أثارت صحيفة تركية، تساؤلات هامة حول طائرة ليبية انطلقت من طرابلس إلى إسطنبول مؤخرا، ولكنها عادت أدراجها دون أن تكمل مسيرها إلى وجهتها النهائية.
وكشفت الصحيفة عن أن رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، ألغى رحلة كان يعتزم إجراءها إلى موسكو فجأة، مشيرة إلى أن طائرة من طرابلس وصلت إلى إسطنبول، ولكنها عادت دون استكمال رحلتها إلى روسيا.
وقالت صحيفة "AYDINLIK"، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن طائرة في 7 حزيران/ يونيو، هبطت في مدينة إسطنبول قادمة من ليبيا، لكنها وبشكل غير متوقع عادت أدراجها بدلا من الاستمرار نحو موسكو، متسائلة: "هل تم جلب الروس المحتجزين في طرابلس إلى إسطنبول عبر الطائرة في ذلك اليوم؟".
وأشارت الصحيفة إلى أنه ومع هذه التطورات، هناك بعض الأحداث الهامة التي تم تجاهلها إعلاميا، تتعلق بقضية الروسيين المحتجزين في طرابلس.
اقرأ أيضا: أردوغان: روسيا أرسلت 19 طائرة لحفتر.. والسراج رفض زيارتها
وفي ليلة 16- 17 أيار/ مايو 2019، تم إلقاء القبض على موظفين من مؤسسة حماية القيم الوطنية الروسية في العاصمة طرابلس، وهما عالم الاجتماع، مكسيم شوجايلي، والمترجم سامر حسن علي سويفان (يحمل الجنسيتين الروسية والأردنية)، بتهمة التدخل بالانتخابات الرئاسية بليبيا، وتم وضعهما في سجن معيتيقة.
وذكرت الصحيفة التركية، أنه منذ ذلك الوقت، كثفت روسيا بأعلى المستويات اتصالاتها لإطلاق سراحهما، وطلبت المساعدة من أنقرة في ذلك، ولم تكن تصل إلى أي نتائج بهذا الشأن.
ولفتت إلى أن الجانب الروسي أبدى استعداده من خلف الأبواب المغلقة، للتعاون مع حكومة الوفاق الوطني، شريطة إطلاق سراح مواطنيها.
وأشارت إلى أنه في الأيام العشرة الأخيرة، جرى حراك جدي بشأن هذه المسألة، وفي 3 حزيران/ يونيو، وصل نائب رئيس وزراء حكومة الوفاق أحمد معيتيق، ووزير الخارجية محمد الطاهر سيالة، إلى موسكو، وعقدا سلسلة من الاجتماعات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ومسؤولين من وزارة الدفاع والمؤسسة الأمنية.
وأضافت أن هذه الزيارة لوفد من حكومة الوفاق، تعد الأولى التي يتم استقبالها على مستوى عال في موسكو.
اقرأ أيضا: تركيا تخطط لإنشاء قاعدتين عسكريتين دائمتين بليبيا.. تفاصيل
وكانت وزارة الخارجية الروسية، أصدرت بيانا قالت فيه إن العقبة الرئيسة أمام تطوير التعاون على أساس المصالح المتبادلة بين طرابلس وموسكو، هي قضية احتجاز المواطنين الروسيين.
وأوضحت الصحيفة، أنه من الواضح، أن حقبة جديدة في العلاقات بين طرابلس وموسكو، ستبدأ في حال تم الإفراج عن المحتجزين.
وأكدت الصحيفة، وفقا لمعلومات وصلت إليها، أن السراج كان من المقرر أن يزور موسكو في7 حزيران/ يونيو، بحيث يجري مباحثاته هناك في اليوم التالي، على أن يصل إلى إسطنبول أولا، ثم يواصل رحلته إلى روسيا.
وأضافت أن النقطة الأهم، هي أن السراج كان سيحضر معه الروسيين المعتقلين في طرابلس.
وأشارت إلى أنه بالفعل، ووفقا لسجلات حركة الطيران الدولية، هبطت طائرة غادرت من ليبيا في إسطنبول يوم الأحد 7 حزيران/ يونيو، ولكن بشكل غير متوقع، عادت الطائرة أدراجها إلى ليبيا بدلا من المتابعة إلى موسكو.
ونوهت إلى أنه لم يصدر عن المسؤولين الأتراك، أي بيانات بهذا الشأن.
وذكرت الصحيفة أن وكالة "تاس " الروسية، أشارت أيضا إلى ذلك في 9 حزيران/ يونيو، بناء على مصادر لها من طرابلس.
ووفقا للصحيفة التركية، ذكرت "تاس"، فإن المحتجزين الروس وصلوا بالفعل إلى إسطنبول مع السراج، ولكن تم إعادتهم إلى ليبيا في 8 حزيران/ يونيو.
وأشارت "تاس"، إلى أن المواطنين الروسيين، لم يعودا محتجزين في السجن، وقد وضعا في فيلا في طرابلس، وأنهما بصحة جيدة ويتم رعايتهما.
ولفتت الصحيفة التركية، إلى أن الدبلوماسية تكثفت بين أنقرة وموسكو في ذلك الوقت، وجرت محادثات هاتفية بين وزيري الخارجية، التركي تشاووش أوغلو، والروسي سيرغي لافروف، في 8 حزيران/ يونيو، تلاها في 10 حزيران/ يونيو اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وأضافت أن هذه التطورات جلبت العديد من الأسئلة، منها، من كان على متن الطائرة التي وصلت من ليبيا إلى إسطنبول؟ وهل كان هدفها النهائي بالفعل الذهاب إلى موسكو؟ وهل تم إحضار المعتقلين إلى إسطنبول، وهل مازالوا فيها أم بالفعل تم إعادتهم إلى ليبيا؟
وتابعت الصحيفة في تساؤلاتها، هل ستلعب تركيا دور الوسيط بين موسكو وطرابلس في قضية المحتجزين؟
وأكدت أن الأيام المقبلة، ستكون حاسمة بين أنقرة وموسكو وطرابلس، وأن المسألة ليست مجرد إطلاق سراح مواطنين روسيين، بقدر أنه قد يترتب على ذلك نتائج استراتيجية هامة.
صحيفة: فضل انتصار طرابلس يعود لأنقرة.. وهذا المطلوب منها
صحيفة: اهتمام الرياض بالتسلح يحولها لمصدر تهديد إقليمي
صحيفة: تدخّل تركيا بليبيا أفشل شركات المرتزقة وقلب الموازين