حول العالم

العراك على الكمامات هي الهواية الأمريكية الجديدة

أبلغ أحد مديري المرافق عن حدوث خمس مواجهات حول الأقنعة في ساعة واحدة- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا تحدثت فيه عن مشكلة اجتماعية حقيقية برزت في الولايات المتحدة خلال مواجهة الدولة لفيروس كورونا المستجد.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21": "في أي صباح قد يخرج شخص ما من منزله في الولايات المتحدة، ويدخل في جدال أو عراك مع شخص غريب بسبب ارتداء الكمامة".

وأوضحت: "مديرو المتاجر والمحال يقومون بتدريب موظفيهم على كيفية التعامل مع العملاء الذين يصرخون. اندلعت العديد من المعارك في المتاجر خلال الفترة الماضية، بل إن بعض المطاعم أشاروا إلى أنهم يفضلون إغلاق محلاتهم على مواجهة العديد من الأمريكيين الغاضبين، الذين يعتقدون أن استخدام الكمامات هو شيء يؤثر على حرياتهم".

جو روجرز، البالغ من العمر 47 عاما من دالاس، قال إنه خاض الأسبوع الماضي قتالا جسديا بسبب الكمامة.

كان روجرز يقف في طابور في ميني مارت عندما نظر إلى الرجل الذي خلفه فوجده لا يرتدي قناع الوجه، وعلى حد قوله قام بهز رأسه مستنكرا. ولكن الرجل لم يعجبه وقال روجرز: "لقد كنت أرتدي واقي الوجه الكامل، لقد حاول الوصول إلى قناعي ونزعه"، لكن روجرز دافع عن نفسه وأسقط الرجل أرضا.

وأشار روجرز إلى أنه لم يصطدم بشخص آخر من "عقد أو نحو ذلك"، إلا أن هذه المشادة لم تكن الأولى لديه حول الأقنعة الواقية.

دفعت زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا المبلغ عنها في ولايات مثل كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا السلطات في تلك الولايات إلى إصدار إرشادات جديدة بشأن الأقنعة. حيث تشير الأدلة إلى أن ارتداء الأقنعة يمكن أن يساعد في منع انتقال الفيروس، حتى لو كان الشخص غير مصاب وبصحة جيدة.

ومع أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قالت إنه يجب ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، إلا أن الرئيس ترامب قال "بطريقة ما، أنا لا أراه لنفسي"، واستمر في الظهور علنا بدون قناع. يوم الأحد بعد أشهر من تجنبه لبس القناع، حث نائب الرئيس مايك بنس الأمريكيين على ارتدائه.

وفي ولاية غافن نيوسوم في كاليفورنيا، أمر حاكمها بإلزامية ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة في 18 حزيران/ يونيو. بعد ذلك بأكثر من أسبوع أعلن هوغو تاكوس، أنه سيتم إغلاق المحلات مؤقتا؛ لأن الموظفين كانوا "منهكين بالصراعات المستمرة حول رفض العملاء ارتداء الأقنعة".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة هوغو، بيل كوهن؛ إنه في الأسابيع القليلة الماضية تعرض موظفوه للكثير من لغة العنصرية والاصطدامات العنيفة، وأعرب عن قلقه بشأن سلامتهم.

وكان قد أبلغ أحد مديري المرافق عن حدوث خمس مواجهات حول الأقنعة في ساعة واحدة.

وقال كوهن: "أكثر لقطة أتذكرها بعمق، هي عندما طلب من زبون أتى ليأخذ طلبه من نافذة الطلبات الخارجية، ارتداء القناع، قام بإلقاء كوب من الماء على الموظف عبر النافذة".

ويقول عمال الخدمة؛ إن المعارك العامة بشأن الأقنعة حدثت بوتيرة غير عادية، وتتجاوز بكثير الأعداد الكبيرة من الفيديوهات التي تم التقاطها.

كانت النزاعات حول الأقنعة صعبة بشكل خاص للعمال الأساسيين، الذين يعملون في نوبات طويلة ويتعاملون مع العملاء الغاضبين والمحمومين خلال فترة الوباء.


قالت لوندين روبنسون وهي طالبة طب في ولاية مينيسوتا، إن والدتها، مديرة متجر بيغ بوكس في فلوريدا، كان عليها توجيه طاقمها حول كيفية نزع فتيل المواقف المتوترة، إلى جانب العمل لفترات طويلة وتعقيم المتجر.

وقالت: "لم أكن أفكر أبدا أن العمل في سوبرماركت سيعتبر وظيفة عالية المخاطر".

وقالت والدة روبنسون، إنه في الأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع الماضية، أصبحت المعارك حول الأقنعة متكررة بشكل لافت. وقالت إنه من غير الطبيعي ألا يتم استدعاء الشرطة إلى المتجر ثلاث إلى أربع مرات يوميا.

وأضافت: "كان لدينا زبائن يلاحقون بعضهم البعض، ويتصادمون بالعربات، ودفع بعضهم بعضا".

وقالت إن العديد من موظفيها كانوا يعملون لمدة 12 إلى 14 ساعة يوميا، حتى إن تقديم الأقنعة للعملاء مجانا لم يفلح. وقالت إن القتال بين العملاء يخلق توترا لا يتبدد بمجرد انتهاء المشاجرة. لم أعد أشعر بالراحة للعودة بسيارتي بمفردي بعد إغلاق المتجر. أشعر بالقلق من أن زبونا متحاملا قد ينتظرني في الخارج.

أما في فلوريدا التي ترتفع فيها حالات الفيروس بسرعة ولم تصدر الولاية أي قواعد رسمية بشأن الأقنعة، ويدير فيها كريس ماك آرثر متجرا لبيع القهوة قال: "لقد اتخذنا قرار إلزامية الأقنعة لعملائنا، ربما تحذو الشركات الأخرى حذونا، ويقدر عملاؤنا الإجراءات الاحترازية الإضافية التي اتخذناها".

وأضاف أنه يأمل ألا تنشأ صراعات. إلا أنه قام بتدريب الموظفين على كيفية الرد، وأضاف: "إذا احتد الأمر، فنأمل أن تكون الشرطة متاحة لمساعدتنا".