رجحت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، أن تؤدي المحاولات الإيرانية لمواجهة تل أبيب باستخدام منظومة الصواريخ الدقيقة، إلى "إشعال المنطقة وصولا لمواجهة شاملة بالشرق الأوسط".
وقالت
صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير لها، إن "إسرائيل تواصل الهجوم
بقوة مضاعفة ضد قوات إيرانية وبنى تحتية بسوريا"، واصفة "سلسلة الهجمات
الإسرائيلية الأخيرة، بأنها حرب ما بين الحروب، وهي حملة لسحق القدرات المتطورات
لإيران، لإزالة الخطر بحال نشوب صراع مسلح".
وفي
مقابلة في 2018، مع رئيس الأركان السابق الجنرال غادي آيزنكوت، "اعترف بأن
إسرائيل هاجمت خلال ولايته آلاف الأهداف في سوريا، بينما لم تعلن مسؤوليتها إلا في
مرات قليلة"، وبحسب الصحيفة كان "التركيز بالماضي على مسألة متى وأين
هاجمت إسرائيل، لكن الحقيقة بدأت بالتغير مؤخرا".
وأكدت
الصحيفة، أن "غالبية الهجمات وقعت في سوريا، حيث تواصل إيران نشر القوات
والسلاح فيها، في محاولة للاستعداد لمواجهة مع إسرائيل، ويتضمن الأمر قوات عسكرية
ومليشيات شيعية، ووسائل قتالية متطورة وفتاكة".
برنامج صواريخ إيران
وبحب
التقييم الذي قامت به هيئة أركان الجيش برئاسة الجنرال أفيف كوخافي، قبيل تفعيل
الخطة الخماسية "تنوفا"، فإن "القلق الأعلى للجيش الاسرائيلي، بعد
التهديد النووي الإيراني، الذي تلقى ضربات قاسية مؤخرا، هو معالجة الأعمال
الإيرانية لإدخال قدرات صاروخية موجهة دقيقة للساحة الشمالية وفي الجنوبية
مستقبلا".
وأشارت
الصحيفة إلى أن "برنامج الصواريخ الإيراني بدأ أثناء الحرب
الإيرانية-العراقية (1980- 1988)، عندما كانت إيران عرضة للصواريخ العراقية بشكل
مستمر، وبحثا عن قدرات مشابهة قاد من كان في حينه الناطق بلسان المجلس رفسنجاني
الجهود للحصول على صواريخ من ليبيا، وسوريا ومن كوريا الشمالية".
اقرأ أيضا: نهج أمريكي وإسرائيلي جديد لـ"تخريب" النووي الإيراني
وفي
1985، اشترت طهران "إسكاد بي" الأول لها من ليبيا، ومنذئذ "طورت
إيران قدرات إضافية بمعونة الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية وباكستان، ولعبت الصين
وروسيا دورا مركزيا في المساعدة للحصول على محركات الصواريخ (السائلة والصلبة)،
بينما زودت كوريا الشمالية طهران بصواريخ بالستية كاملة من عائلة "نو
دونغ".
ونوهت
"إسرائيل اليوم"، إلى أن "طهران عندما جمعت ما يكفي من القدرة في
التكنولوجيا والإنتاج، بدأت بتصدير المعرفة وقطع الغيار والصواريخ نفسها لحلفائها
في المنطقة، وسلحت حماس وحزب الله بجملة من الصواريخ ذات القدرات المتنوعة، ولكن
ليس بعد بالصواريخ الدقيقة، بهدف إغراق إسرائيل بالصواريخ وشل حركتها".
وقدرت
أن "إيران وبسبب الدفعات والتكنولوجيا الإسرائيلية، بدأت "بتصدير سلاح
موجه دقيق عام 2013، انطلاقا من التفكير بأنه سيكون لهذا السلاح قدرات للتغلب على
بعض من منظومات الدفاع القائمة في إسرائيل، ويدور الحديث عن سلاح ذي قدرة على
الإصابة بدقة وقدرة فتاكة، وهو ما تطلق عليه إسرائيل سلاح "محطم
للتعادل"، والذي تعتزم منعه عن حزب الله بكل ثمن".
