أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، أنّه قرّر خفض عديد القوات الأمريكية في ألمانيا بمقدار النصف؛ لأنّ برلين "متخلّفة" عن سداد مساهماتها في حلف شمال الأطلسي، وتتعامل "بشكل سيّئ" مع الولايات المتحدة في المجال التجاري.
وقال ترامب للصحفيين إنّ عديد قوات بلاده المتمركزين في ألمانيا حاليا يبلغ 52 ألف عسكري، مشيرا إلى أنّ هذه القوات التي تشكّل عماد المساهمة الأمريكية في حلف شمال الأطلسي ترتّب "كلفة باهظة على الولايات المتّحدة (...) لذلك سنخفّض العدد، سنخفّضه إلى 25 ألف عسكري".
من جهتها ذكرت السفيرة الألمانية في واشنطن إميلي هاربر، الاثنين، أن القوات الأمريكية في أوروبا موجودة للدفاع عن الأمن عبر الأطلسي.
وقالت هاربر في مؤتمر افتراضي عقده مجلس العلاقات الخارجية: "تعاوننا بشأن الأمور العسكرية والأمنية دائما ما كان وثيقا للغاية، وسيظل كذلك".
وأضافت: "القوات الأمريكية... ليست هناك للدفاع عن ألمانيا، وإنما للدفاع عن الأمن عبر الأطلسي".
ويتمركز في ألمانيا بشكل دائم ما بين 34 و35 ألف عسكري، وفقا للبنتاغون، لكن بسبب عمليات التناوب فإنّ عدد هؤلاء العسكريين يمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى 50 ألفا.
والقوات الأمريكية متمركزة في ألمانيا، الدولة المحورية جيوسياسيا، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت تشكّل عماد قوة الدفاع التقليدي لحلف شمال الأطلسي في مواجهة الاتّحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.
واستعاد الوجود العسكري الأمريكي في ألمانيا أهميّته خلال العقدين الفائتين، مع تجدّد الطموحات العسكرية الروسية في عهد الرئيس فلاديمير بوتين، وتطلّع دول أوروبا الوسطى والشرقية إلى الولايات المتّحدة للوقوف في وجه النفوذ الروسي.
لكنّ الرئيس الأمريكي أكّد أنّ قراره ردّ على تخلّف ألمانيا عن سداد مساهماتها في حلف شمال الأطلسي.
وقال: "ألمانيا متأخّرة عن السداد، هي متأخّرة عن السداد منذ سنوات، وهي مدينة بمليارات الدولارات لحلف شمال الأطلسي، وعليهم دفعها. نحن إذن نحمي ألمانيا وهم متأخّرون عن السداد، هذا غير منطقي".
وسبق لترامب أن اتّهم مرارا أعضاء حلف شمال الأطلسي الأوروبيين بالاتّكال على الولايات المتحدة؛ من خلال عدم وفائهم بالتزامهم بإنفاق ما لا يقلّ عن 2% من ناتجهم المحلّي الإجمالي على موازنات الدفاع.
والأسبوع الماضي، أعرب سياسيون ألمان كبار عن قلقهم إزاء تقارير إعلامية أفادت بأنّ الولايات المتحدة تخطّط لخفض عديد قواتها في بلادهم إلى 25 ألف عسكري، في خطوة بدت مفاجئة لبرلين وطرحت علامات استفهام حيال مدى التزام ترامب باتفاقيات التعاون طويلة الأمد مع حلفاء بلاده الأوروبيين، إذ يخشى بعض المراقبين من أن تقوّض هذه الخطوة أمن الحلف الأطلسي.
كما عزا ترامب قراره إلى طريقة تعامل ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، مع بلاده في الميدان التجاري.
وقال "إنّهم يعاملوننا معاملة سيئة للغاية في التجارة".
وأضاف: "نحن نتفاوض معهم بشأن ذلك، لكنّي الآن لست راضيا عن الاتفاق الذي يريدون إبرامه. لقد كلّفوا الولايات المتحدة مئات مليارات الدولارات على مرّ السنين في المجال التجاري، لذلك نحن نتأذّى على الصعيد التجاري، ونتأذّى أيضا على صعيد حلف شمال الأطلسي".
كما أعرب ترامب عن استيائه من واقع استفادة برلين ماليا من القوات الأميركية المتمركزة في ألمانيا.
وقال "إنهم جنود يتلقون رواتب مرتفعة. هم يعيشون في ألمانيا، وينفقون مبالغ هائلة في ألمانيا. كل الأمكنة المحيطة بهذه القواعد (العسكرية الأمريكية) مزدهرة للغاية. لذلك فإنّ ألمانيا تأخذ".
الاحتجاجات على مقتل "فلويد" مستمرة وتصل إلى أوروبا (شاهد)
إيران تعلن مواصلة المهام البحرية "الاعتيادية" بعد تحذير أمريكي
توتر بين بكين وواشنطن بعد رسالة من بومبيو لرئيسة تايوان