حرض كاتب إسرائيلي يميني، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، على ضرورة العمل من أجل ضم غور الأردن، معتبرا أن تفويت الفرصة "سيعرض إسرائيل للخطر"، على اعتبار أن نهر الأردن هو "حدود أمنية حيوية لإسرائيل".
وقال الكاتب الإسرائيلي آفي بار-
إيلي في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: " في حال لم
يبسط نتنياهو السيادة في الغور بالأسابيع القريبة القادمة، وإذا تراجعت فرص
زعمائنا السياسيين والعسكريين، فإن الضرر سيكون بنيويا-استراتيجيا وبعيد
المدى".
وأوضح أن "خصوم وأعداء إسرائيل
كثر؛ وسيفهمون ما يتعين عليهم فعله، وسينجحون حيثما فشل أوباما (الرئيس الأمريكي
السابق) في أواخر ولايته؛ بتثبيت حدود 1949 بصفتها الخط الشرعي بين فلسطين
وإسرائيل"، مضيفا: "بهذا يوضع أمام اليهود تهديد استراتيجي في شكل دولة
فلسطينية؛ بين العالم العربي ونهر الأردن وبين طريق رقم 6، وتتجه إلى تقويض
استقرار إسرائيل؛ بواسطة الهجرة والعمليات".
وأكد بحسب بار-إيلي، أن
"التفكير بإبقاء الوضع الحالي في الغور حتى طريق ألون، هو الخطأ الأساس لرجال
المؤسسة الأمنية المعارضين لبسط السيادة هناك".
اقرأ أيضا: تضارب إسرائيلي وأمريكي حول موعد تنفيذ "ضم الضفة والغور"
وذكر أن "خطأ المحافظين
الأمنيين يعتمد على الفكر أو المزاج السياسي المتردد لحكومات حزب العمل بين 1967 و1977، ويتكرر خطأ أولئك الأساس بالامتناع عن تثبيت عملي للحدود، في الوقت الذي
تعتقد فيه الشخصيات ذاتها، أن الأمر حيوي لإسرائيل".
ونوه إلى أنه في هذه المرة يتكرر خطأ
التردد في ظروف "أخطر بكثير"؛
مع وجود سلطة فلسطينية وخطتها الاستراتيجية التي تتطلع لعودة لاجئين فلسطينيين من
الأردن.
وأضاف: "المحافظون في مؤسستنا
الأمنية، يتمسكون باستراتيجية كانت واهنة حتى في حينه، ولكنها اليوم في ضوء تحول بلدان "الهلال الخصيب" إلى
بلدان "الهلال النازف"، وأصبحت منقطعة تماما عن
الواقع"، معتبرا أن "التوتر بين من يسعون إلى الانطلاق نحو الأمام وبين
المحافظين الساعين إلى الإبطاء، هو الذي يميز ثقافتنا السياسية منذ بدايتها".
ولفت إلى "حالة الجدل التي سادت
عقب حرب 1948، بعد احتلال فلسطين، وأيد المترددون في حينه "إقامة الدولة ولكن
ليس الآن، وتخوفوا من الحرب ضد الجيوش العربية النظامية، وكأنه كان ممكنا إقامة دولة
بدونها، وسعوا إلى التفاهم مع الولايات المتحدة وبريطانيا، مع أنهما سعتا في حينه
إلى إقامة دولة عربية في البلاد، وقبول اقتراحاتهما معناه منع هجرة اليهود إلى
البلاد (فلسطين)".
اقرأ أيضا: خبيران: الضم الإسرائيلي بالضفة يهدف للسيطرة على المياه
وتابع: "المترددون في الجدال
هزموا في حينه، ولكن في 1967- 1977 انتصروا، ومثلما كانوا قبل نحو عشرين سنة من
ذلك مقتنعين بأنه من الحيوي إقامة دولة، هكذا كانت حكومات أشكول، مئير، رابين
وبيرس (رؤساء حكومات إسرائيلية سابقين) في حينه مقتنعة بالفعل، أن نهر الأردن هو
"حدود أمنية" حيوية لإسرائيل، ولكنها امتنعت عن بسط السيادة في الغور
حتى ظهر الجبل وفقا لمشروع ألون".
