قال الممثل الأمريكي
الخاص لإيران بريان هوك، إن روسيا وسوريا ستنتفعان من انسحاب إيراني من الأراضي
السورية. وفي مقابلة مع مجلة "فورين بوليسي" قال إن إدارة الرئيس دونالد
ترامب، ترى أن هناك محفزات لخروج طهران من الحملة العسكرية التي تكلفها مليارات
الدولارات من سوريا، في وقت باتت فيه تعاني من آثار فيروس كورونا.
وقال إن إدارة ترامب
شاهدت "نزوحا تكتيكيا" للقوات الإيرانية من سوريا، والتي قدمت دعما
لهجوم بشار الأسد على محافظة إدلب التي تعتبر المعقل الأخير بيد المعارضة السورية.
وتأتي تعليقات هوك في
المقابلة التي أجراها مع المجلة، في وقت بات فيه حماس إيران للحملات العسكرية
الخارجية يخفت في ضوء الأزمة التي تسبب بها فيروس كورونا، وقتل أكثر من 7 آلاف شخص.
ونقلت المجلة عن وزير
الحرب الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي أنهى عمله، أنه شاهد قوات إيرانية غادرت
سوريا، ولكنه لم يقدم أدلة على هذا. كما طالب نائب برلماني إيراني سوريا بدفع 30
مليار دولار، أنفقتها طهران في سوريا، لدعم نظام الأسد.
وقلل هوك في معرض
سؤاله عن فيروس كورونا، الذي ضرب القيادة الإيرانية والاقتصاد، من صحة الأرقام
الرسمية حول ضحايا الفيروس وقال إنها قد تكون خمسة أضعاف الرقم المعلن، وأضاف:
"شاهدنا شكلا من تغير السلوك في إيران والصين، حيث سجن أشخاص لأنهم كشفوا عن
الأرقام الحقيقية، فيما عزل أطباء وهدد آخرون لأنهم قالوا الحقيقة".
وتابع: "النظام
الإيراني لم يساعد نفسه عندما لم يكشف عن حجم المشكلة"، واتهمه بالغموض حتى
مع المواطنين الإيرانيين.
وقال هوك: "لقد
شاهدنا نزوحا تكتيكيا للقوات الإيرانية، ونرى أن السوريين والروس يرون حوافز لخروج
القوات الإيرانية من سوريا"، مضيفا أن "هذا هو الشرط الأمريكي والدولي
للمساعدة في عمليات الإعمار". واتهم إيران باستخدام سوريا كمنصة لتهديد
إسرائيل وكممر للحفاظ على علاقاتها مع حزب الله اللبناني.
واعتبر إيران عقبة
للتحرك إلى مرحلة ما بعد النزاع بسوريا. في المقابل وعن نجاعة استراتيجية الضغط
الأقصى التي استهدفت فيها إدارة ترامب، كل ملمح في الاقتصاد أجاب هوك: "قبل
عام سألني الصحافيون ماذا بقي لاستهدافه في إيران، وبعد عام نواصل العثور على
أهداف تمثل فرصة للضغط ماليا".
وأكد أن الإستراتيجية
التي أعلن عنها وزير الخارجية مايك بومبيو، قبل عامين، عنت أن الولايات المتحدة
ستقف مع الشعب الإيراني ضد نظامه.
وأضاف أن إدارة ترامب
شجبت النظام لقتله في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 قرابة 1500 محتجا وجرحت ما بين 8-10
آلاف آخرين، مشيرا إلى قرار الإدارة فرض عقوبات على 12 مسؤولا اتهموا بارتكاب
انتهاكات حقوق الإنسان.
وعن المحادثات المقررة
الشهر المقبل مع رئيس الوزراء العراقي الجديد، مصطفى الكاظمي، والأولويات التي
ستطرح فيها قال هوك إن السياسة الأمريكية في المنطقة هي مساعدة دول مثل العراق
ولبنان التخلص من "التدخل الإيراني"، معلقا أن المشكلة الإيرانية نابعة منذ آية الله الخميني والرغبة الإيرانية بالسيادة على حكومات الشرق الأوسط.
