أكدت مصادر رسمية تابعة للنظام السوري، قيام الأخير بتأجير محطة قطار أثرية في العاصمة دمشق، يعود بناؤها إلى الحقبة العثمانية، في أواخر القرن التاسع عشر.
وفي التفاصيل، كشف المدير العام للخط الحديدي الحجازي لدى نظام الأسد، حسنين محمد علي، عن تأجير مبنى محطة سكة حديد الحجاز وسط العاصمة دمشق، لإحدى الشركات الخاصة دون الإفصاح عن اسمها، وذلك لمدة 45 عاما.
وأضاف "أن المشروع رسا على شركة خاصة ببدل سنوي قدره 1.6 مليار ليرة سورية، ومدة الاستثمار 45 عاما يعود في نهايتها المشروع بالكامل لملكية مؤسسة الخطوط الحديدية".
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المحطة سيتم تحويلها إلى فندق تحت مسمى مشروع "مجمع نيرفانا"، بمساحة 5100 متر مربع، مع مجمع تجاري ومطاعم وصالات متعددة الأغراض، بكلفة 40 مليون دولار أمريكي.
المصادر رجحت أن تكون الشركة المستثمرة للمشروع روسية، وأشارت إلى رمزية المحطة لكونها أحد معالم العاصمة السورية دمشق، وهو ما أكد عليه الباحث في الآثار السورية، عمر البنية.
وقال لـ"عربي21": إن النظام السوري يتابع تنفيذ مشروع بيع دمشق القديمة، المشروع الذي بدأ في العام 2007، مضيفا أن المحطة هي رمز لمدينة دمشق، والنظام ماض في بيع هذه المعالم لحساب استثمارات مشبوهة.
وتابع البنية: "اليوم يبيع النظام ذاكرة دمشق للشركات المشبوهة، ولا يهتم بذاكرة وتاريخ أبناء دمشق".
مضيفا أن "ما يثير استغراب المتحدث ذاته، هو صمت مديرية الآثار عن هذه الصفقات"، متهما إياها بالشراكة مع النظام في هذه الصفقات.
من جانب آخر حمل البنية، منظمة "اليونسكو"، مسؤولية حماية الآثار السورية، وقال إن للمنظمة تعاملات مع مديرية آثار النظام السوري، ومن غير المقبول أن يتم التستر على نسف دمشق القديمة.
لمن تعود ملكية المحطة؟
وحسب مصادر قانونية، فإن ملكية المحطة تعود للوقف الإسلامي العام، حيث أراد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، إشراك كل المسلمين في مد خط سكة حديد الحجاز، حيث جمعت في حينها تكاليف إنشاء السكة والمحطات على مسارها من تبرعات المسلمين في العالم كله من الهند إلى المغرب.
من جانبه، أشار المفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، إلى ملكية "وزارة الأوقاف" السورية للمحطة، مبيناً أن القانون السوري يمنع بيع الأموال التابعة لوزارة الأوقاف.
واستدرك في حديثه لـ"عربي21"، غير أن النظام لا يعترف بكل ذلك، وهو يقوم بتسديد فاتورة قتل الشعب السوري من الشعب ذاته، وقال: "لا يكفي أن النظام قتل وهجر شعبه، واليوم أيضا يقوم بتسديد ديون هذه العمليات، من حساب الشعب السوري أيضا".
وأشار محمد، إلى الوضع الاقتصادي شبه المنهار للنظام السوري، منهيا بقوله: "قد نشاهد في المستقبل القريب مزيدا من هذه الصفقات، فالنظام مستعد لبيع كل سوريا، مقابل البقاء في الحكم".
وتصل سكة حديد الحجاز دمشق بالمدينة المنورة، وأسست في فترة ولاية السطان عبد الحميد الثاني، وبدأت عملها في العام 1900، واستمرت بالعمل إلى العام 1916، حيث تعرضت للتدمير والتخريب خلال الحرب العالمية الأولى، والثورة العربية الكبرى.
لماذا حذفت "روسيا اليوم" مقابلة مع طلاس عن الفساد بسوريا؟
برلماني بنظام الأسد يشن هجوما حادا على بوتين
أستاذ بجامعة دمشق يكشف تفاصيل دفعه ثمن كلمة قبل 3 سنوات