وبين الكاتب، أن "أشكول، مئير، ورابين
وبيرتس، خافوا من رد فعل القوى العظمى، وخشوا من الانشقاق داخل حزب العمل بين
الأغلبية برئاستهم، التي أيدت حدودا أمنية، وبين الأقلية الحمائمية، وكان ثمن
التردد سيطرة "الحمائم" على حزب العمل، وعلى وعي زعيميه؛ رابين وبيرس،
والنتيجة الفاشلة تعرض أمام ناظرينا من
التسعينيات، ولاحقا أوقعت خرابا على حركة العمل الصهيونية".
ونبه أن "بسط السيادة في مناطق
مشروع ألون، كان يفترض صراعا سياسيا طويلا، غير سهل ولكنه ممكن؛ مثل الكفاح الذي
خاضه بن غوريون وشاريت في الخمسينيات على النقب الجنوبي مع الولايات المتحدة
وبريطانيا، ولكن خلفاء بن غوريون لم يتميزوا بالحكمة والجرأة مثله، وخلفاء خلفائه
يقترحون الانتظار".
وتساءل: "حتى متى؟ حتى توافق السلطة
الفلسطينية والأردن على سيادة إسرائيلية على نهر الأردن؟ أم ربما حتى يستجيب الجانب الفلسطيني لاقتراح إيهود أولمرت (رئيس وزراء إسرائيلي أسبق) غير البعيد، الذي شمل حدود 1949 بما في
ذلك الحدود مع الأردن، عودة جماعية من العرب للبلاد، القدس الشرقية؟".
وأكد بار- إيلي، أن "ثمن تفويت الفرصة
اليوم من شأنه أن يكون أخطر من ثمن سابقاتها، علما بأن بسط السيادة (الضم) يستوجب
الكفاح ولكنه حيوي، وكلما فهمت حيويته يمكن رص الصفوف".
وقدر أن "نتنياهو يمكن أن ينال تأييد
الكثيرين من رجال حزب العمل، أما تفويت الفرصة فسيجر إخفاقات وانشقاقات ويعرض
إسرائيل للخطر".
يشار إلى أن "مشروع ألون"، هو
خطة إسرائيلية طرحها يغآل ألون على مجلس الوزراء الإسرائيلي في تموز 1967 مباشرة
بعد انتهاء حرب حزيران، ويهدف المشروع لتحقيق 3 أهداف؛ "إقامة حدود أمنية
لإسرائيل بينها وبين الأردن، وقف سيطرة إسرائيل على شريحة سكانية عربية، للحفاظ
على صبغة يهودية لإسرائيل، وتحقيق ما يزعمون أنه "الحق التاريخي" لليهود
في أرض فلسطين المحتلة.
وحدد "مشروع ألون"، المنطقة من نهر
الأردن وحتى المنحدرات الشرقية لجبال نابلس وجنين لتبقى تحت سيادة الاحتلال
الإسرائيلي، وكذلك بالنسبة للقدس وضواحيها والخليل أيضا، أما بقية أراضي الضفة
الغربية، فتعاد إلى الأردن مع فصل تام بينها، وإقامة معبر بينها بواسطة لسان في
ضواحي أريحا.
واقترح المشروع، ضم قطاع غزة بأكمله إلى
"إسرائيل" وتوطين اللاجئين الفلسطينيين خارج القطاع، وإعادة سيناء إلى
مصر مع الاحتفاظ بالساحل الجنوبي الشرقي لسيناء من إيلات وحتى شرم الشيخ تحت
السيطرة الإسرائيلية.
تضارب إسرائيلي وأمريكي حول موعد تنفيذ "ضم الضفة والغور"
هل الاحتلال الإسرائيلي بطريقه لانتخابات رابعة خلال عامين؟
كاتب إسرائيلي: هذا السبب الحقيقي لتأخير نتنياهو لـ"الضم"