قال إعلاميون
وأكاديميون مغربيون، إن الإمارات تسعى بقوة منذ سنوات، في توظيف وسائل إعلام، أو
إنشائها داخل المغرب، لتكون قوة ناعمة لها، لكنها كانت "تفشل" على
الدوام.
ولفتوا إلى أن حجم
التمويل منذ وصول الإسلاميين إلى السلطة، لإنشاء وسائل إعلام مؤيدة لها، كان ضخما،
واشترت أسهما في أحد أبرز المواقع بالمغرب، فضلا عن محاولات في الصحافة الورقية.
وبقدر ما كان التمويل
والإمكانيات ضخمة، بقدر ما كانت النتائج ضئيلة، إذ برزت في المشهد الإعلامي
المغربي جرائد ومواقع إلكترونية تعمل، بطريقة غير مباشرة، لخدمة أجندة الإمارات،
التي يقول منتقدون إنها تقود تيار "الثورات المضادة" المناهض للإسلاميين
والديمقراطية، بحسب الإعلاميين.
ووفق عبد الله أدرار، الإعلامي المغربي، فإن "خطة الإمارات ومن معها في شمال أفريقيا هي الدعم المالي
لمواقع إلكترونية لتحسين صورتها وتوجيه الرأي العام في دول شمال أفريقيا، وعلى
رأسها المغرب، نحو مواجهة أي دولة تسير نحو الديمقراطية".
وأضاف أدرار، في
تدوينة عبر صفحته بـ"فيسبوك"، أن "الهدف من كل هذا التحكم في إرادة
دول شمال أفريقيا وسياساتها".
ورغم استثمارها في
أنواع متعددة من وسائل الإعلام، إلا أن الإمارات فشلت، بحسب خبراء، في توظيف هذه
"القوة الناعمة" في التأثير على الرأي العام المغربي.
ولم يتأثر المغاربة
برسائل تحاول بعض وسائل الإعلام تمريرها، خصوصا مهاجمة الإسلاميين وكل من لا يسبحون
في فلك الإمارات، من أفراد وجماعات ودول.
ومنذ الموجة الأولى من
ثورات الربيع العربي، تداولت وسائل إعلام مغربية أخبارا عن استثمار مالي ضخم
للإمارات في جرائد ومجلات ومطبعة، ثم تهاوت أسهم هذا المشروع بمرور السنين،
وكأنها تستثمر فوق رمال متحركة.
بعد هذا المشروع، برز
مشروع جديد شبيه، كان مآله أيضا الفشل، لتستمر اللعبة القديمة الجديدة في توظيف
الإعلام، سواء كان صحافة ورقية أو إلكترونية، لكن التأثير ضعيف، إن لم يكن منعدما.
انتقد خالد الشيات،
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة المغربية (شمال شرق البلاد)، طريقة
عمل الإمارات، لا سيما على مستوى توظيفها للقوة الناعمة.
وقال الشيات إنه
"في الوقت الذي نجحت فيه دول في توظيف القوة الناعمة، سواء عبر المساعدات أو
العمل الخيري أو توظيف الإعلام، فإن رؤية الإمارات في هذا الجانب تتسم بالضعف،
سواء من الناحية النظرية أو التطبيقية".
اقرأ أيضا: أنباء عن سحب الرباط سفيرها لدى الإمارات.. وأزمة دبلوماسية
وتابع: "الإمارات
لديها قدرة كبيرة على مستوى التمويل، لكنها تفشل في كل الأعمال الدعائية التي تقوم
بها، سواء تعلق الأمر في البلاد أو في دعم خليفة حفتر في ليبيا أو في علاقاتها
بمصر والسودان".
واستطرد: "أبوظبي
فشلت في توظيف بعض وسائل الإعلام لصالحها في المغرب، بل أدى ذلك إلى نتائج عكسية
بارتفاع حدة الانتقادات الموجهة من المواطنين المغاربة إلى الإمارات".
وزاد بقوله إن
"الإمارات حاولت الترويج لبعض الأخبار غير الصحيحة في المغرب، سواء إبان
جائحة كورونا أو قبلها، بالإضافة إلى محاربة الإسلاميين والتدخل في الشؤون
الداخلية وفبركة الأوضاع، لكنها فشلت".