ونبهت إلى أن "زعماء إيران فهموا القدرة التي يوفرها السلاح الدقيق"، زاعمة أن
"نقل مثل هذه التكنولوجيا (حزب الله أو حماس) هو خرق لكل المعايير القائمة في
العالم".
الاشتعال الكامل
وتابعت:
"انطلاقا من الوعي بالخطر، قررت تل أبيب مهاجمة برنامج الصواريخ الدقيقة في
كل مكان وزمان ممكن، وهذا يوضح قرار إيران في 2016 تغيير نهجها ووقف نقل الصواريخ
الكاملة، التي أحبطتها إسرائيل في معظم الحالات، والانتقال بدلا من هذا لتطوير
قدرات بتحويل الصواريخ غير الدقيقة لصواريخ موجهة دقيقة".
وأشارت
الصحيفة إلى أن "إسرائيل في الماضي كانت غامضة عن عمد بالنسبة للأهداف التي
تهاجمها، ولكنها تبنت مؤخرا استراتيجية جديدة، تكشف برنامج الصواريخ الدقيقة لحزب
الله وتدعي صراحة أن إيران مسؤولة عن هذا الانتشار، وفي السنة الماضية كشف رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو عن موقع لإنتاج "PGM" في لبنان، وأغلق هذا الموقع منذئذ، ولكن ينبغي الافتراض أن
طهران نجحت في إقامة منشآت إنتاج جديدة في لبنان".
وأكدت
أنه "مع تواصل أعمال التهريب الإيرانية، والهجمات المنسوبة لإسرائيل، يتسع
احتمال الاشتعال الكامل"، موضحة أن "إسرائيل ليس لديها شركاء صادقون
لإخراج القوات الإيرانية والصواريخ الدقيقة من سوريا ولبنان، وهي تبذل جهدا كبيرا
لإقناع الروس، بأن إخراج الإيرانيين من سوريا؛ هو مصلحة روسية، وأكدت للرئيس بوتين، أنه طالما تواصل تهديد الصواريخ
الدقيقة، فلن يكون هناك استقرار في سوريا، وكل الاستثمار الروسي هناك سيضيع
هباء".
وتابعت:
"هذا الموضوع؛ هو مصدر متواصل للتوتر بين طهران وموسكو، ولكن الروس لا يعملون
بتصميم لإخراج الإيرانيين من سوريا، أما في في لبنان فالتوتر يرتفع".
ورأت
"إسرائيل اليوم"، أنه "في ضوء التحذيرات الإسرائيلية المتصاعدة، من
المهم أن يلعب تهديد الصواريخ الدقيقة دورا مركزيا في المداولات المقتربة في الأمم
المتحدة (تشرين الأول) على رفع حظر السلاح عن إيران، كما يمكنه أن يلعب دورا في
المداولات على المساعدة المالية التي يطلبها لبنان من العالم".
وبينت
أنه "ليس من غير المعقول، أن تقرر إسرائيل تحييد هذا التهديد الكبير قبل أن
يحصل هذان الأمران؛ فتهديد الصواريخ الدقيقة يقترب من نقطة قرار من شأنه أن يشعل
كل الشرق الأوسط، والأحداث الأخيرة، مؤشر على أمر يمكنه أن يؤدي لمواجهة
محتمة".
كاتب إسرائيلي: هذا السبب الحقيقي لتأخير نتنياهو لـ"الضم"
معهد إسرائيلي: سياستنا "تجذب النار" وتمس بتصدينا لطهران
هآرتس تكشف خبايا علاقة ترامب ونتنياهو جاءت بكتاب بولتون