تناولت صحيفة تركية، الشبهات حول انفجار المرفأ بالعاصمة اللبنانية بيروت، مشيرة إلى أن الميناء البحري يعد أحد المراكز الهامة لحزب الله.
وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقريرين منفصلين ترجمتهما "عربي21"، إن صوامع القمح المخزنة في المرفأ، منعت وصول الكارثة لأبعاد أكبر، ووفقا للحسابات الأولية فإن الأضرار الناجمة عن الانفجار بلغت ما بين 3 و5 مليارات دولار.
"ميناء الحزب"
ونقلت الصحيفة في تقرير، من مصادر لبنانية، أن الاعتقاد السائد، بأن الاحتلال الإسرائيلي يقف بشكل ما، خلف الانفجار الذي وقع بالمرفأ الذي يستخدمه حزب الله كثيرا، ولا يمكن للسلطات اللبنانية منعه من ذلك.
وأشارت إلى أن اللبنانيين، يطلقون على جزء من المرفأ "ميناء الحزب"، والسر الذي يعرفه الجميع، أن المنطقة التي تركزت فيها الانفجارات كانت في منطقة المستودعات التي يستخدمها حزب الله، وفقا لما نقلته عن مصادر لبنانية.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر لبنانية متعددة، أن ستة انفجارات صغيرة سبقت الانفجار الكبير، وهناك اعتقاد بأن الاحتلال الإسرائيلي قام بضرب المستودعات.
وأضافت، أن إنكار حزب الله وجود مستودعات له في المرفأ، ونفي الاحتلال المسؤولية عن الانفجار لا يعني شيئا، كما أنه وفقا لمصادر لبنانية للصحيفة، فإن "إسرائيل" نفسها لم تتوقع هذا الحجم من الانفجار.
وأشارت الصحيفة في تقرير آخر، إلى أن الاعتقاد السائد بأن إسرائيل تقف خلف الانفجار، قد يكون لا معنى له بسبب إنكار حزب الله، ونفي الاحتلال، فيما أعلن الجيش اللبناني عدم تحليق أي مقاتلات إسرائيلية أثناء الانفجار وقبل وقوعه.
اقرأ أيضا: صحيفة: كيف يبدو مستقبل لبنان بعد "11 سبتمبر الشرق الأوسط"؟
ولفتت إلى أن الصحف اللبنانية، صدرت على صفحاتها الأولى، انتقادات للسلطات اللبنانية، محملة إياها المسؤولية عن الفاجعة.
وأضافت أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أيضا لم يلم إسرائيل، فيما قال مسؤولون إيرانيون بصوت منخفض إن طائرات بدون طيار أمريكية حلقت بكثافة في سماء المنطقة، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان استغلال الوضع.
نظرية مؤامرة؟.. لغز بقاء نترات الأمونيوم بالمرفأ
وتساءلت الصحيفة: "هناك يد إسرائيلية بالانفجار، مجرد نتيجة للصراع بين حزب الله وإسرائيل المستمر من الماضي إلى الحاضر، أم إننا نلجأ لنظرية المؤامرة التي لا يمكن التخلي عنها عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط؟!".
وأوضحت الصحيفة، أن اللغز يكمن في السبب الغامض الذي يقف خلف بقاء مادة متفجرة بهذه الكمية في مرفأ بيروت منذ ست سنوات، فلا توجد إجابة واضحة حتى، فيما أكد مسؤولون لبنانيون أنهم حذروا الحكومة من وجود نترات الأمونيوم هناك، وضرورة البت بشأنها.
كيف وصلت نترات الأمونيوم المعروفة بخطورتها إلى مرفأ بيروت؟
ووفقا لما كشفت عنه الصحافة اللبانية، فإنه في أواخر عام 2013، أبحرت سفينة ترفع علم مولدوفا، محملة بـ2750 طنا من نترات الأمونيوم من جورجيا إلى موزمبيق، وبعد ذلك اقتربت السفينة من مرفأ بيروت بسبب عطل فني.
وأشارت الصحيفة إلى أن اللبنانيين بعد تفتيشهم للسفينة في مرفأ بيروت الخاضع تحت سيطرة حزب الله، منعوها من متابعة طريقها.
تساؤلات مثارة حول السفينة والنترات
وأضافت أن المثير للشبهة، أنه في حين سمح لأفراد طاقم السفينة بالعودة إلى بلدانهم باستثناء القبطان، فإن الشركة التي تمتلك السفينة سرعان ما تخلت عنها، ولم تعد مهتمة بقضية احتجازها.
اقرأ أيضا: صحف عبرية: انفجار بيروت.. إهمال أم عمل مقصود؟
ولفتت إلى أن قبطان السفينة، تمكن من العودة إلى بلاده "بعد عدة تدخلات"، وتم نقل نترات الأمونيوم إلى العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، فيما فشلت جميع المحاولات والطلبات المقدمة للسلطات بإخراج المادة الكيميائية من لبنان نظرا لخطورتها.
هل ضربت إسرائيل حزب الله بتهديداته المتكررة بالأمونيوم؟
وأشارت إلى أن المثير، أن حسابات مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، بعد الانفجار، سارعت وبرعاية من المخابرات الإسرائيلية، إلى عرض خطاب لأمين عام حزب الله حسن نصر الله، في 16 شباط/ فبراير 2016، هدد فيه إسرائيل بقصف حاويات الأمونيوم في ميناء حيفا.
وفي خطابه قال نصر الله: "هناك أمونيوم في الحاويات الكبيرة في ميناء حيفا، وما زالت موجودة، وحرصنا على عدم استهدافها في حرب تموز (2006)، هناك أكثر من 15 ألف طن من الغاز، والتي ستؤدي إلى موت عشرات آلاف السكان، هذا الأمر كالقنبلة النووية تماما".
وأضاف قائلا: "هذه ليست قنبلة نووية بالمعنى الذي نعرفه، إن بعض الصواريخ من عندنا بالإضافة لحاويات الأمونيا في ميناء حيفا نتيجتها نتيجة قنبلة نووية".
ولفتت الصحيفة، إلى أن نصر الله، أعاد حديثه عن حاويات الأمونيوم في ميناء حيفا في 16 شباط/ فبراير 2017، ما دعا الاحتلال إلى اتخاذ قرار إفراغ الميناء من المادة الخطيرة.
وتساءلت مستهجنة: "كيف يتم تخزين 2750 طنا من المادة المتفجرة في ميناء بيروت، قلب اقتصاد ليبيا، لأسباب لا يعلمها أحد، في الوقت الذي كان فيه نصر الله يهدد بضربها بحيفا؟ّ!".
وختمت متسائلة: "هل ضربت إسرائيل حزب الله بسبب تهديداته المتكررة بالأمونيوم؟".
صحيفة: كيف يبدو مستقبل لبنان بعد "11 سبتمبر الشرق الأوسط"؟