ذكرت صحيفة "حرييت" التركية، أن "خطاب الأمة" للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول قرار إرجاع مسمى "مسجد" لمتحف أيا صوفيا، واستمر حوالي 40 دقيقة، برزت فيه ثلاث لمسات ورسائل مهمة.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن "خطاب الأمة" للرئيس التركي، الذي عادة ما يكون بوجود شعار الجمهورية وعلم البلاد في الخلفية، سلط الضوء على ثلاث لمسات بارزة أعطت العديد من الإشارات.
مقولة للسلطان محمد الفاتح
وأشارت إلى أن أولى اللمسات كانت من خلال عرض صور من سند وقفية آيا صوفيا، تضمنت عبارات للسلطان محمد الفاتح، في كلمة أردوغان، التي قال فيها: "تعيش آيا صوفيا اليوم قيامة من القيامات التي شهدتها مرارا منذ إنشائها".
وأوضحت، أن السلطان محمد الفاتح، أصدر سند وقفية حول ضم جامع آيا صوفيا إلى أملاكه بعد فتح إسطنبول، قال فيه: "لعنة الله على كل من يغيّر ويسعى لتحويله (آيا صوفيا) وإلغائه، من خلال ذرائع باطلة، ليست سوى تأويلات وخرافات وشائعات غير صحيحة".
صورة آيا صوفيا للفنان
وذكرت الصحيفة، أن اللمسة الثانية تمثلت خلال خطاب أردوغان، بوضع صورة كبيرة لمسجد آيا صوفيا، بالخلفية، وهي التي التقطها المصور عزت كيريبار، الذي فاز بجائزة رئاسة الجمهورية الكبرى للثقافة والفنون لعام 2018.
وأشارت إلى أن الصورة الملتقطة لكريبار (84 عاما)، يمكن فيها رؤية الجزء الداخلي من المسجد بشكل واضح.
مقطوعة آيا صوفيا
ولفتت الصحيفة، إلى أن اللمسة الأخيرة بعد انتهاء أردوغان من خطابه، كانت من خلال عزف المقطوعة الفنية التي أعدها عازف البيانو الشهير تولويهان أورلو لآيا صوفيا، والتي استخدم الفنان التركي في مقطوعته الأوتار الموسيقية التركية والغربية، بما يحاكي قصة آيا صوفيا منذ الأمس حتى اليوم، وهي مما تضمنه ألبوم "إسطنبول عاصمة العالم".
يشار إلى أن السلطان محمد الفتاح، في إحدى صفحاته الوقفية، والتي يرجع تاريخها إلى 1 حزيران/ يونيو 1453، قال إن "أي شخض قام بتغيير هذه الوقفية التي حولت آيا صوفيا إلى مسجد، أو قام بتبديل إحدى موادها، أو ألغاها أو حتى قام بتعديها، أو سعى لوقف العمل بحكم الوقف الخاص بالمسجد من خلال أي مؤامرة أو تأويل فاسق أو فاسد، أو غير أصله، واعترض على تفريعاته، أو ساعد وأرشد من يقومون بذلك، أو ساهم مع من قاموا بمثل هذه التصرفات بشكل غير قانوني، أو قام بإخراج آيا صوفيا من كونه مسجدًا، أو طالب بأشياء مثل حق الوصاية من خلال أوراق مزورة، أو سجله (المكان) في سجلاته عن طريق الباطل أو إضافه لحسابه كذبًا، أقول في حضوركم جميعًا أنه يكون قد ارتكب أكبر أنواع الحرام واقترف إثمًا".
وتابع السلطان العثماني: "ومن غيّر هذه الوقفية شخصا كان أو جماعة، عليه أو عليهم إلى الأبد لعنة الله والنبي والملائكة والحكام وكل المسلمين أجمعين، ونسأل الله ألا يخفف عنهم العذاب، وألا ينظر لوجوههم يوم الحشر، ومن سمع هذا الكلام، وواصل سعيه لتغيير ذلك، سيقع ذنبه على من يسمح له بالتغيير، وعليهم جميعًا عذاب من الله، والله سميع عليم".
أردوغان يطلق اسم البحار العثماني "بربروس" على مسجد بإسطنبول