حذرت القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي؛ من موجة جديدة من الاضطرابات في الشرق الأوسط، بسبب المخطط الإسرائيلي لضم مناطق في الضفة الغربية وغور الأردن، ودعت "بريطانيا وحلفاءها الأوروبيين" للتحرك بسرعة لمواجهة هذه المخططات.
وجاء ذلك في رسالتين متطابقتين وجهتهما القائمة التي تضم 15 عضوا في الكنيست؛ إلى كل من رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وزعيم حزب العمال والمعارضة كير ستارمر.
وتضم القائمة العربية 14 عضوا من العرب، إضافة إلى عضو يهودي من حزب حداش اليساري.
ويتفق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وشريكه في الحكومة بيني غانتس على مبدأ ضم أراض في الضفة الغربية وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكنهما لم يتفقا على توقيت اتخاذ الخطوة من جهة والمساحة التي سيشملها الضم من جهة أخرى، وذلك بسبب خشية غانتس ومجموعة كبيرة من السياسيين والعسكريين الإسرائيليين من الآثار المترتبة على مثل هذه الخطوة وانعكاساتها على إسرائيل.
اقرأ أيضا: نتنياهو: خطة ترامب وضعت حدا لـ"أوهام حل الدولتين"
وجاء في الرسالتين اللتين وجههما باسم القائمة المشتركة النائب يوسف جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة: "نكتب إليكم للتعبير عن قلقنا إزاء المخططات المرتقبة لضم أجزاء من الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة بدعم من الحكومة الأمريكية".
وأضافت الرسالتان: "إننا قلقون جدا من أن الحكومة التي يقودها نتنياهو وغانتس ستطبق هذه الخطة الخطيرة للضم. وبموجب صفقة القرن للرئيس ترامب، فإن الضم سيعطي إسرائيل 40 في المئة من الضفة الغربية. كما أن الخطة الأمريكية تتحدث عن نقل المواطنين الإسرائيليين في من أصول فلسطينية بشكل أحادي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهذا يشكل تهديدا كبيرا لنحو مليون ونصف المليون شخص، أي حوالي 18 من سكان إسرائيل"، وفق نص الرسالتين اللتين اطلعت عليهما "عربي21".
وأشارت القائمة العربية المشتركة إلى البيان الذي وقعه نحو 50 من خبراء الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، حيث حذروا من أن ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة يمثل فرض سيطرة على أراض بالقوة، وهذا "يشكل انتهاكا جسيما للقانون الدولي".
ودعا خبراء الأمم المتحدة دول العالم لاتخاذ خطوات عملية للوقوف في المخطط، ولفتوا إلى أن "الدروس من الماضي واضحة: انتقادات دون عواقب لن تحبط الضم أو الاحتلال".
وعقبت القائمة المشتركة في رسالتيها للحكومة والمعارضة في بريطانيا: "بالفعل، التاريخ أظهر النتائج المأساوية لـ(قرارات) الضم غير القانونية".
وعبّر النواب العرب عن الخشية من أنه "إذا لم تتحرك بريطانيا وحلفاؤها الأوروبيون بسرعة لمنع الضم المرتقب، فإن منطقتنا ربما تشهد موجة أخرى من الاضطرابات".
وأكدت القائمة المشتركة تبنيها خيار "إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود 1967، مع القدس الشرقية كعاصمة لها، إلى جانب دولة إسرائيل. وأي عملية للضم، سواء لغور الأردن أو ما تسمى بكتل المستوطنات، سوف تنسف حل الدولتين والسلام القائم في المنطقة".
ودعت القائمة العربية الحكومة والمعارضة في بريطانيا لإبلاغ "القيادة السياسية في إسرائيل بأنكم سوف لن تترددوا بالتحرك بقوة ضد أي محاولة إسرائيلة لضم المستوطنات وفرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية المحتلة".
ودعا نتنياهو في خطاب مسجل بعثه إلى "جمعية مسيحيين موحدين من أجل إسرائيل"، الفلسطينيين إلى التحدث مع إسرائيل على أساس حل وسط "تاريخي"، مضيفا أنه "مقتنع أنه يمكن بناء مستقبل من السلام والتصالح"، بحسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية "مكان".
واستدرك بقوله: "خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، وضعت حدا لأوهام حل الدولتين، وبدلا من ذلك ندعو إلى إيجاد حل واقعي لدولتين، تقعان تحت المسؤولية الإسرائيلية الأمنية الكاملة".
أما غانتس فقد تأجيل موعد تطبيق الخطة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا مصادر في تحالف "أزرق أبيض" الذي يترأسه غانتس؛ إن الأخير قال خلال اجتماع عقده اليوم الاثنين مع المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، آفي بيركوفيتش، وسفير واشنطن، ديفيد فريدمان، إن الأول من تموز/ يوليو القادم "ليس موعدا مقدسا للضم"، وهو الموعد الذي حدده ترامب ونتنياهو لتنفيذ الخطة.
اقرأ أيضا: غانتس لمسؤولين أمريكيين: موعد الضم غير مقدس وقد يتأجل
احتجاجات متواصلة في يافا بعد تجريف الاحتلال لمقبرة (شاهد)
عريقات: تصعيد المقاومة الشعبية طريق حتمي لـ"استقلال فلسطين"
3000 طفل فلسطيني استشهدوا منذ انتفاضة الأقصى (إنفوغراف)