصر، والعاشرة ليلا بتوقيت غرينتش.
ودعت الجماعة، عبر توصية عممتها، إلى تعظيم نية الرباط في البيت "نجعل بيوتنا مساجد، ونستحضر روح الصحبة والجماعة ونفَسَهما"، مع الحرص على "أداء الصلاة في أول وقتها مع المحافظة على الرواتب القبلية والبعدية"، وتحفيز الأبناء على عقد نية الرباط "بحكمة ومرونة ومن غير إلزام".
وهكذا تكون جائحة كورونا قد جنبت "العدل والإحسان" المواجهة السنوية مع السلطات المغربية التي منعت في سنوات سابقة محاولة بعض عناصر جماعة العدل والإحسان الاعتكاف في المساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان.
يذكر أن السلطات في المغرب تشترط على الراغبين في الاعتكاف، التقدم بطلب خطي ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية، للحصول على موافقة مندوبية الأوقاف، للاعتكاف في أحد المساجد المخصصة لذلك في كل إقليم.
وتتعامل السلطات المغربية مع جماعة "العدل والإحسان" باعتبارها جماعة محظورة، بينما تقول الجماعة بأنها حصلت على ترخيص منذ ثمانينيات القرن الماضي..
وتتغاضى السلطات الرسمية عن أنشطة الجماعة التي تمتلك صفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولها قيادة معلومة رسميا، وكثيرا ما يطلق قادتها تصريحات تعنى بالشأن السياسي.
فتوى لعالم مغربي حول "التراويح" عن بعد.. خلف التلفاز (شاهد)