قضايا وآراء

عنصرية لون العقل.. لا لون البشرة!!

1300x600
هل نحن شعوب تستحق الحياة؟ بالطبع نستحق، ونستحق حياة كريمة لكوننا بشرا، لا يوجد سبب آخر.

هذا ميزان الكون، هذا ميزان رب الكون، (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات)، أما ميزان غالبية شعوبنا العربية ونخبتها المدنية والإسلامية فما زال لها رأي آخر..

رغم ما عشناه ونعيشه من كوارث وخسائر في البشر والشجر والحجر.. في البر والبحر والجو.. ما زال البعض ممن يدعون إلى الحرية والديمقراطية والحقوق المدنية؛ يرون أن أكبر إنجاز تم هو التخلص من الإخوان.. هؤلاء ليسوا جنود النظام ولا الذباب الإلكتروني ولا أجهزه الأمن، هؤلاء قطاع كبير من ثوار يناير وأنصار يناير.. شركاء الثورة والفشل معا..

هذا ما يقولون ومنذ عقود حتى ولو بالميراث.. نعم من حقهم رفض الإخوان ودون سبب، ومن حقهم إزاحتهم بالطرق والوسائل السلمية والأدوات الديمقراطيةـ لكن بأدوات العسكر ودعم العسكر فهذا غير مفهوم، إلا إذا كانوا هم الوجه الآخر للعسكر بلباس ولسان وقناع مدني؛ قد سقط في زحمة الحماس والولاء والفرح لإبعاد الإخوان..

وعلى الطرف الإسلامي الفرق ليس كبيرا.. نفس الحالة والمشاعر والأفكار والممارسات.. فما زالت غالبية القاعدة التنظيمية والشعبية للحركة الإسلامية، ومنها الإخوان، ترى أن الأحزاب هذه كذبة، وأنها صنيعة الانقلاب والاستبداد، وأنها مشكوك في إيمانها وولائها للدين والوطن، وأنها سبب ما نحن فيه من كوارث.

جنود النظام وجنود التنظيم على طرفي نقيض، والمسافة بينهما يملؤها الانقلاب وعساكره وأدواته.. يرفضون الحياة، مجرد الحياة لكلا الطرفين المدني والإسلامي.. كلاهما عنده خائن لوطنه وإرهابي، وغالبية التيار المدني في السجون بتهمة الانتماء لجماعة إرهابية.

بعد سبع سنوات من الحزن والألم والمعاناة والموت البطيء والفورى.. هذا حالنا، ومع ذلك نحن نستحق حياة تليق بنا كبشر، ولتذهب الأفكار والفلسفات والبرامج إلى الجحيم ويبقى الإنسان، يختار عقيدته بنفسه ويتحمل مسؤولية خياره... مسلم ملحد علماني إسلامي.. هذا شأنه.. لا وصاية، لكن حقوق وواجبات ومجتمع ودولة ومؤسسات وقانون..

تطرف وعنف وإرهاب شامل، تارة باسم الدين والدين منه براء، وتارة باسم الدنيا وهي منه براء، والثالثة باسم الوطن والوطنية، وفي النهاية لا حياة ولا وطن ولا مواطن، لكن الهوان والذلة للجميع، ويبقى الكاب والبندقية والبيادة أدوات الحكم والحياة.. ومع ذلك نحن تستحق حياة أفضل، حياة تليق بنا كبشر.