ويعتقد هوك أن هناك
دعما شعبيا في العراق للتخلص من هيمنة إيران. وتكهن أن المهمة الأولى التي سيركز
عليها رئيس الوزراء الجديد هي "استعادة السيادة العراقية من التأثير
الإيراني". وقال إن "موت قاسم سليماني يقدم مناخا مناسبا لكي يحصل
العراقيون على حكومة تمثل مصالحهم لا مصالح النظام الإيراني".
وفي سؤال عن تصرف
النظام الإيراني كدولة طبيعية وهو ما تريده أمريكا، وكنظام ثوري في نفس الوقت.
أجاب هوك أن الحكومة الإيرانية لا تمثل تطلعات الشعب الذي يتعرض للسرقة من 41
عاما.
وقال إن إيران ليست
بلدا فقيرا بل وغنيا، وهناك رغبة حقيقية لدى الشعب الإيراني، كما كشفت تظاهرات
نهاية العام الماضي للتخلص من نظام منبوذ عالمي. ويعرف قادة النظام كما يقول أنهم
يواجهون أزمة شرعية.
وزعم هوك أن حملة
الضغط الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية، التي تقوم بها أمريكا "وسعت المجال
أمام الإيرانيين لكي يكون لهم حكومة ممثلة". وقال إن التظاهرات التي اندلعت
في تشرين الثاني/نوفمبر في 31 محافظة لم تهتف ضد أمريكا ولا رئيسها أو شعبها
"لأنهم يعرفون من يتحمل مسؤولية المشاكل الاقتصادية، النظام لا الولايات
المتحدة".
ورأى في الوقت ذاته،
أن إدارة ترامب تريد من إيران العودة لطاولة المفاوضات والتفاوض حول عدد من
التهديدات للاستقرار والأمن. وقال إن أمريكا لديها الأوراق لتحقيق الصفقة التي
تريدها.
وأضاف: "نحن
سعداء بالنجاح الذي حققته سياستنا الخارجية، عبر إعادة الردع والوقوف مع الشعب
الإيراني وعزل إيران دبلوماسيا".
وعن تطلعات الإدارة
منذ خروجها من الاتفاقية النووية، قبل عامين وهو التوصل لاتفاقية جديدة تغطي
البرنامج النووي، والبرامج الباليستية وغير ذلك من ملامح القوة الإيرانية، أجاب
هوك: "هذا السؤال يوجه للنظام الإيراني، وكان الرئيس ترامب منفتحا حول فكرة
الجلوس مع النظام طوال فترة رئاسته. ولهذا فهذا سؤال للنظام وعليهم مواجهة
دبلوماسيتنا بدبلوماسية وليس بتهديدات وابتزازات نووية".
وأكد هوك أن إيران لن
تعود إلى طاولة المفاوضات بدون الضغط الإقتصادي والعزلة الدبلوماسية، والتهديد الحقيقي
بعمل عسكري و"لهذا وضعنا هذه الأمور الثلاثة في مكانها لزيادة فرص حصولنا
على ما نريد".
وأضاف أن إدارة ترامب
حرمت النظام من موارده بطريقة لم يشهدها في الماضي. مشيرا إلى ما قاله الرئيس
الإيراني حسن روحاني من أن العقوبات كلفت إيران 200 مليار دولار.
وفي النهاية اعترف كوك
أن النظام الإيراني لم يتم التخلص من قدراته المتكافئة والحروب غير التقليدية رغم
تحطمه. وهو ضعيف اليوم وأضعف مما كان عليه قبل ثلاثة أعوام.
وهدد قائلا: "النظام يملك خيارا، يمكنهم مراقبة اقتصادهم ينهار وجماعاته الوكيلة، تعاني
من أزمات مالية، وسنواصل هذه السياسة لأنها ناجعة، ونحن لسنا على عجلة من أمرنا،
فلدينا سياسة جاهزة، ويجب على النظام أن يقرر متى يريد العودة إلى طاولة
المفاوضات".
NYT: إيران تتخلى عن سياسة "التحرش" وتخفف التوتر مع أمريكا
FP: تعاملوا مع العراق كفنلندا لمنع حرب بين أمريكا وإيران
"ذا هيل": هل فقد ترامب أخيرا الصبر على ابن سلمان؟