وشدد الشيات على أن
"الشعب المغربي يتميز بالرؤية السياسية والحس النقدي، ما يحول دون نجاعة
الدعاية الإماراتية، إضافة إلى دينامية المجتمع، والمؤسسات التي تتعقب وترصد كل
المتغيرات".
وتابع: "ما لا
تعرفه الإمارات هو أن المغرب دولة لها عشرات القرون ونظام سياسي قوي".
ورأت "شامة
درشول"، وهي إعلامية مغربية، أن "اليد التي تحرك وتتحرك ضد المغرب تارة
كيد مصرية، وتارة كيد جزائرية، وأخرى كيد تونسية، وأخرى كيد سعودية، هي في حقيقة
الأمر يد واحدة، لن أقول إماراتية لأنه ليس كل الإمارات ضد المغرب، سأقول إنها نفس
اليد التي تحرك سلطان الجابر، وزير الدولة والإعلام في الإمارات".
وتابعت:
"الترسانة الإعلامية الإماراتية ضد المغرب، وتضم منابر إعلامية سواء بدبي، أو أبو ظبي، أو الجزائر، أو تونس، أو الرباط، أو حتى القاهرة، وحتى ليبيا، بل حتى
فرنسا، وإسبانيا، هي تتحرك وراء هدف واحد اسمه المغرب، وتضرب مصالحه داخل وخارج
البلد، بدعوى أنه حليف قطر، وبه حكومة بأغلبية إسلامية".
استهداف بالوكالة
وفي تقرير له بعنوان
"الإعلام اليميني الإسباني بوابة الإمارات في الحرب ضد المغرب"، قال
مركز الأطلسي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني (مغربي غير حكومي)،
إنه "سيكون من الصعب المرور على الاتهامات الخطيرة التي حملها مقال منشور في
الجريدة الإسبانية اليمينية "إلموندو" انتقد مؤسسة مغربية حكومية تُعنى
بالجالية المغربية بالخارج، دون ربطها بالتقارب بين اليمين الإسباني المتطرف
والإمارات، وبسياق أحداث حرب تجري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا
تشنها الإمارات ضد ثوابت مبدئية في السياسة الخارجية المغربية من قضايا عربية
وإسلامية".
وأضاف المركز، في حزيران/
يونيو 2019، أن "الأمر لم يعد يقف عند حدود خلاف مغربي إماراتي حول الحرب في
اليمن، والحصار المضروب على قطر، ودفع حفتر للانقلاب على اتفاق الصخيرات في ليبيا،
ورفض المغرب لصفقة القرن، وصعود العدالة والتنمية المغربي للحكم في انتخابات
نزيهة لا تريدها الإمارات".
وتابع: "بقدر ما
بات الأمر خطيرا لكونه يتعلق بحرب يقودها أحد رجال المخابرات الإماراتية، المدعوم
بمغاربة مؤيدين للقذافي في الساحة الأوروبية، ضد المذهب المالكي والشأن الديني
لمغاربة الخارج ومؤسسات دستورية مغربية، وضد التعاون الأمني المغربي الإسباني في
مثلث خطير بين أوروبا وشمال أفريقيا ظل ناجحا في محاربة الجماعات الإرهابية لحد
الآن".
وقال عبد الصمد
بنعباد، الصحفي المغربي والباحث في التواصل السياسي، للأناضول في وقت سابق، إن ثمة خلافا بين الإمارات والمغرب على "نموذج التدين"، وإن الإمارات تحاول، عبر
أذرعها الثقافية والدينية داخليا وخارجيا، محاربة "التجربة المغربية في
التدين المبنية على المذهب المالكي علميا وعلى التصوف عبادة.
قيادي مغربي: قادة الإمارات خيبوا الآمال وأضاعوا إرث الآباء
وزيرة إماراتية تقع في إحراج خلال مؤتمر دولي (فيديو)
علاجات كورونا بمستشفيات مصر الخاصة.. أرقام صادمة