في قلب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بفلسطين المحتلة، تتجذر قلعة برقوق؛ كمعلم تاريخي وتراثي شاهد على مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني المحاصر.
ويعود تاريخ هذه القلعة العريقة لعام 789هـ ـ1387م، حيث أسند السلطان برقوق؛ مؤسس دولة المماليك البرجية، إلى الأمير يونس بن عبد الله النورزي بناء هذه القلعة في مركز تلك المدينة التي سميت على اسمه "خانيونس".
وأوضح رئيس قسم التاريخ بجامعة الأقصى بغزة، سامي محمد الأسطل، أن قلعة برقوق التي تبعد نحو 20 كيلومترا عن حدود مصر، لها "أكثر من 650 عاما، بنيت كرابط وحدة بين مصر وبلاد الشام".
وذكر في حديثه لكاميرا "عربي21"، أن القلعة بنيت على مساحة 16 دونما (ألف متر مربع لكل دونم)، وكانت من طابقين؛ العلوي كان للنزل والمسافرين ولمن أراد أن يأخذ قسطا من الراحة، والسفلي، كان اسطبلات ومخازن"، منوها إلى أن "خان يونس مدينة حديثة، بدأت نواتها من خلال مكان قلعة برقوق التي أقيمت في العهد المملوكي".
ولفت الأسطل، إلى أن "قلعة برقوق هي من أشهر المعالم الأثرية في قطاع غزة بفلسطين، وهي تعبر عن الأصالة والوطنية الفلسطينية، وعمق وعبق التاريخ في هذا المكان".
وشدد على أهمية "العناية والاهتمام" بمثل هذه الأماكن الأثرية، لأسباب سياسية، وطنية وأيضا لأسباب تخص القضية الفلسطينية، منبها إلى أهمية العناية بجانب التوعية في ما يخص تك الأماكن، وهذا "ربما نحتاجه في قضايا مصيرية، والصراع على هذه الأرض".
وذكر رئيس قسم التاريخ، أنه على "أسوار هذه القلعة، حدثت مجزرة عام 1956، وهي من أبشع المجازر التي عرفها التاريخ الحديث، والتي كانت ضمن العدوان الثلاثي على مصر، بمشاركة فرنسا، بريطانيا و"إسرائيل".
ونوه إلى أن "هدف إسرائيل كان القضاء على المقاومة في قطاع غزة الذي كان يقع تحت الإدارة المصرية، لذلك ضربت بعنف، ومارست إرهاب الدولة، وقتل المئات من الفلسطينيين على أبواب هذه القلعة، دون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال"، مضيفا: "كان ذلك بإرهاب جنود جيش الاحتلال في أزقة خانيونس القديمة".
وبين الأسطل، أن "هذه القلعة، تعطي للتاريخ بصمة؛ بأن أناسا هنا باقون، ولن يتزحزحوا عن هذه الأرض"، مؤكدا أن "أهل هذه الأرض لا يمكن أن يطمسوا، وسيبقون فيها ما دام الزمن".
متى تكتمل عملية التوثيق المنهجية لفلسطين وشعبها؟
لاجئ من يافا.. عن هزيمة 1967 واحتلال قطاع غزة
حين تكون الرواية منطقة مزروعة بالألغام